مصر: تظاهرة إلكترونية تكشف عن أحدث تقنيات الاتصالات اللاسلكية والخدمات الرقمية

مصر: تظاهرة إلكترونية تكشف عن أحدث تقنيات الاتصالات اللاسلكية والخدمات الرقمية

مصر: تظاهرة إلكترونية تكشف عن أحدث تقنيات الاتصالات اللاسلكية والخدمات الرقمية

سيطرت الرخصة الثانية للهاتف الثابت فى مصر على اهتمامات شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المشاركة فى معرض القاهرة للاتصالات والتكنولوجيا CAIRO ICT، الذي نظم فعاليته في القاهرة الأسبوع الماضى، خلال الفترة من 24 حتى 27 فبراير، بمشاركة أكثر من 350 شركة محلية وعربية وعالمية. وكانت كراسة الشروط ومدى جودة الشبكة في ظل المشغل "المصرية للاتصالات" محل استفسار العديد من مرتادي المعرض، حيث تحتكر الشركة خدمات الهاتف الثابت في مصر، وكذلك إمكانية مشاركة شركات الجوال فى المنافسة على الرخصة. كما شهد المعرض العديد من التقنيات الجديدة التي ترمي إلى التحول نحو الأجهزة النقالة، إضافة إلى الإعلان عن خدمات جديدة لمستخدمى الإنترنت. وتضمن المعرض عروضا دشنت لأول مرة لتسويق الإعلانات عبر تقنية "البلوتوث"، وهو ما قد يجد قبولا من قبل العديد من الشركات، نظرا لسرعة انتشاره ورخص أسعاره.
وكشف المعرض والجلسات التي عقدت على هامشه، عن تحول كبير فى سوق الحاسبات على مستوى العالم، حيث أكدت الشركات المطورة للحواسيب، أنه لأول مرة تتفوق الحاسبات المحمولة على الحاسبات المكتبية، لتصل نسبتها من السوق إلى نحو 60 فى المائة في نهاية العام الحالي. ومتوقع أن ترتفع نسبة الحاسبات المحمولة إلى 80 فى المائة من حجم السوق في نهاية عام 2011، وهو ما يؤكد تراجع سوق الحاسبات المكتبية.

