أنطوان: مزايا ذاكرة الفلاش تنذر باختفاء القرص الصلب قريباً
أنطوان: مزايا ذاكرة الفلاش تنذر باختفاء القرص الصلب قريباً
كشفت إحدى شركات تقنية المعلومات المتخصصة في إنتاج ذاكرة الكمبيوتر والهواتف الجوالة، عن وجود توجه مستقبلي لإحلال ذاكرة الفلاش مكان القرص الصلب التقليدي لأجهزة الكمبيوتر المختلفة، إذ سيتم الاستغناء عنه قريبا.ً ويؤيد هذا التوجه التطور السريع في هذه التقنية، التي وصل حجم سعاتها التخزينية حاليا إلى 32 جيجا بايت، فيما يتوقع أن تصل إلى أعلى من ذلك بنهاية العام الجاري.
إن الذاكرة الداخلية لأجهزة الكمبيوتر لم تخل هي الأخرى من تطوير جيل جديد DDR 3 ، التي أطلقت لتواكب الزيادة المطردة في سرعات الجهاز، حيث خصص جيل آخر منها للألعاب والترفية. وقد أكدت الشركات المتخصصة العاملة في مجال تطوير الذاكرة، عن وجود قطع مقلدة من شرائح الذاكرة في السوق، يصعب على المستهلك وحتى الموزع في بعض الأحيان، اكتشافها لاستخدام المزورين أحدث التقنيات لإنجاز هذه العملية.
"الاقتصادية" التقت أنطوان حرب، مدير تطوير الأعمال في شركة كنجستون تكنولوجي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي لم يخف وجود تزوير متقن في قطاع الذاكرة، وأن شركته تحتفظ بأسرار معرفة الذاكرة المقلدة من الأصلية حتى لا تصل إلى المزورين، كما تطرق في حديثه إلى تطور قطاع الذاكرة في المنطقة وما يعانيه من مشكلات، وعن إمكانية إيجاد مصانع محلية، وتوقعات الشركة للعام الحالي. وكان معه الحوار التالي:
كشركة متخصصة في قطاع الذاكرة، كم يبلغ حجم المبيعات في الشرق الأوسط؟
لا تتوافر دراسة مختصة في مجال مبيعات الذاكرة، ولكن بلغت قيمة مبيعاتنا في منطقة الشرق الأوسط ما يقارب 40 إلى 45 مليون دولار أمريكي عام 2006، وازدادت لتصل إلى حوالي 70 مليون دولار أمريكي خلال عام 2007.
هل صحيح أن النمو والتطور في مجال الذاكرة العشوائية ضعيف مقارنة بالقطع الكمبيوترية الأخرى؟ وماذا عن الأجيال القادمة من الذاكرة؟
على العكس تماماً، لأن تطور الذاكرة العشوائية مرتبط بتطور المعالجات والأجهزة الأخرى في الحاسب الآلي بشكل مباشر، وإلا فلا يمكن للجهاز ككل أن يحقق أي نتائج تطورية، فكلما ازدادت سرعة المعالجات، ازدادت الحاجة إلى ذاكرة ذات كفاءة أعلى. وقد اعتُمِد سابقا على ذاكرة بسرعة 400 ميجاهرتز، ثم 533 ثم 667 وحالياً تتوافر لدينا 1066 حتى 1800 للجيل الجديد (دي دي آر 3)، ولدينا ذاكرة مخصصة لمحبي الألعاب ذات أداء فائق Hyper-X.
هل يعني ذلك وجود فروق في الصناعة؟
لا أعلم ماذا تعني بكلمة فروق، ولكن يمكنني التحدث عن التطورات وليس الفروق، حيث خطونا عدة خطوات في تعديل شدة التيار الكهربائي المطلوب من 1.8 إلى 1.5 فولت، وبالتأكيد وصلنا بالسرعة إلى 1066 ميجا هيرتز في نسق DDR2، بينما وصلت ذاكرة DDR3 إلى 1800 ميجا هيرتز، وحققنا خفضاً ملحوظاً في استهلاك الطاقة بنسبة 30 في المائة بالنسبة للتقنية الجديدة DDR3.
