مديرو المدارس: تعميم الصلاحيات قديم ولا يضيف شيئا للمدرسة
تعد وظيفة مدير المدرسة من أهم الوظائف التعليمية وأخطرها في الوقت نفسه، ففي يد هذا المدير يتعلق مصير مدرسة كاملة بما فيها من طلاب ومعلمين وعاملين، وهو دائما المسؤول عن كل صغيرة أو كبيرة تحدث داخل أروقة هذه المدرسة، بل ويعتمد عليه كليا ويؤخذ رأيه دائما في جميع الأمور التربوية والإدارية، وكثيرا ما تؤخذ توصياته بالحسبان إن لم تكن أساسا، واعتماد قوائم الرسوب والنجاح وتقييم العاملين في المدرسة، الذي يترتب عليه نقل المعلم أو تزكيته للعمل كوكيل أو مرشد أو موجه، لذا لابد من إعطائه عددا أكبر من الصلاحيات الممنوحة له حاليا.
وأصدرت إدارة التعليم في الرياض تعميما تفوض فيه مديري المدارس بعدد من الصلاحيات وهي: زيادة عدد الفصول، السماح للطلاب متكرري الرسوب بالاستمرار في المدرسة، تكليف الأكفأ والأقدر من المعلمين بأي عمل تعليمي داخل المدرسة وفق أنصبة المعلمين، إصدار قرارات الحسم على المتغيبين أو المتأخرين من العاملين، منح الإجازات الاضطرارية، إصدار قرار الإجازة المرضية، توقيع خطابات التعاريف، قبول عذر الطالب المتأخر عن الاختبار بما لا يزيد على نصف مدة الاختبار، تكليف من يراه من المعلمين بوضع أسئلة مواد الاختبارات، إسناد تدريس الصفوف الأولية للمعلم وفق الضوابط المقررة، تكليف من يراه من الوكلاء في حال عدم وجوده لأي سبب.
وقد أشار التعميم إلى أن العمل بهذا التعميم يبدأ من تاريخ صدوره وحتى نهاية العام المالي الحالي 1428/1429 هـ.
ولكن الناظر إلى هذا فحوى هذا القرار يجده لم يقدم شيئا جديدا فالصلاحيات المذكورة هي الصلاحيات نفسها التي يمارسها المديرون منذ سنوات، وبالتالي فلن يتغير شيء في عمل المدير المعتاد.
من جانبه يذكر عبد الله السكران رئيس شعبة الإدارة المدرسية في إدارة تعليم الرياض، أن الصلاحيات التي صدرت أخيرا هي تعزيز لما كان في السابق، وأنه تم تشكيل لجنة مكونة من عدد من مديري المدارس المتميزين وعدد من مشرفي الإدارة المدرسية لدراسة هذه الصلاحيات في مجلس الشؤون التربوية في المنطقة، وقد توصلت اللجنة إلى التأكيد على هذه التوصيات.
وأكد أن الإدارة حريصة على منح مديري المدارس صلاحيات أوسع بحرص من مدير التعليم الدكتور عبد العزيز الدبيان الذي يؤكد في كل اجتماع حرصه على منح صلاحيات أوسع وحوافز أكبر لمديري المدارس.
ولم يخف رئيس شعبة الإدارة المدرسية أن هذه الصلاحيات الممنوحة لمديري المدارس دون المأمول، خاصة في ظل الدور الذي يقوم به مدير المدرسة من جهد متواصل لإنجاح الخطط المرسومة من قبل السلطة التعليمية.
وأشار عبد الله السكران إلى أن هناك بعض المقترحات التي هي تحت الدراسة لمنح مديري صلاحيات أوسع، ومن بين هذه المقترحات التي تدرس منح مدير المدرسة الصلاحية في نقل المعلم الذي يرصد عليه بعض المخلفات إلى مدرسة أخرى، ومن المقترحات التي رفعت للجنة لتحفيز مديري المدارس منحهم مبالغ مالية إضافية تحت اسم
(بدل إدارة) ويرتبط بعدد الطلاب، فكلما زاد عدد طلاب المدرسة زاد البدل، وتمنى أن يطبق في أقرب وقت.
