مشعل بن سعود: ضخ 12 مليارا في نجران خلال 8 أعوام.. ولا توجد مشاريع متعثرة

مشعل بن سعود: ضخ 12 مليارا في نجران خلال 8 أعوام.. ولا توجد مشاريع متعثرة

أبلغ "الاقتصادية" الأمير مشعل بن سعود أمير منطقة نجران أنه تم ضخ 12 مليار ريال في تنمية نجران خلال الأعوام الثمانية الماضية، وهو ما جعلها من أكثر المناطق السعودية حصولا على المشاريع التنموية في هذه الفترة. وأكد الأمير مشعل في حوار أجرته معه "الاقتصادية" أن استراتيجية الدولة تركز على بناء الإنسان وليس المباني والمشاريع. وكشف في السياق ذاته أن هناك مشروعا بين إمارة المنطقة وهيئة السياحة لإنعاش قطاع الآثار في المنطقة وضخ استثمارات كبيرة فيه من بينها مساعدة أصحاب المباني التراثية على إعادة ترميمها لتكون مواقع منتجة.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

أكد الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة نجران أن المنطقة تعد من أوائل المناطق في الحصول على نصيبها من المشاريع التنموية خاصة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العام الماضي. وبين أنها تضم أضخم المشاريع سواء الجامعية أو على صعيد الصحة أو الطرق، بيد أنه قال إن هناك "من يجهل أو يتجاهل ذلك".
وعتب الأمير مشعل في حوار خاص لـ "الاقتصادية" على رجال الأعمال في المنطقة قائلاً إنهم أحجموا عن الاستثمار في منطقتهم دون مبرر، مما "دعانا للاستعانة برجال أعمال من خارج المنطقة". وتطرق أمير نجران إلى دور القطاع والدولة فيما يتعلق بالمشاريع، مبنياً أن للدولة دورا رئيسيا في توفير البنية التحتية لبناء الإنسان، لكن "ليس من المنطقي أن نطالبها بدور رجال الأعمال والقطاع الخاص".
وأعلن عن تحركات جديدة على الصعيد السياحي، كاشفاً أن اتفاقية ستوقع مع هيئة السياحة الشهر المقبل، تساعد على تحسين الوضع السياحي سواء فيما يتعلق بإعادة بناء المنازل القديمة وترميمها، أو إعادة تأهيل الأسواق الشعبية والأعمال التراثية الأخرى. وتطرق الأمير إلى كثير من الأمور الأخرى مثل المشاريع المتعثرة وسير عمل المشاريع الكبيرة.
إلى التفاصيل:

وقعتم قبل قليل مذكرة تفاهم مع هيئة الاستثمار وأعلنتم مجلساً للاستثمار في المنطقة .. بعيدا عن تفاصيل ذلك أنت شخصياً ماذا تعول على هذه التطورات؟
أولاً حياكم الله في منطقة نجران .. مثل هذا السؤال يحتاج إلى خلفيات عن هذا الموضوع، وربما مواضيع أخرى.
مثلاً منطقة نجران صرف عليها على مدى السنوات الثمان الماضية نحو 12 إلى 13 مليار ريال .. وهذا لا يعرفه كثيرون .. وربما يعود ذلك إلى تقصير إعلامي من قبل الصحافة في حق نجران.
طبعاً مسألة التوقيع مع هيئة الاستثمار، كان يجب أن تكون مكملة للإنجازات السابقة أو رافدا لذلك. لأنه لو قدر أن جئنا قبل خمس أو ست سنوات وأتيت لأوقع مع هيئة الاستثمار أو هيئة السياحة لقلت بصدق أنه يأتي في غير وقته لسبب بسيط هو عدم اكتمال البنية التحتية في المنطقة. الآن الوضع مختلف، اكتملت البنية والتوقيع بالتالي يأتي في وقته لقطف الثمرة.
التوقيع سيكون من أجل أن تتولى هيئة الاستثمار تسويق الفرص الاستثمارية في المنطقة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وبالتالي إعطاء الخبز لخبازه. والسبب والدافع أيضاً أننا عجزنا عن إقناع رجال أعمال المنطقة بالاستثمار فيها، رغم وجود استثمارات لهم في جدة أو الدمام أو غيرهما، وبالتالي ليس شرطا أن يكون المستثمر من المنطقة، وأيضا لأننا – ولله الحمد – بلد واحد والمستثمر من المناطق الأخرى يستثمر في وطنه في أي مكان.