الرخصة الثانية للثابت

وفي عرض لأنشطة المعرض التي دارت على مدى أربعة أيام، وشهدت حضورا واسعا من مختلف المسؤولين والشخصيات العربية والأجنبية، وحضورا كبيرا من قبل مسؤولي الشركات العالمية، خاصة في مجال الاتصالات، أكد الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات المصري، أنه سيتم طرح كراسة شروط الرخصة الثانية للهاتف الثابت قريبا، مشيراً إلى أن هذا المشروع انتظرناه طويلاً، موضحاً في الوقت نفسه أن المشغل الثاني سيحتاج إلى الدعم، سواء من الهيئات الرقابية أو المنافسين، وأن تلك الشبكة تعد اختباراً حقيقياً للمصرية للاتصالات التي سيتعين عليها تقديم خدمات أكبر على المستوى المحلي والإقليمي.
وأشار الدكتور كمال إلى أن الإعلانات عن تلك الرخصة بمثابة القضاء على القيود والاحتكارية، وهو ما يعد اختباراً قوياً لقطاع الاتصالات المصري، لافتاً النظر إلى أن الوضع سيختلف كثيراً عما هو الحال عليه، عندما يتم إطلاق المشغل الثالث للجوال، لأن قطاع الخدمات الثابتة يحتاج إلى استثمارات طويلة الأجل، وأننا في مصر نتطلع دوما لبدائل في مجال البنية الأساسية، والاستثمارات في البنية التحتية، والقرية الذكية، والمجالات الخدمية، والبريد المصري أفضل مثال يشهد بذلك.
وفي هذا الإطار قال المهندس عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة دو الإماراتية، أن الشركة مثال للتحدي، وأن العالم يتغير باستمرار، حيث بدأت الشركة عملها بتحد، لأنه لم يكن هناك منافس لشركة موجودة تقدم خدمات النطاق العريض والثابت والمتحرك، خاصة أن السوق الإماراتية تعد أكبر الأسواق تشبعا في العالم من ناحية استخدام الهاتف المحمول، ولكن خلال عشرة الأشهر من إطلاق الشبكة، وصل عدد المشتركين إلى مليون ونصف المليون مشترك، وهو ما يمثل 20 في المائة من حجم السوق الإماراتية، و30 في المائة من عدد السكان.
وفيما يتعلق بالشبكة الثانية للهاتف الثابت التي سيتم طرحها في مصر، أقترح أن تقوم الشركة الجديدة بالتركيز على المحتوى وتقديم الخدمات، لأسباب تعود إلى ارتفاع تكاليف أعمال البنية التحتية وتوصيلات الألياف الضوئية، إذ تعد عملية باهظة للغاية.
وقال الدكتور عمور بدوي، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المصري، أن هناك إيمانا كبيراً بضرورة إطلاق الشبكة الثانية للهاتف الثابت، وألا تحل تكنولوجيا الهاتف المحمول محل الثابت، وذلك لأن الأخيرة تعطي إمكانات أفضل في مجال سرعة نقل البيانات، وكلنا أمل في أن يكون دخول المشغل الجديد بمثابة الدافع لتحسين مناخ الخدمة من خلال المنافسة مع المصرية للاتصالات، وأن الجهاز سيعمل بجد ليتمتع المشغل الجديد بوضع يمكنه من المنافسة والنجاح.
وأضاف الدكتور بدوي، أن كراسة الشروط، التي سيتم طرحها بمبلغ عشرة آلاف دولار، ستعتمد العديد من الاشتراطات، والتي بناء عليها ستحدد الشركات سواء العاملة في مجال الهاتف المحمول أو غيرها، أو رؤيتها في الاشتراك من عدمه.
ولم يستبعد بدوي دخول عدد من الجهات الحكومية فى تحالف للمنافسة على حصة الهاتف الثابت الثانية، استغلالا لما لديها من إمكانات، كتجربة البريد مع المشغل الثالث للمحمول.
وقال المهندس عقيل بشير، رئيس مجلس إدارة المصرية للاتصالات، إن وجود شبكة جديدة للهاتف الثابت سيكون في صالح المستخدم النهائي، وإن الحديث حول تحسين الأداء بسبب المشغل الجديد غير صحيح، لأن الأداء سيتحسن باستمرار فى وجود المشغل من عدمه.
وأكد المهندس عقيل أن أي خدمة جديدة سيحصل عليها المشغل الثاني للثابت، وترى الشركة أنها ضرورية بالنسبة لها، سوف تقوم بتقديمها أيضا، وسندفع قيمة الرخصة الخاصة بها ضمن أطر المنافسة الشريفة.
أما المهندس إسكندر شلبي، الرئيس التنفيذي لشركة موبينيل، فأكد أن وجود أكثر من مشغل للهاتف الثابت سيؤدي لتعظيم المنافسة بشكل كبير، مع الوضع في الحسبان أن الوضع مختلف من ناحية نمو أعداد المشتركين، كما حدث في قطاع الهاتف المحمول، لأن الاستثمار في الثابت استثمار على المدى الطويل، ويحتاج إلى مد بنية تحتية رهيبة، مؤكدا أن الشركة ستتقدم للحصول على الرخصة إذا لم تجد فى كراسة الشروط والمواصفات ما يمنع ذلك.
وبعيدا عن شبكة الهاتف الثابت الثانية، قال أسامة كمال، المدير التنفيذي لشركة "تريد فايزر إنترناشونال"، الشركة المنظمة للمعرض، أن من أهم المؤشرات التي ينظر إليها باحترام، وتوضع في الحسبان، مدى كثافة الوجود على المواقع الخاص بالمؤتمرات والمعارض الكبرى، مشيرا إلى أن معرض القاهرة للاتصالات والتكنولوجيا لهذا العام شهد مليون زائر، حضروا للتعرف على أنشطته.

