شوربة رمضان

[email protected]

عندما قرأت الأسبوع الماضي عن خبر إعداد أكبر طبق شوربة في العالم والذي تم إعداده الخميس الماضي في مدينة جدة من خلال فريق عمل تجاوز 100 شخص، وتم استخدام أكثر من 250 كيلو جراما من الشوربة، و500 كيلو جرام من البصل، و400 كيلو جرام من الطماطم و5 أطنان من المياه في قدر سعته 3.5 متر وعمق مترين لطبق شوربة سعة عشرة آلاف لتر من أجل أن يضاف لموسوعة "جينيس" في نسختها عام 2010 م، تمنيت أن يقدم هذا الطبق للفقراء والمحتاجين خصوصاً في شهر رمضان الكريم وهو الأمر الذي أكده القائمون على هذه المناسبة حيث أفادوا بأن هناك 20 ألف شخص تمكنوا بعد إنجاز الطبق من تجربة وتذوق الشوربة في حين تم توزيع الباقي على الجمعيات الخيرية .
هذه التجربة مثل غيرها من التجارب الأخرى وجدت مؤيدين ومعارضين، فعلى الرغم من تسجيل رقم مميز يضاف في موسوعة جينيس، إضافة إلى أنها ساهمت في إفطار عدد كبير من المحتاجين والمستفيدين في الجمعيات الخيرية ضمن مشاريع إفطار صائم، فقد وجدت أيضاً انتقادا عنيفاً من بعض النقاد، حيث قام المنظمون في ختام المناسبة بالتخلص من بقايا الشوربة التي كانت موجودة في أسفل القدر بواسطة مضخات الصرف الصحي باعتبار أنها بقايا البصل والبهارات الأخرى التي من غير اللائق تقديمها للفقراء أو المستفيدين من الجمعيات الخيرية.
وبعيداً عن تأييد التجربة أو نقدها وبعيداً عن النقاش الذي دار حولها، فإن الطاقة الموجودة لدى أبناء هذا الوطن كبيرة جداً وغير محدودة، ويمكن أن تحقق إنجازات عظيمة في مجالات مختلفة، وهناك العديد من شباب هذا الوطن المتميزين والذين يمكن لكثير منهم أن يحققوا إنجازات مختلفة ويسجلوا أسماءهم في هذه الموسوعة من خلال مشاريع مميزة يعود نفعها على الوطن ويستفيد منها أفراده.
هناك كثير من شباب هذا الوطن يتطلعون إلى توفير جهات تعمل على استثمار طاقاتهم وتحقيق طموحاتهم وتوفير متطلباتهم، وهم بدورهم يمكنهم أن يحققوا المستحيل وأن يسجلوا أسماءهم واسم وطنهم في المحافل الدولية سواءً في المجالات العلمية أو الصناعية أو الفنية أو الرياضية .
إن شباب هذا الوطن هم ثروته، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الحقيقي الذي يجب أن يعمل الجميع من أجله، وأن تسخر جميع الجهود، وأن توفر جميع الإمكانات في سبيل تهيئة الظروف المناسبة لهم للإبداع والتألق والنمو وتنظيم المناسبات المختلفة التي تكشف مثل هذه المواهب هو أمر مطلوب وذلك في ظل عجز كثير من الجهات التعليمية من تطوير برامجها الخاصة لدعم الموهوبين وكشف المتميزين.
لا يكفي أن نتواجد في موسوعة جينيس من خلال (الشوربة)، بل يجب علينا أن نعمل بجد، وأن نخطط ونعد العدة لنتواجد في الموسوعة من خلال إنجازات علمية ومبتكرات تقنية وروائع أدبية وغيرها من الإنجازات الحقيقية والتي فعلاً يكون لها أثر واضح وبارز نفتخر به أمام الأمم .
إننا في حاجة ماسة إلى أن نعمل بجد واجتهاد في إيجاد مناسبات اجتماعية مختلفة تساهم في إتاحة الفرصة لشبابنا ليبرزوا مواهبهم ويعرضوا إنجازاتهم، ولا نكتفي بأن نفقد الاتصال بهم بنهاية هذه المناسبات، بل يجب علينا أن نتابع تطوير هذه المناسبة من خلال توفير برامج تدريبية مطورة لهم ومن خلال إتاحة الفرصة لهم للتعرف على الخبرات العالمية المشابهة ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم وتنمية خبراتهم ليصبحوا نجوماً يضيئون هذا الظلام من خلال إنجازاتهم المتميزة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي