التنمية تحتاج إلى موارد بشرية ذات تأهيل عال

التنمية تحتاج إلى موارد بشرية ذات تأهيل عال

أكد رئيس الوزراء السنغافوري الأسبق الوزير المرشد لي كوان خلال كلمته التي ألقاها في أول ملتقيات منتدى الرياض الاقتصادي أمس في الرياض، أن التعليم يعد من أهم عناصر التنمية، وتحقيق الأهداف، حيث أشار إلى أن الموارد البشرية أحد مقومات العمل، والذي بدوره يوصل للأهداف، واستشهد بتجربة سنغافورة في هذا المجال حيث أوضح أنهم بدأوا بتعليم الأطفال كل بحسب قدراته، وإمكاناته، واستمروا في الاستثمار في تلك العقول لمدة 40 سنة. وخلال تلك الفترة لم يتوقفوا عن التطوير والتأهيل لتلك الموارد البشرية، بل أخذوا في التعديل في تلك المناهج بين فترة وأخرى وذلك من أجل الوصول للنتيجة المثالية والمتوقعة من ذلك الجيل، وبالتالي تحقيق الأهداف المتوخاة من ذلك، وأضاف الوزير الأسبق أن التعليم ليس عبارة عن مبان جديدة أو أجهزة حديثة، التعليم عبارة عن معلمين مؤهلين بدرجة عالية يستطيعون أن يحققوا النتائج المثالية من تلك العقول. كذلك أشار إلى أن التعليم يجب أن يكون موجها لتلبية احتياجات السوق، من المتخصصين في التقنيات والمهندسين المحترفين وغيرهم ممن يحتاج إليهم واقع السوق. وعن مدي تأثير الذين لا يحبون التغيير أو ضد التغيير وخصوصا عندما أرادت سنغافورة أن تبحث لها مكانا متقدما بين دول العالم، قال كون: نعم هناك ناس لا يحبون التغيير ولا يريدون ذلك، وهذا ليس في سنغافورة فقط، ولكن على مستوى العالم، ولكن عندما أردنا أن نبدأ في التغيير كنا نعرف ذلك مسبقا، لذلك لم نغفل هذا الجانب من استراتيجياتنا، حيث قمنا باحترام وجهات نظرهم، والتعامل معهم بما يخدم مصالح سنغافورة، وكذلك قمنا بعمل توازن مناسب بين رؤيتنا وأهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها، وبين أولئك الذي لا يحبذون التغيير، وفي النهاية استطعنا أن نصل إلى مانريد.
كذلك أوضح أن عملية التغيير تحتاج إلى التوافق مع ثقافة وتقاليد وعادات المجتمع أو البلد الذي سيكون فيه التغيير، وهذا يعد مهما جدا في التنمية الاقتصادية، بحيث لا يحطم ذلك التغيير، أو يلغي ثقافته، بل تكون هناك موائمة بين الحاجة للتغيير وواقع المجتمع.
وعن أهمية البنى التحتية في تحقيق التنمية والتطوير، أوضح كون أن البنى التحتية مهمة جدا، وطالما هناك إمكانات مادية جيدة تستطيع توفير البنية التحتية وعلى أعلى المستويات، ولكن السؤال هنا من سيقوم بتشغيل تلك البنى التحتية، ومدى الاستفادة من ذلك، تلك البنى تحتاج إلى أناس مؤهلين ويملكون مهارات متميزة يستطيعون أن يتعاملوا ويستفيدوا من جميع تلك الإمكانات المتاحة لتحقيق الأهداف المثالية، والتي تؤدي إلى حدوث التغيير وبالتالي حصول النمو والتطور الاقتصادي والذي سينعكس على جميع أوجه النشاط في ذلك البلد. وعن أبرز ما يهدد التنمية والتقدم إذا كانت كل الإمكانات متاحة، أوضح كون أن عدم الاستمرارية في البحث والتطوير، والبحث عن موارد بشرية مؤهلة، وتملك مهارات ذات قدرة عالية تستطيع أن تكمل المسيرة وتستمر، وأضاف أن العنصر البشري المؤهل هو محور الاستمرار نحو التقدم، فمتى كانت هناك موارد بشرية تستطيع أن تقود الإمكانات المتاحة فإن التنمية لن تتوقف. وعن دور المرأة في التنمية السنغافورية، أوضح الوزير المرشد أن سنغافورة آمنت بأهمية التعليم وخصوصا للمرأة، فالمرآة قبل أن تكون عاملة هي مربية، فكلما كانت الأم مؤهلة وعلى درجة من العلم كان الجيل الجديد ذا قدرات عالية وقادرة على الاستمرار في الإسهام في التنمية، وأضاف أن المرأة في سنغافورة تمثل 42 في المائة من القوة العمالية.

الأكثر قراءة