إنترنت في جيبك

وكشفت شركة إنتل خلال المعرض، عن 16 منتجاً جديدا يحتوى على أول معالج 45 نانومترا للحاسبات المحمولة المرتكزة على تقنية معالجات إنتل سنترينو. وتستخدم جميع هذه الرقاقات التشكيل الجديد لمعالجات الشركة وعملية التصنيع 45 نانومترا، ما يعزز سرعة الحاسبات ويقلل احتياجاتها من الطاقة ويطيل عمر البطارية والمساعدة في حماية البيئة. وتتوافر المعالجات بتغليف أصغر، ما يؤدي إلى تصميمات للحاسبات أكثر أناقة وأصغر حجماً، ومع طرح هذه المعالجات الجديدة، سيصبح مجموع ما تقدمه إنتل 32 معالجاً للحاسبات المكتبية والمحمولة والخوادم.
وقال الدكتور خالد العمراوي، مدير عام شركة إنتل في مصر وبلاد الشام وشمال إفريقيا، إن المنتجات الجديدة التي تم الكشف عنها تقدم للمستهلكين وقطاع الأعمال، إمكانية تصنيع حاسبات محمولة أكثر أناقة وأعلى أداء، وحاسبات مكتبية قوية وأنيقة تلبي متطلبات معظم عشاق الألعاب وهواة التحدي العالي وجميع متطلبات المستهلكين الآخرين، مشيرا إلى أنه في وقت لاحق من هذا العام، ستبدأ إنتل بتوفير الإنترنت النقالة من خلال أجهزة الإنترنت الصغيرة والخفيفة والقوية التي يمكن وضعها بسهولة في الجيب.
وقال إن النمو المتوقع لسوق الكمبيوتر المحمول خلال الفترة من 2007 حتى 2011 في منطقة الشرق الأوسط سيصل إلى 19 في المائة، مقابل 36 فى المائة في أمريكا اللاتينية و22 فى المائة في كندا، مؤكدا أن إنتل تساير هذا الاتجاه وتطرح خيارات عديدة أمام الشركات لتصنيع حاسبات أنيقة تلبي مختلف الاحتياجات.
وأكد أن الشركة أوضحت كيفية الاستفادة من هذه المعالجات الجديدة والتطور في عملياتها التصنيعية، لدعم فئة الأجهزة ذات عامل الشكل الصغير والاستهلاك المنخفض للطاقة والأداء العالي، التي تضع الوصول إلى الإنترنت باستخدام الحزمة العريضة "في جيبك". فقد طورت إنتل معالجاتها الجديدة بحيث يقل حجمها بنسبة تصل إلى 25 في المائة عن سابقاتها، ما يتيح لمنتجي الحاسبات وضع تصميمات جديدة أنيقة للمستهلكين، تمتد من الحاسبات المكتبية الأنيقة من الفئة "الكل في واحد" إلى الحاسبات المحمولة الصغيرة، موضحا أنه من بين المنتجات الستة عشر الجديدة، فإن 12 منها مصممة للحاسبات المحمولة والمكتبية الجديدة، والأربعة الباقية موجهة للخوادم. وتمتاز جميع المعالجات الآن بخلوها من الرصاص، وابتداءً من هذا العام ستصبح خالية من مادة الهالوجين، ما يجعلها صديقة أكثر للبيئة.

ويندوز لايف

من جانبه أطلقت شركة مايكروسوفت خلال المعرض حزمة خدمات ويندوز لايف المجانية للسوق المصرية، والتي تتضمن مجموعة من الخدمات الجديدة التي يستفيد منها الجميع وخاصة الشباب، والتي أطلقتها الشركة على المستوى العالمي منذ أسابيع.
وتجمع الحزمة مجموعة مفيدة من التطبيقات والخدمات المجانية التى يمكن أن يستفيد منها المستخدم بطريقة مباشرة، ويتعامل معها بسهولة بالغة، حيث إنها تعتمد واجهات الاستخدام التى اعتاد المستخدم على التعامل معها فى التطبيقات القديمة، ولكن مع فارق أساسى في قدراتها المتطورة وإمكانية الوصول إليها عبر هوية تعريف واحدة للمستخدم.
يقول كريم رمضان، مدير عام شركة مايكروسوفت إن الشركة اعتادت منذ سنوات على تقديم الكثير من الخدمات لمستخدمى نظام ويندوز عبر شبكة الإنترنت، مثل خدمة البريد الإلكتروني "هوت ميل" وغيرها، ولكن مع التطور الكبير الذى تشهده تطبيقات الويب وخدماتها، جمعت مايكروسوفت معظم الخدمات التى يهتم بها المستخدم وخاصة قطاع الشباب في حزمة واحدة تسهل عمليات الاتصال والتواصل والمشاركة والتشبيك الاجتماعي والتدوين، بحيث يتمكن المستخدم من الاستفادة من هذه الخدمات مجانا بمجرد التسجيل في الموقع، وقد حرصت الشركة على عرض هذه المميزات للشباب المصري في الوقت الذي أطلقتها الشركة عالميا تعبيرا على التزام الشركة الثابت بخدمة المجتمع المصري.