لكن هيئة الاستثمار وقعت أكثر من اتفاقية مع مناطق أخرى بذات الصيغة، وبعضها لم يحقق نتائج .. ألا تخاف من تكرار التجربة أو استنساخها من منطقة لأخرى؟
شخصياً أعتقد أنها إذا عوملت بذات الطريقة والأسلوب لن تنجح لأن الاستثمار من الزراعة، لأنه لا يمكن أن تزرع في وادي الدواسر مثلما تزرع في حائل، أو ما تزرعه في نجران مثلما يزرع في الجوف. لكن إذا ركزت على المواد الأولية والميزات النسبية للمناطق ستنجح.
لدينا مثلاً مقالع من أفضل أنواع الأحجار في العالم وشيء نادر لأنك لن تجد غيره لازم ننجح. أيضا لدينا المعادن بأنواعها الفضة، النحاس وأشياء كثيرة. إذا ركزنا على الموجودات وسلمنا من توسيع الاستثمار في أشياء غير مجدية، وغير موجودة التنافسية فيها أعتقد سننجح.

نعرف أن الاستثمار في المحاجر والمعادن والأحجار بشكل عام يحتاج إمكانيات كبيرة خاصة مالية .. هل تعتقد أن التأخر في ذلك عائد لهذا السبب .. وأنه يمكن أن تساعد الدولة في تمويل المستثمرين في هذا القطاع كفرصة نادرة للمنطقة؟
نحن أحياناً يكون لدينا مشكلة في المملكة .. أحياناً هناك من يطلب أن الدولة تعمل كل شيء. وهذا غير صحيح وغير منطقي.
الدولة لها دور في بناء البنية التحتية سواء الاتصالات، المطارات، الطرق، التعليم، الصحة، وغيرها، لكن الدور الأساسي في الاستثمارات على رجال الأعمال، لأن الدولة لا يمكن أن تأتي لتبني مصنعا في كل نشاط. مثلاً المصانع الموجودة مثل مصنع أسمنت نجران أنشأه رجال الأعمال، دفعوا مليار ريال لتأسيسه، الدولة لم تبنيه، لكنها وفرت أشياء أساسية أخرى أهمها الأمن لأنه أساس كل شيء. ثم البنية التحتية الأخرى التي ذكرتها قبل قليل. يعني توفر له البيئة المناسبة للاستثمار تماما كما يحتاج من يريد أن يزرع إلى تربة صالحة للزراعة.
نحن كما نطلب فيجب أن نطلب من الآخرين، نتمنى أن الدولة تعمل كل شيء، لكن ليس كل شيء من اختصاص الدولة، حتى أمير المنطقة مثلا لا تستطيع أن تدعه يتابع كل التفاصيل، بل الخطوط العريضة والخطط الاستراتيجية.
مثل ما حدث اليوم كان في الغرفة التجارية، رغم أن أمير المنطقة هو الذي بدأ الفكرة منذ فترة، حيث كنا سباقين في هذا الموضوع. لكن بعد التنفيذ تكون مهمة المتابعة على الغرفة التجارية، وكل جهة تأخذ دورها الرئيسي. لذلك يجب أن نتعود أن تكون الدولة هي المعنية في كل شيء. يمكن أن نعاتب الدولة إذا لم توفر البنية التحتية والإمكانات للمواطن، لكن الباقي من الصعب أن نطالبها به. يجب أن نعمل لأن نكون بلد مؤسسات ويجب أن نقتدي بالعالم المتقدم والعالم الصناعي. مثلا لو رجعنا للسياحة فإن دولة مثل فرنسا تستقبل سنويا أكثر من 70 مليون سائح.. هل الدولة هي من تأتي بهم!

الحديث عن الاستثمار يقودنا إلى سؤال عن المدن الصناعية أو الاقتصادية التي بدأت تظهر في بعض مناطق المملكة .. هل لديكم فكرة من هذا القبيل؟
شخصيا أرى أن مثل هذه المدن – في نجران تحديدا – غير مجدية إطلاقا، لن أعمم النظرية، لكن يمكنني أن أقول إنها في مناطق عديدة غير مجدية ونجران إحداها. ولا يوجد لدينا أي توجه من هذا القبيل.

