لقاء الأشقاء

لقاء الأشقاء

في تاريخ الأمم والشعوب هناك فصول تسجل من نور، تبقى كمحطات مضيئة تتذكرها الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية لدولة قطر تعتبر من أهم المحطات التاريخية والمهمة بين البلدين الشقيقين، التي جاءت لتؤكد أهمية التكامل ووحدة المصير بين الدول الخليجية والعربية من حيث متانتها وقوتها والروابط التاريخية والعلاقات الأخوية ووشائج القربى والمصاهرة التى تربط بين الشعبين الشقيقين بشكل خاص.
فقد شهدت العلاقات الثنائية بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية ودولة قطر خلال السنوات الأخيرة ازدهارا في شتى المجالات بفضل التوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، حفظهما الله، وحرصهما على تعزيز أواصر وعلاقات التعاون فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها، وحرصهما الدائم على إزالة السدود التي نتجت عن اختلافات طبيعية في وجهات النظر بين البلدين.
إن هذه الزيارة كفيلة بفتح قنوات جديدة للتعاون بين البلدين في مجالات عدة، تضمن مستقبلا أكثر ازدهاراً ورخاء لشعبي البلدين، خاصة أن هذه الزيارة تتزامن مع بدء تنفيذ منظومة السوق الخليجية المشتركة وتطبيق أهدافها وأسسها بشكل فعلي على أرض الواقع، وصولاً لإيجاد سوق واحدة يتم من خلالها استفادة مواطني البلدين من الفرص المتاحة وفتح مجال أوسع للاستثمار، ورفع الكفاءة في الإنتاج، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
زيارة الأشقاء جاءت لتعيد المياه إلى مجاريها التي كانت عليها لتكون بعدها العلاقات الخليجية - الخليجية في أحسن حال، دعما لمسيرة مجلس التعاون الخليجى وتحقيقاً لأهدافه السديدة، وتعزيزاً للروابط المتينة التي تربط بين الشعبين وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بقوله: إن هذه العلاقات تحكمها أواصر القربى والمصير المشترك، ومن الطبيعي أن تحظى هذه الزيارة بالترحيب الأخوي من أهل قطر أميرا وحكومة وشعبا، والتي تأتي امتداداً وتواصلاً للزيارات الأخوية القائمة بين البلدين وتأكيداً للعلاقات الحميمة بينهما والتي تزداد عراها يوماً تلو آخر.
وهذا ما أكد عليه معالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الذي أكد أن اللقاء الأخوي تطرق إلى تطوير العلاقات الثنائية، وناقش هموم موجودة في العالم العربي والإسلامي بشكل عام.
لهذا فإن أنظار الشعبين القطري والسعودي على حد سواء تابعت هذه القمة الثنائية الكبيرة بين القادة الأشقاء وما سيتمخض عنها من قرارات تخدم الشعبين الشقيقين في مجالات عدة، وهنا لا بد أن أركز على دور رجال الأعمال في البلدين، حيث ستفتح لهم الإمكانات لتوطيد وتعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث تعتبر الفرصة مهيأة أمامهم لإقامة شراكات وعلاقات اقتصادية وتجارية تسهم في تعزيز ونهضة اقتصاد البلدين.
وفق الله قياداتنا الحكيمة لما فيه خير ومنفعة شعبي البلدين الشقيقين، وحفظ الله لبلادنا الأمن والأمان والرخاء.

عائشــة الكـواري
*إعلامية قطرية

الأكثر قراءة