مقادير البدو
مقادير البدو
هذا الشعر كأنه هتان ديمةٍ اختارت الساعات الأخيرة من الليل لتهمس للقلوب بشعورٍ لا يهدأ ولا يتوقف، شعور صادق يميز نصوص سعد زبن عن غيره من الشعراء، هذا النص يؤرجح الدهشة بين دمعةِ حزنٍ وتنهيدة حنين، ينطلق من منطقة جديدة الشعور، ما إن تقترب فيها من حالة البكاء، حتى تعود بك لتلامس حدود الحنين بلذة لا تنهيها سوى تنهيدةٍ طويلة.
عرفت إن السعادة بسمة الأحباب
ولمست إن البلاد عيون غاليني
بيوم الحزن كشّر للمفارق ناب
سمعت الريح والذكرى تناديني
مقلّط بيتنا ودلالنا والباب
تبي تصرخ دخيلك لا تخليني
كفوف إخواني تلوّح:وش الأسباب
وصوت أمي على نفسي توصيني
يظن إن الرحيل ووحشة الأغراب
تصير مهندٍ يدمي نحر ديني
رحلت وفي عيوني كانوا الأصحاب
مصابيح ٍ تضوّي عتمة سنيني
وطارت من يديني أمنيات أسراب
ولا حطّت على ضفّة عناويني
ومرّت صورتك وترقرق العنّاب
ولون التوت غنّى في شراييني
يا ليت أكون حلم يعيش ما ينجاب
وأنام وصفّة رموشك تغطيني
واحلّق بك سما ورد وغلا وإعجاب
وفي قلبك عن العالم تواريني
وإذا تسأل صحيح"إن الهوى غلاّب"
جوابي لك تكرّم ناظر بعيني
تشوف إنسان بهيام المشاعر ذاب
يغنّي لك "احبك لو تجافيني"
وحانت رحلتي والأمنيات ركاب
مقادير البدو ما مت تسرّيني
رحلت بحلم شايب وبعزيمة شاب
مرامي عودة الورد لبساتيني
حبيبي ما على الصلب الكسير عتاب
وأنا جور الزمان المر مرويني
تعاتبني وأنا ما بين ناب وناب
وعن لمّة حطامي عجزت يديني
كفاني من عذابي وحشة الأغراب
وأنا أشوف بعيونك لا تخليني