"الصحية المدرسية" : نعالج 2% من طلاب المدارس ودورنا وقائي لاعلاجي
يشكو الكثير من المعلمين سوء الخدمات التي تقدمها الوحدات الصحية المدرسية التابعة إلى وزارة التربية والتعليم، فهي لا توفر العلاج الكافي وتنقصها الكوادر الطبية المتميزة، والتخصصات الدقيقة في بعض الأمراض، ما يعني عدم استفادة المعلم أو الطالب منها.
وأكد لـ"الاقتصادية" الدكتور صالح الأنصاري مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، أن دور الصحة المدرسية يرتكز بالدرجة الأولى على التوجه الوقائي، وليس العلاج، وذلك بهدف تحصينهم ضد الأوبئة والأمراض، وكيف يحافظون على صحتهم، وتثقيفهم بذلك داخل المدارس، وبمشاركة التربويين أنفسهم، وهذه تمثل التوجهات العالمية الحديثة في الصحة المدرسية التي تعتمد على الجوانب الوقائية في العمل الصحي.
وأعترف أن الوحدات الصحية تقوم بعلاج 2 في المائة فقط من الطلاب المراجعين لها، فيما تكون فاعلية الوحدات الصحية في المدارس عن طريق توجيه الإرشادات والتعليمات بما يحفظ صحتهم ويعززها ويهيئهم للحياة، ويقيهم المشكلات الصحية مستقبلا.
وأشار إلى أن الهدف من الصحة المدرسية ليس العلاج فقط، لأننا مهما قدمنا من خدمات (ضمن الموارد الصحية في وزارة التربية والتعليم) فلن نستطيع منافسة وزارة الصحة أوغيرها من مقدمي الخدمات الصحية، لذا يبقى دورنا في العلاج مكملا لدورنا الأساسي وهو التربية الصحية، وتحسين السلوك الصحي، وتعزيز الصحة بشكل عام في المجتمع.
ونفى الأنصاري أن تكون مهمة الوحدات الصحية منح الإجازات المرضية للطلاب، كما أرجع عدم عمل الوحدة الصحية تحت مظلة وزارة الصحة إلى أن هدفها لا يرتبط بالعلاج كما ذكر سابقا، ووجودها تحت مظلة وزارة التربية والتعليم جعل منها مؤسسة تربوية صحية تجمع ما بين التعليم والصحة عن طريق الخدمات الوقائية والتوعوية التي تقدمها.
وأوضح أن تطبيق مشروع التأمين الصحي لمنسوبي وزارة التربية والتعليم يجد أهمية كبيرة لدى الوزارة، وهو موضوع تدرسه قطاعات أخرى في الدولة، مشيرا إلى تشكيل لجنة على مستوى وزارة التربية، ووزارة الصحة إضافة إلى المجلس الأعلى للتأمين، وذلك لدراسة إمكانية وضع آلية للتأمين الصحي بالنسبة لمنسوبي الوزارة، وإمكانية تخصيصهم من بين منسوبي القطاعات الحكومية الأخرى، ونحن ننتظر ما ستؤول إليه تلك الدراسة، رافضا تحديد موعد محدد لتطبيق هذا المشروع.
وشدد عبدالله عون القحطاني مدير مدرسة بقي بن مخلد المتوسطة على أهمية تفعيل الدور العلاجي في الوحدات الصحية، فالتثقيف ليس في حاجة أصلا إلى مبان في كل حي للوحدات الصحية، بمعنى أنه بالإمكان التوعية من مواقع عدة في الوزارة، وكذا جهود ذاتية من المدارس بإقامة المحاضرات الطبية، واستقطاب الأطباء في تخصصات عدة، إذن فالأهم أن تكون هذه الوحدات بمبانيها مكانا كاملا للعلاج والرعاية، وكذا القدرة على الإحالات المباشرة للمستشفيات حسب الحاجة، فنحن لا نريد مباني تثقف فقط بقدر ما تعالج.
وطالب المعلم محمد بن جربوع بإنشاء مستشفى متكامل في كل مدينة خاص بالمعلمين كما هو الحاصل في القطاعات العسكرية، لأن المعلم هو من يقوم بتخريج الموظف العسكري والطبيب والمهندس وغيرهم.
وأضاف هذا يعتبر أقل حق للمعلم على مجتمعه، مطالبا بالإسراع بإنشاء هذه المستشفيات، ما يعني التقليل من الضغط على المستشفيات الأخرى، وسيكون عامل بناء في المساعدة على تجاوز المشاكل الصحية التي تواجه المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات.
وشاطره الرأي حسين الحربي مطالبا بافتتاح مستشفيات خاصة بالمعلمين أسوة بغيرهم في القطاعات الأخرى، أو تقديم خدمة التأمين الصحي، وأضاف إذا لم تنشأ هذه المستشفيات فلابد من توفير التخصصات اللازمة داخل الوحدات.
وأكد المعلم سعود العبودي أن الوحدة الصحية لا تمييز مع الأسف بين المعلم والطالب، حيث تجد المعلم والطالب في صف واحد للانتظار، كما أن المراجعات لا تبدأ إلا مع الساعة العاشرة صباحا بحجة أن الدكتور المناوب يقوم بجولة على المدارس، ولا نعلم إذا كان هذا الأمر صحيحا أم لا.
وأشار إلى أنه لابد من تمديد وقت العمل مع وجود فترة للطوارئ للحالات الطارئة التي تحدث في المساء.