هل تعانون قضية التقليد في قطع الذاكرة؟ وهل من السهولة تمييز القطع الأصلية من المقلدة، أم يعتمد ذلك على ضمير البائع؟
نعم نعاني التقليد، ونحاول محاربتها من خلال تنمية الوعي الكافي للمستخدمين وبائعي التجزئة، وننصحهم بشراء الذاكرة من موزع معتمد رسمياً لضمان كفاءة المنتج وحمايتهم من التقليد, حيث يصعب حتى على البائع نفسه أحيانا اكتشاف عملية التقليد، نظراً لوجود نوعين من التقليد، الأول تقليد عشوائي يسهل اكتشافه، والآخر محترف يصعب اكتشافه إلا من قبل الأشخاص المؤهلين لكشف هذا التقليد.
هل يوجد تقصير من قبل الشركات في توعية المستخدم بلغة بسيطة حتى يستطيع معرفة القطع وأسعارها ومعرفة المقلد منها والأصلي؟
لا يوجد تقصير، فالتوعية دائمة من قبلنا، ولكن لا يمكننا إعطاء بائعي التجزئة كل أسرار كشف التقليد، وتكمن خطورة ذلك في وصول هذه المعلومات المهمة إلى المقلدين، وبالتالي سيزداد تهديدهم وصعوبة كشف ألاعيبهم.
هل صحيح أن أجهزة الكمبيوتر المحمول أقل حظاً من الأجهزة المكتبية في إمكانية زيادة حجم الذاكرة؟
أصبح تحديث الذاكرة في أجهزة الكمبيوتر المحمول أسهل مما هي عليه الحال في الكمبيوتر المكتبي، وذلك لوجود فتحة خاصة أسفل كل كمبيوتر محمول تسهل على الأشخاص الوصول بسرعة إلى الذاكرة ونزع القديم وتركيب الأحدث بسهولة ويسر، وذلك طبعاً ضمن نفس الفئة فيما يتعلق بنوعية الذاكرة. ويعتمد هذا الأسلوب بشكل أكبر في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن سعر الكمبيوتر المحمول أصبح قريباً جداً من أسعار الكمبيوتر المكتبي.
هل أثر ذلك في مبيعاتكم، وهل التوجه نحو الأجهزة المصنعة من قبل الشركات كان له أثر كذلك؟
- لا يؤثر ذلك على مبيعاتنا، لأن إمكانية التحديث ممكنة على أجهزة الكمبيوتر المحمول.
* ما رأيكم في مخرجات التعليم في المجالات التقنية عموماً في الدول العربية؟ وهل هي مؤهلة للعمل في مجال التصنيع التقني؟
- يوجد لدينا العديد من المؤهلين العاملين والمتخرجين في جامعات الشرق الأوسط، حيث يوجد العديد من المصانع التقنية (المختصة بتجميع الأجهزة) في الشرق الأوسط.
هل هناك توجه من قبل شركات التقنية لإيجاد مصانع في المدن التقنية التي بدأت بعض الدول في تنفيذها؟
يوجد حالياً بعض المصانع لتجميع الأجهزة في العديد من البلدان في الشرق الأوسط، كالسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة. ولكن لا يوجد توجه حالي لدينا لافتتاح فروع تصنيع في الشرق الأوسط، نظراً لانخفاض تكلفة الأيدي العاملة في الشرق الأدنى مقارنةً بالشرق الأوسط، وخصوصا في الصين وتايوان وماليزيا. حيث يوجد حاليا لدى الشركة 5 مصانع في أمريكا واثنان في الصين وواحد في كل من تايون وماليزيا، ولا نحتاج إلى افتتاح مصانع جديدة في الوقت الراهن.
ما أبرز التوقعات لعام 2008 في المجال التقني عموماً وفي مجال الذاكرة خصوصاً؟
هناك تطور أكبر في مجال ذاكرة الفلاش التي تستخدم في الهاتف الجوال، حيث أصبح الهاتف الجوال بديلاً عن أجهزة الحاسب الآلي في بعض الحالات، ما يعزز نظرية أن يحل الفلاش محل تكنولوجيا (الرام) بعد ازدهار سوق الهاتف الجوال. ويوجد توجه ثوري مستقبلي يكمن في التحول إلى ذاكرة الفلاش والاستغناء تماما عن القرص الصلب التقليدي، حيث ازدادت السعات المتاحة لذاكرات الفلاش من 4 و8 جيجا بايت في العام الماضي لتصل إلى 32 جيجا خلال هذا العام، ويمكن الوصول إلى أكثر من ذلك مع نهاية عام 2008.