دبي تطفئ حرارة أغسطس
قد يكون العنوان مبالغا فيه من ناحية إطفاء حرارة الصيف اللاهبة في دول الخليج هذه الأيام والتي تصل إلى خمسين درجة في بعض المدن، وهذه الحرارة لا يطفئها إلا المطر، لكن أن تتهيأ المدينة لاستقبال السياح من جميع دول العالم وفي جو لافح كما هو الحال هذه الأيام فهذا قمة الإنجاز.
إمارة دبي والتي كانت إلى فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات، تكاد تكون شبه خالية من سكانها والسائحين ابتداء من يونيو إلى أغسطس من كل عام، ونسبة الإشغال في الفنادق والشقق السكنية لا تكاد تصل إلى 50 في المائة أو حتى 30 في المائة. في دبي تجد الفنادق شبه ممتلئة والشوارع مزدحمة وكأنها في أيام الموسم، حيث الطقس المعتدل والذي يبدأ من أكتوبر إلى أبريل وتعج بالسياح من دول الخليج، وبالذات من السعودية، وهناك الكثير من الأجانب المنتشرين على شواطئ دبي للسباحة والاستجمام رغم قساوة الطقس والحرارة والرطوبة العاليتين.
الأسواق والمجمعات التجارية والترفيهية تعج بالمتسوقين والباحثين عن التسلية لهم ولأبنائهم ليلا ونهارا، وهي مجمعات مكيفة متكاملة الخدمات من المواقف إلى الماركات العالمية والمطاعم والمسابقات والبرامج الترفيهية للكبار والصغار. والتخفيضات الموسمية على معظم السلع.
كيف أصبح صيف دبي علامة فارقة رغم حرارته وقساوته ؟ ليس بالأمر الهين أن تنجز وتجلب الزائرين والسياح من مختلف دول العالم، فليس هناك سر أو سحر إنما هو العمل التكاملي والإرادة والطموح والتحدي، بأن تقلب المعادلة وتفكر خارج الصندوق وهذا ما نلحظه في دبي.
في السعودية مكة المكرمة والمدينة المنورة علامتان مضيئتان من خلال السياحة الدينية مع وجود مئات الآلاف من الزائرين والمعتمرين للمدينتين المقدستين من أبناء الوطن والمقيمين والقادمين من الخارج في الصيف.
ومهرجانات الصيف في المدن الساحلية مثل جدة والدمام تمتلئ بهواة السياحة الداخلية من أبنائها، وهناك المدن المعتدلة والماطرة مثل الطائف وعسير والمنطقة الجنوبية بشكل عام، والتي تجتذب الخليجين إضافة إلى المواطنين والمقيمين.
السياحة الصيفية لدينا بدأت تجتذب السياح حتى في المدن والمحافظات الحارة، ولكنها ما زالت في بداياتها وتحتاج إلى الكثير لترسيخها وزيادة الإقبال عليها، ومطلوب تهيئة المدن التي لم تعتد على ذلك وتوفير الوسائل والبرامج الترفيهية ومراكز التسوق، وضخ الاستثمارات الوطنية في المشاريع العقارية والسياحية في المدن التي تمتلك المقومات وهي كثيرة، ومطلوب مراقبة الأسعار وتثبيتها من قبل الجهات المختصة حتى نطفئ حرارة السفر الخارجي التي تستنزف المليارات من الريالات سنويا.
رئيس "فكر الدولية"