ماذا عن منطقة التجارة الحرة مع اليمن؟
هذا أنا أؤيده بقوة، وقطعنا فيه شوطا لا بأس به، وأذكر هنا أن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد – حفظه الله – عندما زار العام الماضي اليمن ناقش هذا الأمر مع الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، وكانت هناك موافقة فورية قبل التفاصيل. وهي الآن تدرس. والأمر من اختصاص زميل آخر هو الدكتور عبد الله بن مرعي بن محفوظ، أحيلك إليه لأني أحب أن يكون هناك اختصاصات في المواضيع.

ماذا عن المشاريع العملاقة في المنطقة أقصد الجامعة، المدينة الطبية، المدينة الرياضية، نقل المياه. ماذا عن مراحل تنفيذها؟
نحن قبل أي شيء يجب أن نهتم بالبنية التحتية. أحيانا نقول إن الإعلام مقصر في بعض الجوانب. مثلا لو تحدثنا عن الجامعة هي الأكبر في المملكة، لكن لا أحد تحدث عن هذا الموضوع. بصدق لدينا آخر أربعة أو خمسة مشاريع لا توجد ربما في عدد كبير من مناطق البلاد الأخرى.
أولا، الجامعة الأكبر هي تحت الإنشاء وتكلفتها ثلاثة مليارات، وأيضا المدينة الطبية وهي غير المستشفيات القائمة حاليا. ولدينا مشروع جلب المياه من الربع الخالي، حيث عكسنا الآية والمثل الذي يقول إن السيل يأتي من الغرب إلى الشرق فأصبح العكس يجلب الماء والحياة من شرق نجران. المدينة الرياضية أيضا.
هذه هي البنية التحتية، هذا هو بناء الإنسان، دائما نحرص على الإنسان وتوفير احتياجاته وفق خطط بعيدة المدى لا ننظر لليوم أو الغد بل لعقود قادمة. نحن لسنا مخلدين ولا غيرنا كذلك، لذلك نعمل على أساس أن الحياة متواصلة وأن هناك دولة ومؤسسات وشعبا. مثلا دعني أقول لك إن سكان نجران 420 ألف نسمة لو قسمنا هذه المشاريع يكون نصيب الفرد من المشاريع والخدمة التي تقدمها عاليا. نحن نتحدث عن منطقة لا يوجد فيها أي محافظة دون مستشفى. ونتحدث عن مدينة (العاصمة الإدارية) سكانها أقل من 150 ألف نسمة فيها سبعة مستشفيات .. لكن للأسف هناك من يتجاهل هذه الحقائق. وهذا ليس عمل مشعل بن سعود ... عمل الدولة – أعزها الله – هي التي وفرت كل شيء.

لكن ماذا عن سير العمل في المشاريع؟
أؤكد لك أنه لا يوجد لدينا مشاريع متعثرة أو متعطلة، الجامعة أمر بها والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العام الماضي، الآن العمل فيها جار. أيضا المدينة الطبية أقرت العمل فيها جار. وقبل 20 يوما أقرت المدينة الرياضية وبعد أسبوعين يأتي الوفد حتى يواصل العمل.
المياه بنحو 400 مليون الآن العمل فيها متواصل.

أحد مكونات نجران الزراعية الحمضيات والفواكه لكن هناك معاناة من جفاف ربما يفقد المنطقة ميزة نادرة وتفردا طالما تصدرته .. ماذا يمكن أن تفعلوا لمعالجة ذلك؟
بالنسبة للزراعة – نحن نتمنى أن شركة نجران القابضة ستكون أحد نشاطاتها الزراعية، وبالتالي يمكن أن تفعل هذا الجانب وتعمل مع المزارعين في مواقع عديدة بما يحقق الهدف الذي نسعى من أجله وهو خلق فرص عمل واستثمار ميزات نسبية في المنطقة. ويجب ألا ينحصر النشاط في الوادي، هناك مواقع في حبونا والنقعة كلها فيها مناطق خصبة. هذه ستعمل فيها دراسات وسيكون هناك أصناف جيدة.

