فاتورة الكهرباء الورقية أصبحت من الماضي
فاتورة الكهرباء الورقية أصبحت من الماضي
أصبحت فاتورة الكهرباء الورقية في السعودية من الماضي لدى مستخدمي التقنية، الذين يبلغ عددهم نحو مليوني مستخدم اليوم. فتبقى الفاتورة الورقية بانتظار قارئ العدادات حتى الشهر المقبل دون أن تطالع من قبل المشترك في الخدمة، ليتم إتلافها ووضع الفاتورة الحالية مكانها.
هذا واقع فعلي، فكوني أسكن في شقة ضمن مبنى هو في الحقيقة برج يضم ما يقارب 60 وحدة سكنية، فإنني لاحظت بقاء الفواتير الورقية بجوار العدادات طوال الشهر، لكن استغرابي في أن هذه الشقق مأهولة، ولم يشتك يوما أحد من انقطاع الكهرباء. إذا كيف تم الحصول على مبلغ الفاتورة وكيف تمت عملية تسديدها.
في الحقيقة أطلقت الشركة السعودية للكهرباء العديد من المبادرات التقنية، التي تساعد المشترك على تذكيره بموعد صدور الفاتورة ومبلغها وطريقة تسديدها، إضافة إلى تحفيز عملائها على عملية التسديد الفوري بطريقة إلكترونية. وبالتالي تضمن عدم تأخر تسديدها، وبناء عليه فإن نسبة لا يستهان بها تقوم بتسديد قيمة الفاتورة قبل موعد وصول الفاتورة الورقية إلى عدادهم.
هذه المبادرة ذات عائد إيجابي لكلا الطرفين، الشركة السعودية للكهرباء والعميل أيضاً، فالعميل استدل على الفاتورة ومبلغها وقام بالتسديد مباشرة، والشركة ضمنت توصيل المعلومة مباشرة للمشترك وسدادها مبكراً.
ففي وقت سابق، ما يقارب العام، أطلقت الشركة السعودية للكهرباء خدمة الإبلاغ عن صدور الفاتورة عبر الاشتراك في خدمة رسائل الجوال SMS. بحيث ترسل رسالة نصية SMS تحتوي على رقم المشترك في الخدمة الكهربائية إلى الرقم (75555) لتأتيك رسالة من الشركة بأنك أصبحت ضمن مشتركي خدمة الرسائل النصية، وبالتالي ستصلك شهريا رسالة نصية تبلغك بصدور فاتورتك ومبلغها، وذلك قبل موعد وصول فاتورتك إلى مقرك بوقت يقارب الأسبوع. بما يعني لو أنك سددت هذه الفاتورة فإنك قد سبقت التسديد قبل موعد وصولها بأسبوع.
كذلك أطلقت الشركة هذه الخدمة وبطريقة أخرى عبر صفحتها الرئيسية على شبكة الإنترنت www.se.com.sa، بحيث يطلب منك إدخال رقم المشترك ورقم الجوال ولغة التواصل. لتتمكن أيضا من الحصول على إشعار بصدور الفاتورة وقيمتها، وإشعار بتأكيد سداد قيمة الفاتورة، الاستعلام عن مبلغ الفاتورة، وإشعار موعد فصل الخدمة في حال عدم التسديد.
هذه الخدمة أكثر قربا للعميل من الخدمة الأخرى التي أطلقتها الشركة أخيراً، والتي سنتحدث عنها تالياً، حيث إن عدد المشتركين في خدمة الجوال يفوق عدد المستخدمين للإنترنت، فلا يكاد أي منزل يخلو من جوال. وبالتالي فإن هذه الخدمة أعم وأشمل.
الخدمة الأخرى من الشركة كانت إطلاق التسجيل في خدمة رسائل البريد الإلكترونية لفاتورة الكهرباء، بحيث تصلك نسخة إلكترونية طبق الأصل للفاتورة الورقية بمجرد صدور الفاتورة من الشركة وقبل أن تصلك الفاتورة الورقية إلى مقرك.
وأتاحت الشركة التسجيل في هذه الخدمة من خلال موقعها الإلكتروني على الإنترنت على الصفحة الرئيسية من خلال تعبئة نموذج بسيط منك إدخال رقم المشترك وعنوان البريد الإلكتروني ولغة التواصل، لتصلك بعد ذلك الفاتورة مباشرة إلى البريدك الإلكتروني.
هذان الإجراءان لم يوقفا وصول الفاتورة الورقية، لكنهما قللا من أهميتها بالنسبة لمستخدمي التقنية، سواء عبر الجوال أو الإنترنت. فلا ينتظر هؤلاء وصول الفاتورة الورقية أو زيارة موقع العداد شهريا، ليتم بعد ذلك تسديد قيمتها بالطرق المختلفة.
لقد أعترف المختصون في وقت سابق، وخبراء اقتصاديون بأن القطاع المصرفي السعودي متقدم جدا، بحيث ما إن تطلق أي خدمة إلكترونية في جهة ما من العالم، إلا ويتم تطبيقها في المصارف السعودية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أجهزة الصرف الآلي والخدمات المطبقة عليه كانت السعودية من أوائل الدول التي بدأت وبادرت تطبيقها.
ولتسديد فاتورة الكهرباء الإلكترونية، فإن المجال متعدد بالنسبة للعميل، وأولى هذه الطرق إمكانية التسديد بالطرق التقليدية بزيارة أحد فروع البنوك، أو التسديد الإلكتروني من خلال مكائن الصرف الآلية ATM، التي أتاحت فقرة (تسديد فواتير الخدمات العامة) التي أضافتها جميعا حاليا ضمن فقرة خاصة أطلق عليها نظام (سداد) يتضمن خدمة تسديد فواتير الخدمات العامة كافة (ماء وكهرباء وهاتف وجوال).
كما يمكن لمستخدمي الإنترنت أيضا تسديد قيمة فاتورة الكهرباء عبر الاشتراك في الخدمات البنكية في البنوك التي تتوافر فيها حساباتهم، ليتمكنوا أيضا من تسديد قيمة الفاتورة من خلال قائمة الخدمات العامة التي أضيفت أيضا إلى نظام سداد.
إن التقنية وما وصلت إليه من استخدامات في السعودية تبشر بخير، فالطموحات تحقق بخطوة، وهذه إحدى الخطوات التي قد بدأ مستخدمو التقنية في السعودية تجاوزها، وهناك العديد منها سنتناوله لاحقا.
يجب على الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة أن تقود هذه الاستخدامات وتفعلها لتحفيز العامة نحو استخدامها، فلا يحتاج المواطن سوى الجرأة والحافز نحو استخدامها، وبمجرد استخدامه لها لأول مرة، فإنه لن يتوقف عن تكرار التجربة كونها سهلة وميسرة، مثلها مثل إجبار البنوك على استخدام العملاء مكائن الصرف الآلية لإيداع المبالغ دون 20 ألف ريال، هذا الإجراء قلل التعاملات التقليدية، وحفز العامة نحو استخدام التقنية.