المحتوى الرقمي

وأشار كريم بشارة، المدير التنفيذي لشركة "لينك دوت نت" المتخصصة في توفير حلول الإنترنت، أن عام 2008 سيكون عام الخدمات المضافة في الشركة، حيث ستقوم الشركة بالتعاون مع شركات المحتوى بتقديم خدمات عديدة للمشتركين خلال الفترة القادمة، وذلك في ظل ضعف المحتوى العربى على الشبكة، مشيرا إلى أن الشركة لديها مكاتب فى السعودية وقطر وباكستان ودبي، وتدرس حاليا دخول أسواق المغرب والجزائر وعمان، موضحا إلى أن السعودية تعد أسرع الأسواق التى تعمل بها الشركة نموا، حيث بلغت نسبة النمو 120 فى المائة.
وقال بشارة إن لينك أعلنت عن طرح خدمات جديدة وحلول عديدة شملت الربط مع الإنترنت، والإعلان عبر الشبكة، والتصميم الشبكي، واستضافة المواقع، بالإضافة إلى خدمات DSL والإنترنت فائقة السرعة في مصر، كما أطلقت لينك خدمة الدوري على الإنترنت.

وقال سنجيتا شاترجي، مدير التسويق في شركة إتش تي سي الشرق الأوسط وإفريقيا، إن الشركة تسعى إلى زيادة مبيعاتها فى مصر من خلال طرح العديد من أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، ومنها جهاز إتش تي سي شيفت المزود بلوحة مفاتيح مغناطيسية وتقنية الاتصال عبر شبكات الجيل الثالث، ونسخة من برنامج ويندوز فيستا بيزنس، مشيرا إلى أن هذه هي المشاركة الأولى للشركة فى المعرض.
وقال شاترجي إن الشركة لديها شبكة من الموزعين فى مصر تتمثل في جوفيترونكس، مشيرا إلى أن إتش تي سي تستحوذ على نسبة 10 فى المائة من سوق الهواتف الذكية عالميا.
أما شركة هواوى تكنولوجيز فركزت على عرض تقنيات الشبكات اللاسلكية والثابتة، ومنها تكنولوجيا إتش إس بي أيه والوصول للمحمول عبر بروتوكول الإنترنت، والجيل الرابع من شبكات النقل، والمحطات الأساسية. وأعلنت أنه تم توزيع هذه المنتجات على أكثر من 15 مليون جهاز استقبال وتشغيل 150 شبكة محمول تخدم أكثر من 250 مليون مشترك فى شبكات GSM حول العالم، كما تخدم 35 من أكبر 50 مشغلا للاتصالات المحمولة حول العالم.

بنية اتصالات ذكية

من جانبه أكد محمود سليمان، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة الدولية السعودية المصرية للإمدادات والإلكترونيات، أن شركته تفاوض مشروعين كبيرين بمنطقة 6 أكتوبر والتجمع الخامس بمصر، لتنفيذ بنية اتصالات ذكية للوحدات السكنية بالمشروعين، والتي تتيح تقديم خدمات اتصالات متقدمة والتحكم فى مختلف الخدمات إلكترونيا.
وكشف سليمان أن الشركة تخطط للتوسع فى أسواق شمال إفريقيا وقطر والبحرين، مؤكدا أن الشركة تخطط لزيادة إيراداتها بنسبة 35 في المائة هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

الأكثر قراءة