وطالب السكران مديري المدارس بكتابة آرائهم ومقترحاتهم حول الصلاحيات الممنوحة لهم ورفعها للقسم لدراستها، مشيرا إلى أنه سيعقد صباح هذا اليوم اجتماع مدير التعليم بمديري المدارس المميزين العام الماضي لمناقشة أمور تهم المديرين، ومن بينها مناقشة منحهم صلاحيات أوسع.
ويؤكد منيف القحطاني أن الصلاحيات الأخيرة ليست جديدة ولم تقدم جديدا فالبنود المذكورة في الأساس هي من صميم عمل مدير المدرسة منذ سنوات ولم نر فيها أي جديد يذكر.
ويضيف القحطاني لا بد من منح مديري المدارس صلاحيات أكبر إضافة إلى بعض الحوافز المادية والمعنوية.
من جهته يقول عبد الله السلوم مدير مدرسة ثانوية، إنه لا يختلف اثنان على ما يعانيه مدير المدرسة من عقبات لتسيير أمور المدرسة، فمرة يفكر في الجدول المدرسي والمعلمين، وأخرى في مشاكل الطلاب، هموم كثيرة تطرأ في فكر مدير المدرسة ومع كل ذلك لا يجد التقدير المناسب جراء هذا العمل الكبير.
وأضح أن الصلاحيات الممنوحة لمدير المدرسة هي صلاحيات محدودة وما هي إلا تكرار لصلاحيات قديمة مضى عليها عدد من السنوات وهي دون الطموح، بل أصابتنا بخيبة أمل.
واقترح السلوم أن يعطى مدير المدرسة دوراً في اختيار المعلمين الجدد في مدرسته، زيادة الصلاحيات المالية لمدير المدرسة، إعطاء مزيد من الصلاحيات فيما يتعلق بالطلاب ذوي السلوك السيئ.
وطالب بوضع حوافز فلا يختلف اثنان على أهميتها وما لها من دور فاعل في صقل المدير وإنتاجيته وليس بالضرورة أن تكون حوافز مادية وإن كانت هي الأولى فمثلا تشجيع المديرين المتميزين وإعطاؤهم الأولوية في إكمال الدراسة العليا.
ويذهب علي الحامد إلى ما ذكره سابقوه من أن هذه الصلاحيات قديمة وليس فيها جديد، فقط ما ذكر في نهاية التعميم أن العمل بها سيستمر حتى نهاية العام المالي الحالي ولا أعتقد أن نشاهد أي جديد يذكر، إضافة إلى أنه لا بد من الرجوع إلى مركز الإشراف أو إدارة التعليم كل مرة.
وينوه بأننا نسمع منذ زمن بمنح المديرين حوافز مادية ومعنوية ولم نر شيئا حتى الآن.
من جانبه بين حسن آل قحل مدير مدرسة ابتدائية أن الصلاحيات التي منحت لمديري المدارس تحوي 21 بندا إلا أنها للأسف شكلية، ولابد لمدير المدرسة عند اتخاذ أي قرار منها الرجوع إلى مركز الإشراف التربوي، أو إدارة التعليم.
وأضاف: على سبيل المثال من الصلاحيات في التعميم الذي صدر أخيرا إمكانية فتح أو إلغاء فصول دراسية، إلا أننا في النهاية لابد أن نعود للمرجع، وهنا تبقى هذه الصلاحيات شكلية فقط، كما أننا نطالب ببدل إدارة.
وأكد أن الصلاحية الوحيدة الممنوحة لهم هي منح المعلمين إجازات اضطرارية، وهذه الصلاحية بالذات توقع مديري المدارس في حرج كبير مع زملائهم المعلمين.