البطل الأمريكي!

احتفلت شركة هاسبرو الأمريكية أخيرا باليوبيل الفضي لبدء ظهور شخصياتها الشهيرة ( GI JOE) على شاشة التلفزيون في أمريكا وحول العالم، هذه الشخصيات تحولت إلى مسلسل كارتوني بدأ عرضه في عام 1985 م وأنتج مقتبسا عن مجموعة من الدمى تحمل الاسم نفسه ظهرت في خمسينيات القرن الماضي.
الفكرة العامة لهذا المسلسل تتناول حياة مجموعة من الجنود الأمريكيين في حرب دائمة بين الخير والشرّ. هذا الاحتفال ذكرني بالرابط الخفي بين ذلك المسلسل والشخصية المتخيلة التي يرسمها للمجند الأمريكي والجيش بصورة عامة وبين الواقع الذي يعيشه الجنود اليوم. كبر الجيل الحالي من الشباب الأمريكي تحت تأثير هذا المسلسل ليزرع بداخلهم عدة قناعات ليست بالضرورة إيجابية أو واقعية!
سأستعرض على عجالة أهم النقاط التي توقفت عندها كثيراً :
* 30 دقيقة من العرض تبدأ بمقدمة موسيقية وكلمات تتردد تشبه الخطب التي يلقيها الرئيس الأمريكي بوش اليوم، تتحدث عن البطل الوطني الحقيقي وتدمج بين هذه الهتافات وصور للشخصيات في الطائرات وفي البحر وبين الجبال والصحاري.
* يحارب الجنود شخصية وهمية ترتبط بالإرهابTerror كما يذكر المعلق الرئيسي للمسلسل، سميت الشخصية بـ كوبرا كوماندر، كائن يجمع صفات بشرية وأخرى ترتبط بأفعى الكوبرا ويرتدي لثاما لا يظهر سوى عينيه. هذه التغطية التي يحظى بها القائد الأساسي للشرّ توفر إمكانية تعميم انتمائه إلى كثير من الشعوب التي يرى فيها الأمريكيون عدواً لهم في تلك الفترة ومنهم على سبيل المثال محاربو النينجا المرتبطون باليابان ودول شرق آسيا، ومن جهة أخرى العرب الملثمون!
* يقع المقر الرئيس لقيادة كوبرا في منطقة جبلية تسمى بادكستان Badhkistan ليس هناك حاجة إلى التحليل إذ إن الاسم يوضح المقطع الأول (Bad) سيئ والجزء الباقي يقارب اسم عدد من الدول الإسلامية في آسيا من باكستان وأفغانستان وحتى الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي مثل طاجاكستان وأوزبكستان، إضافة إلى هذا المقر يوجد مقر آخر صرّح بموقعه المسلسل (منطقة في شرق أوروبا )، ومقر آخر في جزيرة وسط بحر ما (تذكرنا بـ كوبا مثلاً).
إن الآلاف من الشباب يلتحقون بالجيش كل عام لينتقلوا لمناطق التواجد الأمريكي العسكري ومن أهمها العراق وأفغانستان، حاملين بداخلهم صورة عن العدو الأوحد والحرب التي تتوقف ما إن يجهز الجندي على عدوه حتى ينتهي يومه ويعود إلى منزله، والحقيقة غير ذلك تماماً!