آداب البريد الإلكتروني

آداب البريد الإلكتروني

آداب البريد الإلكتروني

من منكم يتذكر آخر مرة أرسل رسالة بالبريد التقليدي، أو أستلم رسالة غير رسائل الفواتير والدعايات على صندوق بريده أو صندوق واصل؟، نحن في الأصل لا نستخدم الرسائل كثيراً، ولكن لعلي أجزم أنه حتى الإخوة العرب وغيرهم ممن اشتهروا بكثرة استخدامهم للرسائل التقليدية في السابق أنهم حالياً لا يستخدمون البريد التقليدي كثيراً. إن التغيير الكبير في وسائل الاتصال أدى إلى التحول لاستخدام الوسائل الرقمية من بريد إلكتروني ورسائل جوال لتحل محل البريد التقليدي، وإن كان أدبنا العربي قد سجل لنا آداب الرسائل، ووثق لنا الكثير من الرسائل المتبادلة بين الكثير من الأدباء والمؤرخين والعلماء بكل ما تحتويه هذه الرسائل من أساليب أدبية راقية، إلا أننا نفتقد لتوثيق آداب استخدام الرسائل الإلكترونية.
رسائل البريد الإلكتروني لها آداب، منها ما ينطبق على رسائل البريد التقليدي، كتوضيح اسم المرسل والهدف من الرسالة، والبدء بالسلام، ومنها ما له خصوصية هذا النوع من الرسائل. ونهدف اليوم لإلقاء بعض الضوء على هذه الآداب. وحيث إن طبيعة رسائل البريد الإلكتروني السهولة في الإرسال وعدم وجود تكلفة مصاحبة لها، فنجد التمادي في استخدامها إلى درجة أن الكثير منا يصله رسائل بالعشرات يومياً، مما لا يمكنه من قرأتها.
من آداب الرسائل أنه عند إرسال رسالة لعدد من الأشخاص، تجنب كتابة العناوين في خانة "إلى" (TO)، أو خانة "نسخة كربونية" (CC)، واحرص على كتابة جميع العناوين في خانة "نسخة كربونية مخفية" (BCC)، حيث إن ذلك يعطي الخصوصية لمن أرسلت الرسالة لهم، بحيث لا تنتشر عناوينهم ويساء استخدامها. ولسهولة البريد الإلكتروني نجد أن أغلب الرسائل الواصلة إلينا هي معاد إرسالها، خصوصاً في حالات احتواء هذه الرسائل على فائدة أو قصة طريفة، أو نكتة مسلية، أو صورة مضحكة، ولكن في حالة إعادة إرسال أي رسالة، علينا إلغاء عنوان المرسل الأصلي، وكذلك بقية العناوين، إلا في حالات رسائل العمل التي تهدف إلى توضيح أن هذه الرسالة وصلتني من فلان في التاريخ الموضح في الرسالة.
من الأهمية بمكان تجنب إرسال رسائل تنشر إشاعة، خصوصاً إذا كان هناك طرف متضرر من هذه الإشاعة، مثل الرسائل التي تتحدث عن مقاطعة شركة ما أو منتج معين لأسباب صحية، أو غير ذلك من الأسباب. أو إرسال رسائل تحتوي على معلومات دينية أو صحية وأنت غير متأكد من صحتها وصحة مصدرها.
ومع انتشار الرسائل الترويجية لمنتجات أو شركات أو خدمات، وهذه الرسائل عادة ترسل لقوائم من العناوين الإلكترونية بشكل دوري، فيجب ذكر اسم الجهة المرسلة للتأكد من مصداقية الرسالة، كما يجب الاستئذان بإدراج البريد الإلكتروني ضمن هذه القوائم، أو على الأقل إتاحة المجال لصاحبه بطلب عدم إرسال مزيد من الرسائل إليه، فمثلاً كل فترة يتم إرسال رسالة مفهومها إذا كان ليس لدى صاحب هذا البريد الرغبة في استقبال مزيد من الرسائل فيمكن إرسال رسالة فارغة إلى عنوان معين.
وكما يقال "البريد من عنوانه"، فعلينا اختيار العنوان المناسب للرسالة، والذي يعكس المحتوى. إن انتشار التقنيات يتدخل بشكل رئيس في خصوصيات الأفراد، وحيث إن التقنية نعمة، فلا نجعلها نقمة بسبب سوء استخدامنا لها. ومع انتشار الوسائط المتعددة تزداد أهمية التقيد بآداب الاستخدام. قد ترسل رسالة ذات محتوى سيئ فيدعو عليك مستقبلها، أو تنشر إشاعة فيدعو عليك المتضرر منها، ودائماً لا ننسى الحكمة القائلة "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك"، و"حب لأخيك ما تحب لنفسك". أتمنى أن نكون أول من يستفيد من التقنيات الجديدة ونستخدم أفضل ما فيها وليس العكس.

[email protected]

الأكثر قراءة