اليوم.. الأمير سلمان يفتتح الندوة العلمية التاريخية "الملك فيصل بن عبد العزيز"
يفتتح الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز مساء اليوم الثلاثاء غرة جمادى الأولى 1429هـ الموافق 6 أيار (مايو) 2008 في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز ضمن سلسلة الندوات الملكية.
وأوضح الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز أن الندوة ستعقد في الفترة من 1-3 جمادى الأولى 1429هـ الموافق 6-8 أيار (مايو) 2008، وتعد الندوة الثانية التي تأتي ضمن سلسلة الندوات الملكية التي تعمل الدارة على تنظيمها عن الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز لتوثيق سيرهم، وأعمالهم في بناء المملكة العربية السعودية وخدمة المجتمع السعودي، وتنمية مؤسساته الحكومية, وكذلك التأريخ للفترات التاريخية للمجتمع بعناصرها المختلفة سواء السياسية أو الاقتصادية أوالثقافية والمعرفية من خلال شخصياتهم وإنجازاتهم الحضارية، وتأتي تلك الندوات ضمن أهداف الدارة وأدوارها العملية والعلمية والتي تحظى بالتوجيه والاهتمام الدائمين من الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الذي لايألو جهدا في رعاية أعمال الدارة وأنشطتها، ودعم مساعيها في سبيل خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، وتوثيق سير حكامها وأعلامها قديماً وحديثاً. كما قدم شكره وتقديره إلى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة على دعمه واهتمامه بإقامة الندوة وتحقيق أهدافها، وعلى التعاون البناء الذي وجدته الدارة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وأوضح الدكتور السماري أن عدد البحوث التي ستطرح في جلسات الندوة 34 بحثاً توزعت ضمن المحاور العشرة التي حددتها الدارة وهي: نشأة الملك فيصل وسيرته قبل توليه الحكم، التنظيم الإداري في عهده، التعليم والثقافة والإعلام، الجوانب الاقتصادية، خدمة الحرمين الشريفين والحجاج، الشؤون الإسلامية، الجوانب العسكرية والأمنية، الجوانب الاجتماعية والإنسانية والصحية، النقل والاتصالات، والسياسة الخارجية. مشيرا إلى أن 16 مشاركا من الباحثين من المملكة، فيما يشارك البقية من خارج المملكة وهم على النحو التالي: من الدول العربية عشرة باحثين، وباحث من تركيا، وباحث من السنغال، وباحث من مالي، وباحثان من نيجيريا، وباحث من بولندا، وباحث من فرنسا، وباحث من الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر الدكتور السماري أن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة سيرأس الجلسة الختامية للندوة التي تضم عدداً من الوزراء السابقين الذين تقلدوا مناصب أتاحت لهم العمل مع الملك فيصل بشكل مباشر، حيث سيسردون ذكرياتهم مع الفيصل.
وأشار الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز إلى أن الدارة قامت بإعداد معرض مصاحب للندوة يحتوي على صور فوتوغرافية وصور لوثائق من عهد الملك فيصل، كما أصدرت الدارة عدداً من الكتب عن الملك فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ سيتم عرضها في الندوة وهي: تاريخ التعليم على عهد الملك فيصل، ومكتبة الملك فيصل الخاصة، والملك فيصل بن عبدالعزيز: رؤى وذكريات، وسياسة الملك فيصل الدعوية، وكسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، بالإضافة إلى عدد خاص من مجلة الدارة والنشرة التاريخية وملخصات بحوث الندوة.
من جانبهم عبر عدد من المشاركين في الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – عن سعادتهم الغامرة وغبطتهم بالمشاركة في الندوة، عادين إياها جهداً علمياً بارزاً يسلط الضوء على سيرة علم من أعلام التاريخ الحديث بشهادة القاصي والداني, كما تحدثوا عن بحوثهم المشاركة بإيجاز .
