نرجو إبراز الهوية!

نرجو إبراز الهوية!

ما زالت علاقة المتلقي السعودي مع الدراما المحلية في تذبذب مستمر، حيث تشح نقاط التقاطع بينهما أحياناً فيحدث التنافر، الذي تنتج عنه انتقادات عدة وصخب عارم على الصعيدين الاجتماعي والإعلامي، وينقلب المشهد رأساً على عقب بمجرد الالتقاء في نقطة تقاطع واحدة، فتحدث البلبلة ويتسبب عرض حلقة في يومٍ ما إلى تكاثر الأحاديث حولها عدة أيام!
حتى نستطيع تقييم هذه العلاقة المتذبذبة على مدار سنوات، سنحاول رصد ما ينتجه جيراننا في العرب، فنجد أن الدراما الكويتية صاحبة حضور كبير وقديم لدى المشاهد الخليجي بشكل عام، وذلك لخصوصيتها وما تحمله من أدوات ليست غريبة على المتلقين، لتكون اللهجة، الملابس، التكوين الاجتماعي، القضايا وغيرها، تنطبق على شعوب الخليج كافة، لتعلق في الأذهان أعمال درامية بعض أبطالها توفاهم الله، مثل: درب الزلق، خالتي قماشة، رقية وسبيكة وغيرها، إلا أن هذا القرب بدأ يفقد نفسه بعد دخول عناصر جديدة على الدراما الكويتية، وطرق مواضيع لا يقبلها المشاهد العادي، حتى يمررها المشاهد المتابع.
الأمر في سوريا ومصر لا يختلف كثيراً عما يجري في الكويت، فتتميز الأولى بخصوصيتها المتفردة، التي تجعلنا –باختلاف العادات والتقاليد عنهم- نندمج مع معيشتهم وندرك تفاصيلها وحدودها من محرمات ومسموحات، ليكون ذلك كافياً لنجاح أعمال عدة كان آخرها "باب الحارة" الذي نال المركز الأول كأعلى نسبة مشاهدة في الوطن العربي، والمركز الثالث في السعودية بعد المسلسلين المحليين "طاش 15" و"بيني وبينك"، اللذين تقاسما حصة متابعة المشاهد السعودي –بالنسبة للأعمال المحلية-، حيث تميز "طاش" بالأقدمية وكونه المسلسل الأول منذ 15 عاماً في المملكة، بينما نجاح "بيني وبينك" كان لعوامل مهمة بعيدة عن الحبكة الدرامية التي زاد وعاد فيها الكثيرون، لأن مفتاح نجاحه كان في استقلالية كل شخصية عن الأخرى واحتفاظها بانتماء جغرافي محدد، استطاع المسلسل من خلالها أن يلفت انتباه مشاهدين عدة، وارتباطهم بكل شخصية على حدة، فتقاسم الشهرة كل من "مفرّح، مناحي والواصل".
يبدو أننا كلما كنا "نحن"، استطعنا أن ننجح بشكل لافت واستمرارية حتمية، بدليل "وفاة" مسلسلات كثيرة، و"حياة" شخصياتها، فهناك من ينادي الفنان راشد الشمراني بـ"أبو هلال"، والفنان يوسف الجراح بـ"أسعد عمر قللي". وعلى كل حال، نحن لا نريد أن "نشطح" باتفاقنا مع مقولة "المحلية.. البوابة للعالمية"، فقط نريد أن نقول "نرجو إبراز هويتنا، لنصل بأنفسنا إلى الآخرين".

[email protected]

الأكثر قراءة