جيتكس السعودية .. كليجا 2 جيجا
جيتكس السعودية .. كليجا 2 جيجا
لا أزعم أني أملك أو أستطيع تعريفاً لثقافة المعارض لدينا، لكن ما أعلمه هو أنه لا يمكن لأحد أن يخرج من منزله دون أن يجد هدفاً "ما" لخروجه، ولم أسمع حتى الآن بهواية اسمها جمع الأوراق الإعلانية المتناثرة هنا وهناك، أو البحث عن هدية، مما قد يدخلنا موسوعة جينيس للأرقام القياسية!!
ومع أننا أصبحنا نستخدم التقنية شئنا أم أبينا، فإنه يُفترض أن نجد ضالتنا في زاوية من زوايا معرض يدعى "جيتكس"، ويقام كل عام مرة واحدة، خصوصاً أن المعرض لا يحتوي على مطعوم أو ملبوس سوى ما ستشاهده أثناء قفزك حواجز البائعين عند دخولك أو خروجك من البوابة الرئيسية. فكل ما فيه يدور في فلك التقنية .. هل فكرنا أن نقف ونسأل أحداً من العارضين عن منتج "ما"؟ وهل فكرنا في أن نسأل عمّا نمتلكه من أجهزة قد نكون اشتريناها بثمن عال من باب أننا حصلنا عليها قبل الآخرين، ونحن لا نعرف طريقة استخدامها، أو ما مواصفاتها قبل ذلك؟
وإن لم تجد لدى العارض الإجابة، فإنك لن تعدم وجود شخص لديه من المعلومات ما يكفيك، وهذا ما حصل لي في إحدى زوايا المعرض، عندما وجدت بأنني أصبحت أوجّه أسئلتي لأحد الزوار منحياً العارض، لأنه يملك مقارنة بين الجهاز وجهاز آخر، ولم يكن يعطيني مميزات الجهاز فقط كصاحبنا الأول.
وأنا لا ألوم العارض، فهو لا يستطيع أن يتحدث طوال يوم كامل، ولا يستطيع أن يشرح لك دون أن يعرف أنك مهتم بالموضوع أو أنك تطرح مجرد سؤال فقط دون فهم، لكن يُفترض بك المبادرة في توجيه الأسئلة التي تنم على فهمك وإدراكك للتقنية.
فإذن لماذا نلوم تمثيل الشركات إذا كان لدينا قسم المبيعات كقسم المعارض، لا يفرق بينهما سوى دخول من هم أقل من 16 سنة للقسم الأول، مما يجعل الشركات الكبرى تكتفي بتمثيلها عبر أحد وكلائها، إن وجدت له مشاركة، وتجنب الخسائر المادية، لأننا نحن السبب في طريقة فهمنا مفهوم المعرض.
استوقفني تصويت قبل بدء المعرض بيومين، وضع في إحدى المنتديات العربية المتخصصة في التقنية (وهي قليلة بالمناسبة)، عن مدى رضاك عن معرض جيتكس السعودية، ووضعت له الخيارات (ممتاز، متوسط، عادي)، الغريب أن الأعضاء طالبوا بوضع خيار رابع هو (سيئ)، وعلى الرغم من أن غالبية الأعضاء هم من المهتمين بالتقنية، إلا أن خيار (عادي)، وهو الأقل، استطاع الحصول على قرابة 75 في المائة من التصويت، ونصحوا أعضاء المنتدى من هم خارج الرياض ألا يتكلفوا عناء السفر. وهناك آخرون لم يخفوا رغبتهم في أن يكونوا موزعين للمعمول والكليجا عند بوابة المعرض وهي أكلات شعبية محلية، وإطلاق أسماء تقنية عليها بمناسبة المعرض، (واحد جيجا) و(اثنين جيجا)، لأنك ستجد سوقاً رائجة من قبل الداخلين والخارجين للمعرض، ولا مانع من البحث عن مأكولات شعبية تقنية أخرى.
رسالة أخيرة للقائمين على المعرض بأن ينظروا إلى جيتكس نظرة أخرى، فمعرض يحمل هذا الاسم يُفترض أن يبحث المسوّق فيه عن التقنية أولاً، ثم حجم المساحة والإعلان ثانياً، فقد تكونوا أحد أهم أسباب عزوف الشركات العالمية المتخصصة عن المشاركة في هذا المعرض.