في البداية قدم محمد بن حسين الموجان من وزارة العدل شكره لدارة الملك عبدالعزيز على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تعبر عن الوفاء والعرفان لقيادات تحملت بكل اقتدار أمانة قيادة هذه البلاد بنهج مستمد شرع الله القويم، وتحدث عن بحثه الموسوم بـ (كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل) قائلاً: كان اهتمامه – رحمه الله – بالكسوة مبكراً منذ أن كان نائباً للملك في الحجاز، وقد كسا الكعبة في عهده 11 كسوة جميعها صنعت في مصنع الكسوة بجرول في مكة المكرمة، كما أمر بإنشاء مصنع جديد للكسوة في أم الجود في مكة المكرمة وسأتناول الموضوع بتمهيد عن كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود والملك سعود بن عبد العزيز، ثم سأتطرق للكسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل يم يتطرق بحثي إلى مصنع كسوة الكعبة المشرفة في عهده ثم وصف طرز كسوة الكعبة المشرفة في عهده – رحمه الله – بعد ذلك سأتناول مراسم تسليم وتركيب كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل كما يتضمن البحث العديد من النتائج والتوصيات.
الدكتور علي بن سليمان الحناكي من وزارة الشؤون الاجتماعية عبر عن شكره للدارة على تنظيم هذه الندوة وسعادته بالمشاركة قال : يتناول البحث الذي سوف ألقيه على جمهور الندوة الكريم الشؤون الاجتماعية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – متطرقاً إلى الخطوات والمراحل التنموية التي مرت بها المملكة العربية السعودية في المجال الاجتماعي الذي تبرزه خطط التنمية الخمسية التي كانت البداية الحقيقية للتطور الذي حدث في المجتمع السعودي وذلك بعد مرحلة اكتشاف النفط, حيث حرصت في البداية على تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع السعودي وتهدف الدراسة إلى استعراض جهوده – رحمه الله – في الجوانب الاجتماعية من خلال تناول جهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً (وزارة الشؤون الاجتماعية) حالياً في المجالات والنشاطات والخدمات الاجتماعية والأنظمة والتنظيمات لهذه النشاطات في عهده يرحمه الله.
ويتحدث الأستاذ الدكتور ناصر بن علي الحارثي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية في جامعة أم القرى عن بحثه الموسوم بـ "أعمال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود المعمارية والحضارية لخدمة الحج والحرمين الشريفين" قائلاً: في البداية يطيب لي أن أعرب عن عميق اعتزازي بمشاركتي في هذه الندوة راجياً الله تعالى التوفيق في إيفاء هذا الرجل الشامخ حقه في جزء بسيط من إنجازاته الجمة وسوف يتكون البحث من محاور هي أعماله المعمارية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأعماله المعمارية في المدينة المنورة, وأعماله المعمارية في جدة . وقد دعم البحث باللوحات والأشكال والجداول الموضحة للمعلومات التي وردت في ثناياه .
أما الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي فيقول: يتناول بحثي صورة الإعلام السعودي – في كمه وكيفه- في عهد الملك فيصل كما يعرض للحالات التي كان للفيصل دور فيها في مجال الإعلام، إبان عمله نائباً للملك في الحجاز ثم ولياً للعهد. ويحاول البحث أن يحلل فلسفة الفيصل الإعلامية, وكيفية تعامله مع الإعلام, ويكشف عن الجوانب الموضوعية التي تحتاج إلى مزيد من التعمق والبحث.
ومن جهتها, عبرت فاطمة الفريحي من كلية التربية لإعداد المعلمات في بريدة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الندوة، مشيرة إلى أنها تعد تكريماً لعلم من أعلام السياسية الإقليمية والدولية، وقالت: عنوان البحث الذي سأشارك به هو "العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك فيصل" حيث ركزت على موقف الملك فيصل من حرب 1393هـ/1973م وسوف أتناول التنسيق السعودي المصري لحرب العاشر من رمضان، ودور الملك فيصل المشرف في قيادة معركة سلاح النفط والآثار التي ترتبت على ذلك، وجهوده – رحمه الله – بعد الحرب لتحقيق التضامن العربي.
