المحتوى العربي في الإنترنت
المحتوى العربي في الإنترنت
رغم البطء الشديد في تطوير البنية التحتية للإنترنت في المملكة، إلا أن المتابع يلاحظ التطور الكبير في عدد مستخدمي الإنترنت، حيث تجاوزت نسبة مستخدمي الإنترنت 23 في المائة من السكان، وبنسبة نمو سنوية عالية مقارنة بالدول الأخرى. ونجد أن اللغة العربية هي اللغة الخامسة من حيث الانتشار في العالم، حيث يمثل العرب ما يقارب 5 في المائة من سكان العالم، ونسبة المستخدمين العرب للإنترنت تمثل 2.5 في المائة من مستخدمي الإنترنت في العالم، ومع ذلك نجد أن المحتوى العربي على شبكة الإنترنت أقل بكثير من 1 في المائة من محتوى الإنترنت.
وبطبيعة الحال، فإن هذه الأرقام غير مشجعة، والمتابع يلاحظ الضعف الكبير في المحتوى العربي على الإنترنت، ولهذا أسباب عديدة، منها:
* أن نسبة عالية من المستخدمين العرب للإنترنت يجيدون لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية، وبذلك يجدون كفايتهم في تلك المواقع، والتي تمثل نسبة كبيرة من محتوى الإنترنت.
* أن بعض الجهات الحكومية والكثير من الجهات غير الحكومية في الدول العربية لديها مواقع غير عربية أقوى من المواقع العربية، بل نجد لغة العمل ليست اللغة العربية.
* ضعف الاهتمام لدى بعض المسؤولين بمواقع الإنترنت الخاصة بجهاتهم، وعدم دعمها معنوياً ومادياً.
ولكن ما الحل؟ يعجز هذا العمود على تفصيل الحلول، ولكن بعجالة فمن الحلول على مستوى الدول العربية:
* إلزام الجهات الحكومية وشبه الحكومية وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص على النشر باللغة العربية لكل ما يمكن نشره بصيغ رقمية، ويشمل ذلك معلومات الجهة والأنظمة واللوائح ومتطلبات الخدمات، والبيانات الصحافية والمجلات والنشرات والإحصائيات والتقارير والصور والتسجيلات الصوتية والمرئية.
* التنسيق بين المكتبات الوطنية على تحويل كتب التراث إلى صيغ رقمية.
* إلزام دور النشر على نشر ملخصات الكتب العربية على الإنترنت.
* إلزام الجامعات الحكومية وحث الجامعات الخاصة على توفير الرسائل العلمية والكتب التي تصدرها على الإنترنت، إضافة إلى تخصيص صفحات لجميع أعضاء هيئة التدريس وتشجيعهم على إثراء هذه الصفحات بالمحتوى العربي المفيد وتحديث هذه الصفحات بشكل مستمر، مع تقديم الدعم الفني لهم.
* حماية حقوق الملكية الفكرية فيما يختص بالمحتوي الرقمي على الإنترنت.
* تشجيع الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية ونشر ذلك المحتوى.
عندما نجد اهتمام أهل اللغات الأخرى بلغاتهم، ونقارن هذا الاهتمام بأهل العربية، اللغة الخالدة، ينتابنا الخجل خصوصاً أن اللغة العربية تهم أكثر من 20 في المائة من سكان العالم وهم المسلمين، وعاتق نشر هذه اللغة والحفاظ عليها يقع على العرب، لذلك فعلينا واجب كبير لعلنا نقوم بهذا الواجب كلٌ في مجاله، ولعل إطلاق مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (وهذا أحد مشاريع الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات)، تكون بداية انطلاق لوجود عربي أكبر في ساحة الإنترنت، ولعل هذه المبادرة تلعب دور المنسق والمشجع والداعم للتوجهات الرئيسة في مجال تحويل التراث العربي إلى صيغ رقمية ونشره على الإنترنت، إضافة إلى تشجيع الجهات المختلفة على إضافة المحتوى العربي الجديد على مواقع الإنترنت الخاصة بالجهات المختلفة.