كرتوننا.. الحاضر الغائب!

كرتوننا.. الحاضر الغائب!

تحدثت في الأسبوع الماضي عن القدوة وأهمية إيجادها في الإعلام، هذا الحديث قادني إلى موضوع آخر يختص بصورة القدوة للطفل وهي الشخصيات الكرتونية التي يبدأ بمتابعتها مع سنوات عمره الأولى.
في الحقيقة لم أستطع إيجاد أكثر من ثلاثة برامج كرتونية موجهة للطفل من إنتاج عربي، وذلك بعد أن استبعدت الكثير من المسلسلات المدبلجة، التي وإن ظن البعض أنها منتجة عربياً فبلد المنشأ لها يكون الغرب أو الشرق الأقصى!
ما إن يبدأ النقاد والمطّلعون على هذه القضية في الحديث حول الإنتاج الكرتوني العربي، حتى تبدأ الاسطوانة العتيقة في بث الحجج الواهية من ضعف الإمكانات المتاحة إلى غياب النصوص الجيدة والشخصيات المؤثرة.
وأُسمِّي كل ذلك تواكلا واعتمادا كليا على الوجبات الإعلامية السريعة، وأقصد بها كل شيء لم ننتجه بأنفسنا لنقع أسرى لعمليات إعادة التصنيع ليخرج لنا فيلم كرتوني بلا هدف وقصة بسبب معالجته ونقله من لغة لأخرى، أو مليء بكل ما ينافي ديننا وعادات مجتمعنا.
كل ما يتطلبه البدء في مشروع كهذا هو ورقة وعلبة ألوان ومخيلة واسعة، وبلادنا لا تخلو من الكوادر المؤهلة لذلك.
لأولئك الذين يتحججون بضعف الإمكانات أحكي هذه القصة القصيرة جدا عن شخصية "السنافر" التي أحببناها وشاهدتها على شاشات التلفزيون العربية أعداد كبيرة من الأطفال خلال العقدين الماضيين، السنافر أو الـSmurfs هي شخصيات رسومية بلجيكية ظهرت في عام 1958م وعُرفت واشتهرت في بلدها الأصلي أولاً.
بقيت حبيسة صفحات المجلات المتخصصة بالكرتون حتى عام 1981م، عندما عرضت على التلفاز كمسلسل للأطفال من إنتاج أمريكي، ومن أمريكا إلى 30 لغة حول العالم.
لا يوجد هناك عنصر مميز لهذه الشخصيات الزرقاء الصغيرة، إلا ما أتذكره عن قريتهم المتخفية في الغابة، ولغتهم التي استبدلت فيها بعض الأسماء والأفعال بمصطلحات السنفرة!
إذا ما الذي يمنع من تبني شخصيات كرتونية من مجلات الأطفال العربية، والمجال لا يتسع لذكرها الآن ولكنها فكرة من مئات الأفكار التي يمكن البدء بها.
إن التخطيط لمثل هذه الأعمال يحتاج إلى عمل مطول ومجهود يتعدى السنوات، لكن مشكلة الشركات المتخصصة في الإنتاج الإعلامي تبحث عن الربح السريع بغض النظر عن الأثر الإيجابي أو حتى السلبي الذي تتركه على المشاهدين.
ففي كلّ مرة تظهر لنا شخصية محببة لدى الأطفال نأمل أن تستمر في الظهور دون التحول إلى مجرد طُعم تجاري!

الأكثر قراءة