إلا محمد (1 من 2)
إلا محمد (1 من 2)
أعاد عدد من وسائط الإعلام الدنماركية تجييش الأقلام بالكلمة والرسوم للتطاول على خير الأنام وسيد المرسلين، نبينا محمد بن عبد الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فبعدما كانت تصدر بحكم النعرات والجهل في التعامل الإنساني من أطراف فردية على مستوى المجتمعات الصغيرة التي تضم مجموعة من المنتمين إلى أديان مختلفة، سواء من أولئك المقيمين على تراب أراضي عربية أو في غيرها من الدول، إلى أن امتدت في عصر التقنية والاتصالات بسبب السفاهة وقلة العقل وضعف الوازع الإنساني، لتأخذ الرقعة في التوسع لتطلق حرباً عارمة بكل اللغات، عربيةً كانت أو غيرها، عبر المنافذ الإلكترونية، في المنتديات والمواقع الإلكترونية والمجموعات البريدية، إلى أن أضحت مواجهة ً ضارية في غرف (البالتوك)، وفعلاً نذكرها كذلك في الظهور الأول للإنترنت إلى العالم.
وبمرور سنين من التطاول على رسول الله محمد عبر المنافذ الإلكترونية لغير المسلمين، وبجهود فردية ليس لها هوية أو جهة تنتمي إليها، حيث بذلت الحروف والأصوات الساقطة أقصى جهدها للتضليل على الآخرين بالمعلومات المغلوطة عن نبينا الكريم، أو التجني على ذاته وشخصه، ورغم ذلك تمكن الموجودون القلة من المسلمين من التخاطب مع تلك الزمرة المحملة بالبغض والكره للإسلام والمسلمين ورموزه ومواجهتهم بلغاتهم والضغط عليهم بأن فيهم من الجهل ما يكفي بأمور دينهم أولا، فكيف بهم يعيبون رسولنا والعقيدة التي بعث بها إلى الخلق كافة.
المواجهات وتفنيد الأكاذيب والافتراءات جميعها كانت بجهود فردية متواضعة من مسلمين غيورين على دينهم ورسولهم وجميع الأنبياء والرسل، ودعمت محاور النقاش لديهم بالملفات الإلكترونية من المرفقات التي ترسل عبر هذه التجمعات المحاربة للرسول الكريم في مواقع الإنترنت التابعة لهم، وكان لهذا النقاش المفتوح نتائجه الطيبة في كثير من الأحيان، فلم يصدر من مسلم في هذه المواقع وتطاول على الأنبياء والرسل المبعوثين من الله ـ سبحانه وتعالى ـ إلى خلقه عبر عصور متفرقة من الزمن، وفي مقدمتهم المسيح عيسى ـ عليه الصلاة والسلام.
ثم امتدت الأحقاد في القلوب المريضة إلى أبعد من المستوى الفردي، فكان أن تجرأت جهات معتبرة ومحسوبة على المجتمع المدني محلياً ودولياً واجتهدت بكل طاقتها للاقتداء بمن سبقهم، بل ولأبعد منهم حقارة وإسقاطاً، فقام بعد تفكير وعناء زمرة من الوضيعين في بعض وسائل الإعلام في الدنمارك بتحقير رمز المسلمين بالرسم الكاريكاتوري، ضاربين بأصول المهنة وشرف القلم عرض الحائط بقصد النيل بسخرية فاضحة من المسلمين في رمزهم، وبطريقة مغدقة في التجني والافتراءات لتكشف لنا إفلاس هذه العقول البشرية وخواء قلوبهم من الاعتدال والاتزان.
ومما يثلج القلوب ويريح النفوس أن هذه البلاد الغربية تضم في جنباتها جماهير عريضة من العقلاء وأصحاب حنكة من أهلها ترفض مثل هذه الأعمال وتستهجنها، وظهر ذلك في أكثر من تجمع لهم في حضور علماء دين وعدد من أبناء الجاليات المسلمة في الدنمارك وأوروبا. وتلك الفئة لها منا كل التقدير والاحترام على موقفها العادل والمنصف لذات رسول الله وعقيدة الإسلام، وتزامن معها وما زال جهود جبارة ومتواصلة من شباب المسلمين تحشد الهمم والأصوات لردع وصد هذه الهجمات ولجم أفواه أصحابها بأدواتهم نفسها ودون تجريح لدين أو نبي. وللمنطق والأسلوب الراقي المؤثر من هذه الأيدي البيضاء المسالمة وجدت نفسي أسهم في أكثر من رابط إلكتروني يصل لبريدي منهم على المشاركة بالتصويت لنصرة رسول الله، إما لإيقاف بعض هذه المنتديات الإلكترونية، أو حجب الخدمة لبعض منها عبر الشركة المستضيفة. وغير ذلك مما يمكن أن يجعلني مجاهدا إلكترونياً في سبيل دحض الضرر عن عقيدتنا، وناصرا لنبينا، هذا والصلاة والسلام على رسولنا ونبينا محمد.