الدكتور يوسف بن علي الثقفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة أم القرى ببحث عنوانه "دبلوماسية الفيصل أثناء مؤتمر سان فرانسيسكو"، فعندما قامت الدول الكبرى بدعوة المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة التمهيدي الذي عقد في 13 جمادى الأولى سنة 1364هـ 25 نيسان (أبريل) 1945 في مدينة سان فرانسيسكو بأمريكا بهدف التشاور في إنشاء هيئة الأمم المتحدة, لم تتردد المملكة في قبول الدعوة، واختار الملك عبدالعزيز نجله سمو الأمير فيصل لتولي هذه المهمة، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو الأكثر معرفة بأوضاع الدول المعاصرة، فأظهر براعته في الحوار السياسي مع قادة العالم أثناء انعقاد المؤتمر، ودعا من خلال الكلمات التي ألقاها بأن تتخذ الدول موقفاً داعماً للقضايا العربية والإسلامية، وأن تكون العلاقات بين الدول مبنية على قواعد الحق والعدل، والأمن والسلام.
وحول نفس الموضوع تشارك الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي من جامعة الرياض للبنات وذلك ببحثها الموسوم بـ "مشاركة الأمير فيصل بن عبد العزيز في الاحتفال بتوقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة"، حيث تقول سأقوم في بحثي بإبراز دور الأمير فيصل في تكوين هيئة الأمم المتحدة من خلال مشاركته بالتوقيع على ميثاقها ممثلاً عن والده الملك عبدالعزيز، وما نتج عن ذلك من إيجابيات أهمها أن المملكة العربية السعودية أصبحت عضواً مؤسساً لهذه الهيئة الدولية, وما واكب تلك الزيارة من أحداث أسهمت في توثيق العلاقات السعودية – الأمريكية, كل ذلك اعتماداً على وثائق أصلية عربية رسمية لم تدرس من قبل.
الدكتور عبدالفتاح حسن أبو عليه الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أوضح أن مشاركته في الندوة تأتي ببحثه الموسوم بـ "أنشطة الأمير فيصل بن عبدالعزيز السياسية في الفترة بين 1926-1929م : قراءة في الوثائق الفرنسية"، وقال تتناول هذه الدراسة أهم الأنشطة السياسية التي مارسها الأمير فيصل بن عبد العزيز في فترة مهمة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة بعد دخول الملك عبد العزيز آل سعود الحجاز، وقبل تسلم الأمير فيصل وزارة الخارجية السعودية. وتركز الدراسة على إبراز أهمية الوثائق الفرنسية وندرة استخدامها, مع مناقشة ما أوردته تلك الوثائق من معلومات تاريخية سياسية تناولت أنشطة الأمير السياسية وبيان دوره الفاعل في هذا المجال . كما تهتم الدراسة بقراءة الوثائق التاريخية في هذا الشأن وتحليلها.
ويلقي الدكتور عبدالعزيز بن صالح الشبل الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث والمعاصر في الكلية التقنية في الدمام بحثاً تحت عنوان "تأثير زيارات الملك فيصل الخارجية في عهد والده في تكوين وصقل شخصيته السياسية" حيث يتطرق إلى تأثير رحلاته خارج المملكة في فترة مبكرة من عمره في تكوين وصقل شخصيته السياسية ودور هذه الرحلات في دعم وتمكين صورة المملكة وشرح سياستها من جهة, ثم في كون رحلاته للخارج أرست أساس رؤية ناضجة للملك فيصل رحمه الله في السياسية الدولية تبلورت فيما بعد وآتت ثمارها طوال حياته.
ويشترك الدكتور طه عثمان الفرا الأستاذ في جامعة نايف للعلوم الأمنية مع الدكتورة حصة بنت سيف السيف من جامعة الرياض في البحث الموسوم بـ "الملك فيصل والحدود الدولية للمملكة العربية السعودية" حيث يقول الدكتور طه: كان للملك فيصل دور محوري في إرساء دعائم المملكة العربية السعودية منذ عهد والده الملك عبد العزيز - رحمهما الله - حيث شارك في عملية توحيد أقاليمها ونشر الأمن في ربوعها، ووضع أسس علاقاتها الخارجية وتنميتها وتطويرها مع محيطها الإقليمي والدولي، ولاسيما فيما يتعلق بمسألة تحديد الحدود الدولية والتعامل بإيجابية مع مشكلاتها وتداعياتها.
ويقول الدكتور محمد بن موسى القريني: إن إقامة مثل هذه الندوات عن قادة هذا البلد يعد عرفاناً بالجميل الذي يحمله كل مواطن تجاه أولئك الرجال الذين وضعوا بصماتهم الواضحة في تاريخ هذه البلاد وتاريخ الأمة العربية والإسلامية. وعن بحثه الذي سيلقيه في الندوة يضيف: سيتطرق البحث إلى زيارة الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى الجمهورية التركية عام 1932م في ضوء جريدة "وقت" التركية حيث جاءت تلك الزيارة بعد تشكيل وزارة الخارجية وعقد الملك عبد العزيز آل سعود اتفاقات صداقة مع العديد من الدول، كما أنها تزامنت وتحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها على اسم "المملكة العربية السعودية" إضافة على أنها تعتبر الزيارة الأولى إلى الجمهورية التركية، والتي حرصت على بناء علاقات جديدة مع الملك عبدالعزيز آل سعود
العلاقات السعودية المغربية.
الدكتورة لطيفة كندوز من جامعة محمد الخامس في المملكة المغربية أشارت إلى سعادتها بزيارة السعودية ومشاركتها في هذه الندوة معتبرة إياها إضافة مهمة لتاريخ المنطقة، وتقول: سيتناول بحثي العلاقات السعودية المغربية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز فرغم البعد الجغرافي بين المملكتين السعودية والمغربية، فإن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين اتسمت بتطابق وجهات النظر والتنسيق العميق بشأن الاهتمامات المشتركة بينهما، وهي علاقات حصيلة صلات بدأت منذ القديم، وازدادت ترسيخاً منذ تأسيس المملكة السعودية التي كانت من أولى اهتماماتها المطالبة بتحرير واستقلال الشعوب العربية والإسلامية من ضمنها المغرب، حيث كان مندوب المملكة العربية السعودية من أكبر المدافعين عن استقلال المغرب وحريته حينما عرضت القضية المغربية على هيئة الأمم المتحدة سنة 1371هـ/ شباط (فبراير) 1952، وقد كان للملك فيصل - رحمه الله - الدور الأكبر في هذا الموقف, بصفته المؤسس الحقيقي للدبلوماسية السعودية بشهادة والده الملك عبدالعزيز .
الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يقول: إن شخصية الملك فيصل كان لها أثرها الواضح والعميق في شعور ووجدان الشعوب العربية ويبدو ذلك جلياً من خلال الشعر، وسأتناول في بحثي الذي سألقيه في هذه الندوة العلمية موضوع الملك فيصل بن عبد العزيز في الشعر اليمني حيث يتبين للباحث أدب جنوب الجزيرة العربية عبر النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري مدى أثر التكوين القياسي للدولة السعودية في توجيه الفكر بهذه الأنحاء, ومدى ما أوجده ساستها من أسباب اليقظة الفكرية الجادة, وما اتصفوا به من مواقف حكمه تجاه القضايا الإسلامية والعربية, فلقد سلكوا منهجاً سياسياً حكيماً, ولقد وجد الأدب في رحاب هذه الدولة تشجيعاً جاداً, كما وجدوا في ظلال هذه الدولة دواعي النهضة الحديثة، ويمكن في هذا المقام التعرض لشيء من الآثار الشعرية التي قيلت في الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وذلك بشيء من التركيز والإيجاز.