"بادر" قطفة أولى من العلوم والتقنية
"بادر" قطفة أولى من العلوم والتقنية
تتواصل جهود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ضمن منظومة التنمية المستدامة التي تسعى لها المملكة العربية السعودية، ويحفل سجلها من المنجزات سنوياً برصيد ثري من العطاء في مختلف حقول العلم والمعرفة بصفة عامة والتقنية والعلوم بصفة خاصة.
وهذه المنجزات العظيمة تكون في أغلبها منذ مهدها وحتى بروزها إلى حيز الوجود ثم مضيها إلى مسارها العملي والإنتاجي، هي حصيلة نشاط مجموعة من العلماء والباحثين والمتخصصين في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والأفراد والجهات المتعاونة معهم. والثمرة النافعة دائما هي نتاج بذرة صالحة من يد عاملة مجدة بناءه وبارعة، وقيادة حصيفة وداعمة تسعى نحو تحقيق النجاح المنشود، وهذه الأمور مجتمعة توافرت في هذه المنشأة العلمية وكافة منسوبيها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس المدينة.
ومن ضمن حصاد المدينة، استقبلت بلادنا أخيراً خبر إعلان القطفة الأولى والتي تعد الأثمن في هذه المرحلة لمشروع "بادر" حاضنة الأعمال الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات، التي ستكون ذراعا داعما في عجلة التنمية الاقتصادية لبلادنا.
وتتولى حاضنة "بادر" دورا ساميا ورئيسيا يسعى إلى نقل التقنية من المعامل والمختبرات إلى السوق السعودي والعالمية، في خطوة تسهم بشكل فاعل ووفق أطر علمية مدروسة لتسريع المساعي الجادة التي تبذلها المملكة نحو الرقي بدور الاقتصاد المعرفي المحلي، وهذا يصل بنا في فترة زمنية قصيرة إلى تقليص الاعتماد على التقنيات القادمة من الخارج.
وننظر إلى أنه بالسواعد والعقول الوطنية وبمساندة الحاضنات العلمية كمشروع "بادر" يمكننا تبوء مكانة بارزة في ظل الثورة الصناعية عالمياً، ويصبح لنا منتجات متنوعة بفضل هذا المشروع - بإذن الله – خاصة بعدما أعلنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن من ضمن أهدافه الرئيسية تعزيز روح المبادرة، واستثمار الإبداع والابتكار لدى المواطنين، وتفعيل مصادر المعرفة، وتطوير التطبيقات العلمية والتقنية التي يمكن تسويقها بنجاح لمواكبة احتياجات المملكة الاقتصادية والاجتماعية.
وتشكل الحاضنة إحدى وسائل الدولة لإنشاء مؤسسات وشركات وطنية بأيد سعودية، تهتم بالاستثمار واستغلال قدرات المواطن السعودي في تطوير وإنتاج خدمات ومنتجات متطورة، قادرة على المنافسة والتميز محلياً ودولياً، لتؤكد تطلعات القائمين عليها بأنها إضافة متميزة إلى جهود توطين الأعمال والسعودة بشكل عام.
ولا شك أن طموحات مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تتواصل، والغراس تؤتي أكلها كل عام، والجد والعمل يصل أقصى مستوياته، حيث شاهدنا من جملة حصاد هذه الجهود تأسيس حاضنة "بادر" لتقنية الاتصالات والمعلومات كقطفة أولى، واستعداد المدينة كما أوضحت مصادرها المسؤولة إلى أنها هي أولى الحاضنات المتخصصة التي تنوي المدينة إطلاقها في عدة مجالات تقنية، حيث تمهد المدينة خلال السنوات الأربع القادمة لتأسيس خمس حاضنات في مقرها، إلى جانب خمس حاضنات أخرى موزعة على عدد من الجامعات السعودية.
وأتوقع بكل تفاؤل من تلك المشاريع الوطنية العملاقة برجالها ثم بمواردها المادية، متى ما دارت عجلة إنتاجها منذ الوهلة الأولى، ستعزز فرص الاستثمارات أمام المخترعين والمبتكرين من خلال الشركات الوطنية التي تؤسس لغرض إنتاج وتسويق أعمالهم، والنجاح في تحقيق عوائد مجدية اقتصادياً على النطاق المحلي والعالمي.