بالنسبة لشركة نجران القابضة .. هل سيكون لها امتياز في المنطقة .. وكيف ستكون علاقتها بمجلس الاستثمار؟
الشركة وضعت للمنطقة. فنحن المنطقة الوحيدة التي لا توجد فيها شركة استثمار. كانت هناك فكرة شركة منذ ست سنوات عن طريق الغرفة التجارية وحاولنا إقناع رجال أعمال نجران لكن دون جدوى. وهذا قصور منهم – وللأسف لا أحد فعل شيئا.
تقدمت شركة استشارية، وقدمت دراستها، وتبنتها الغرفة التجارية. ووضع حجر أساسها الملك عبد الله والآن ستكون الشركة ضمن منظومة الاستثمار.

الأسبوع الماضي وقعتم شعار نجران السياحي، هذا يقودني إلى تساؤل هو: لماذا لا يوجد لنجران رغم هذا الزخم التاريخي شخصية سياحية أو مهرجان يمثل بصمة مميزة؟
أولاً نجران تعتمد على الآثار. وتعرف هذا القطاع كان ضائعاً بين جامعة الملك سعود ووزارة التربية، لكن الذي أظهر الموضوع على السطح هو وجود هيئة السياحة. تولت الموضوع، ورفعت العبء عن جميع المناطق وليس فقط نجران. أطلق هذا الشعار بعد البنية التحتية "تماماً مثل الاستثمار" لأنه لا يمكن إيجاد قطاع سياحي دون مطار أو طرق مناسبة أو شبكة خطوط هاتفية أو كهرباء، وهذا في البداية لم يكن ممكناً. الهيئة أطلقت الشعار، وبالتالي ستنطلق للأمام بإذن الله.

هل من الممكن أن يكون هناك استثمار في موضوع الآثار مثل الأخدود وغيره؟
نعم، الهيئة تعمل على هذا الموضوع بالتفاصيل، وسيكون هناك اجتماع في آخر أيار (مايو)، الأمير سلطان بن سلمان سيكون موجودا هنا، وسنوقع اتفاقية بهذا الشأن.

لاحظت سمو الأمير خلال جولتي في المنطقة، وجود اتجاه نحو إعادة بناء المنازل الآثرية والتراثية من قبل أصحابها .. هل لديكم برنامج لمساعدتهم على ذلك؟
نعم، هناك عمل واتفاق مع هيئة السياحة والمشروع جار، وستكون بداية المشروع من ترميم قصر الإمارة القديم، وأيضا الحرفيون سيتم إعادة تنظيم لتضاهي منتجاتهم ما يعرض في الجنادرية أو أحسن.

لديك اهتمام بفئة الشباب .. ماذا عن إيجاد مشاريع منتجة لهم؟
الشباب هم القاعدة .. وهم النسبة العظمى من الشعب، لا بد من الاهتمام بهم .. مثلاً لدينا المدينة الرياضية سيكون لها دور، خاصة أنه يوجد فيها كافة الأنشطة والصالات والفعاليات، ثم لو عدنا رياضياً إلى سبع سنوات ماضية ورأينا أين توجد أندية المنطقة. الآن نجران في الممتاز بعد صعود متواصل مثير للإعجاب وهذا معناه أنه يوجد عمل.

ما الذي لم يتحقق للمنطقة؟
في رأيي أنه لا يوجد شيء لم يتحقق على صعيد الخدمات أو البنية التحتية رغم سعينا وطموحنا للأفضل دائماً. لكن الأهم أن نعطي كل ذي حق حقه. لا أقصد مشعل بن سعود لكن الدولة .. وننظر ماذا قدمت للمنطقة، ومع الآسف تجد هناك أناسا غير مطلعين يعتقدون أن المنطقة لم تأخذ حقها من التنمية مثل بقية المناطق، وهذا غير صحيح بعد المشاريع العملاقة الحالية.

وما طموحك وحلمك لنجران خلال سنوات؟
حلمي لنجران أن أراها خلال سنوات مكتملة وجاهزة وخاصة المرافق والمشاريع التي أقرت وتنفذ، وتصبح نجران هي زهرة المنطقة الجنوبية.

كلمة أخيرة
أشكركم، وأدعوكم لاكتشاف نجران، فهي كنز كبير، وتحتاج إلى دعمكم الإعلامي.

الأكثر قراءة