هموم معلم تربية خاصة

هموم معلم تربية خاصة

قبل أن تتزاحم الأفكار في خلدي وقبل أن ألامس هم معلم من معلمي التربية الخاصة لا أملك إلا أن أدعو للرجل طالما أثرى الساحة التعليمية بأفكاره النيرة وجهوده الكبيرة، عندما كان ربان سفينة التربية والخاصة، وسيظل حاضرا في قلوبنا. إنه الدكتور ناصر الموسى فله مني كل تقدير واحترام ومحبة.
أستحضر مقولة لأحد التربويين إن (معلم التربية الخاصة غير عادي .. ومعلم التربية الفكرية معلم معجزة) فإذا كان كذلك فمن البديهي وجود بعض الهموم والمشكلات والأمور المعوقة فهو في النهاية إنسان ذو طاقة محدودة، ما سأكتب ليس من بنات أفكاري أنا وحسب. إنما هو وجهات نظر وآراء الكثير من المعلمين في الميدان وإليكم بعض هذه الأمور:
نفتقر إلى الإدارة المدرسية الواعية والمدركة لمعنى وفحوى التربية الخاصة الحقيقي في أغلب البرامج, فتلك الإدارة الملمة لكل شاردة وواردة عن التربية والخاصة التي تشكل النسبة الأكبر من فريق العمل تكاد تكون شبه مفقودة إلا القليل منها ... فأين الدورات المكثفة وأين نشر الوعي؟
إضافة إلى عدم توافر الوسائل والأدوات التعليمية في أغلب البرامج والتي هي من أساس عمل معلم التربية الخاصة عطفا على توافرها لجهات وبرامج دون الأخرى، عدم وجود فريق عمل (فعلي) بالأساس ... ومحصلة هذا العنصر ونتيجته هو أن الشريحة الكبرى من الأطفال والطلاب تكون من القابلين للتدريب (فعليا) وليس من القابلين للتعلم في أِغلب البرامج.
هناك حاجة ماسة لوجود مراكز تدريب مهني للكثير من الطلاب، الذين لا يستفيدون من البرامج في أغلب مراحلها غير أن هناك ضعفا أو فقدان تلك العلاقة (التكاملية) ما بين المعلم والمشرف التربوي فهي في غالب الأحيان تكون خاضعة للمزاجية ووجهات النظر المختلفة وتبدل الأفكار والآراء في كل مرة.
وتبقى هناك حلقة مفقودة ما بين المعلم والأسرة حتى بوجود المرشد الطلابي.
أضف إليها عدم جدية الخطة التربوية الفردية وذلك لانعدام فريق العمل في أغلب البرامج .. فأصبحت في الواقع مستندات تحمي المعلم أمام إدارته ومشرفيه أي بمعنى سند خانات بحشو من أوراق.
اضمحلال سبل التطوير من المعلم وقدراته وذلك بروتينية الدورات الثابتة والمعروفة سلفاً وتكرارها كل سنة .. فيحجم عنها لمعرفته بها بينما تأتي الدورات المتقدمة والمتطورة لمن ليس له علاقة بالعملية التعليمية المباشرة لهذه الفئة!! والتي بالكاد علمنا بأن بعضها خارج الحدود، ومشكلة المنهج الدراسي وعدم مناسبته وملاءمته لمستوى الطالب ولمستوى ذكائه فهو أكبر منه بمراحل.
ضعف التواصل أو فقدانه وتبادل الخبرات ما بين المثلث: أكاديميو وخبرات الجامعات من جهة والمعلم من جهة والمشرفون التربويون من جهة أخيرة .. فلو تم التواصل المستمر نجزم أن ذلك سيثري ساحة التربية الخاصة ويعود عليها بكل النفع والفائدة، انعدام الدعم المادي لأغلب البرامج .. فالرفع الدائم لميزانيات برامج التربية الخاصة وتسمى (الميزانية الفعلية) شيء لابد منه وأمر ضروري.
أخيراً .. وبعد كل ما تقدم نرحب جميعاً كمعلمي تربية خاصة بما يسمى (الإيفاد) الذي سمعنا به كثيراً .. ولم نره.
كلنا مقصرون وكلنا مجتهدون، نعم فينا المخطئ وفينا المصيب، لكن في النهاية الهدف واحد بإذن الله.

معلم تربية خاصة

الأكثر قراءة