أمريكا تدعم "إكسون موبيل" في معركتها مع فنزويلا .. ووكالة الطاقة تهون من التأثيرات
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تدعم شركة إكسون موبيل النفطية في جهودها الرامية للحصول على سلة تعويض "نزيهة وعادلة" من فنزويلا مقابل الأرصدة والممتلكات التي تملكها هناك. إلا أن الوزارة أكدت أن الحكومة الأمريكية ليست طرفا في هذه القضية. وقال شون مكورماك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "نحن ندعم بشكل كامل شركة إكسون موبيل لتتمكن من الحصول على سلة نزيهة وعادلة من التعويضات عن أرصدتها وأصولها وفق, معايير القانون الدولي". وأردف مكورماك قائلا: "لكننا لسنا متورطين في هذا النزاع الذي يتعين حله بين فنزويلا و"إكسون موبيل" والمحاكم المختلفة حول العالم".
يُذكر أن شركة النفط الوطنية الفنزويلية "بي دي إف إس إيه" PDVSA كانت قد أعلنت عزمها التوقف عن بيع النفط الخام لـ "إكسون موبيل" ردا على الدعوى القضائية التي أقامتها الأخيرة ضدها. كما قال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز إن بلاده لن تتعامل مع "إكسون موبيل" من الآن فصاعدا، وإن الشركة الأمريكية "غير مرحب بها" في فنزويلا.
وكانت "إكسون موبيل" قد رفعت دعوى قضائية ضد شركة النفط الوطنية الفنزويلية مطالبة إياها بتعويضات لقاء الخسائر التي منيت بها من جراء تأميم أحد مشاريعها النفطية في فنزويلا. وعلى الرغم من أن "إكسون موبيل"، وهي كبرى شركات النفط الخاصة في العالم، لا تشتري إلا 2 في المائة من نفطها من الشركة الفنزويلية، إلا أن القرار الفنزويلي قد يسبب لها بعض المتاعب ويقضي على آمالها في العودة إلى البلاد. وكان الرئيس شافيز قد استشاط غضبا عندما صدر حكم قضائي بتجميد بعض الأصول الفنزويلية في منطقة حزام أورينوكو بانتظار نتيجة التحكيم في ادعاءات "إكسون موبيل".
واتهم شافيز الشركة الأمريكية بنهب ثروات بلاده، قائلا إن الدعوى القضائية التي رفعتها "إكسون موبيل" تأتي في سياق الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على فنزويلا. وقرر الرئيس الفنزويلي الرد بقطع إمدادات النفط الفنزويلي عن الشركة وتجميد كل التعاملات التجارية معها. من جهة أخرى، هدد شافيز بقطع إمدادات النفط الفنزويلي عن الولايات المتحدة إذا تضررت مصالح بلاده من جراء الدعوى القضائية بين "إكسون موبيل" وشركة النفط الوطنية الفنزويلية.
من جهة أخرى، أكد نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أن أثر تحرك فنزويلا لقطع صادرات النفط عن شركة إكسون موبيل "محدود جدا" ولن يستتبع على الأرجح إطلاق كميات من مخزونات الطوارئ العالمية للنفط الخام.
وكانت فنزويلا تلك الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية والعضو في منظمة أوبك - وهي من أكبر موردي النفط إلى الولايات المتحدة- قد خفضت إمدادات النفط إلى "إكسون" في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن حصلت الشركة الأمريكية على
أحكام محاكم بتجميد ما يزيد على 12 مليار دولار من أموال فنزويلا في الخارج.
وقالت وكالة الطاقة الدولية, التي تقوم بتنسيق مخزونات الطوارئ من النفط الخام نيابة عن 27 دولة عضوا منها الولايات المتحدة إن قطع النفط عن "إكسون" ليس من المحتمل أن يخلق حاجة إلى السحب من المخزونات.
وقال تاناكا للصحافيين "أثر قطع فنزويلا الإمدادات عن إكسون محدود جدا ويمكن بسهولة إيجاد بديل له أو التعويض عنه من مصادر أخرى". وأضاف قوله "ولذلك لا نرى حاجة ماسة جدا لإطلاق كميات من المخزون في
هذه الحالة".
وقال وزير الطاقة الامريكي سام بودمان يوم الخميس, انه لا يتوقع أن تواجه الشركة مشاكل في إيجاد البدائل للخام الفنزويلي, لكنه أضاف أنه من الممكن اللجوء للاحتياطي النفطي الاستراتيجي إذا اقتضى الأمر.
وطمأن منتجو نفط رئيسيون في الشرق الأوسط الولايات المتحدة على أن بإمكانهم التعويض عن أي توقف لصادرات الخام الفنزويلية إلى أمريكا بسبب المعركة القضائية بين فنزويلا وشركة إكسون موبيل.
وكرر تاناكا قوله إنه يجب على "أوبك" أن تبقي الإنتاج مستقرا حينما تلتقي في آذار (مارس) وذلك من أجل إعادة ملء مخزونات النفط العالمية.
وقال "المستوى الحالي للأسعار يبعث بإشارة مفادها أن السوق الحالية قلقة وهشة جدا. ويجب على الدول المنتجة قطعا أن تحافظ على مستوى إنتاجها من أجل إعادة ملء المخزونات المتناقصة في البلدان المستهلكة".