نفق تحت سطح.. يمكن تنفيذ سكة حديد لقطار كهربائي بواسطته

نفق تحت سطح.. يمكن تنفيذ سكة حديد لقطار كهربائي بواسطته

السفن البحرية عصب النقل التجاري عالمياً, ولكنها لم تواكب التقدم والتطور الحاصل في النقل الجوي البشري مثلاً، حيث أصبح نقل البضاعة بحراً- متزايد التكلفة بطيئاً كثير المشكلات, مع أن هناك جهودا لنقل البضاعة جوا بواسطة الطائرات أو المناطيد العملاقة, إلا أن هذه الوسائل تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنظيم عملياتها وتطويرها وتقليل تكلفتها.
إن تنفيذ الأنفاق المعروفة لغرض المواصلات أو التجارة في غاية الصعوبة حتى ولو كانت مسافتها قصيرة (عبر المضايق مثلاً).. وهناك حلا يلغي أو يخفف من هذه الصعوبات. وهو أن قاع البحر يقدم إمكان استعمال مواصلات جيدة تجري في أنابيب بلاستيكية قوية أو مدعمة ببطانة داخلية معدنية أو أسمنتية, تمر في هذه الأنابيب الواسعة الطويلة مواصلات مناسبة كالقطارات الكهربائية أو سيور (أحزمة) ناقلة وغير ذلك.. مواصلات مستقرة فوق أرض القاع المحضرة قليلاً, آمنة تحت سطح الماء ستربط المضايق والجزر وتمتد مجاورة للسواحل بين البلدان مهما كانت المسافة بتكلفة بسيطة وكفاءة فائقة مع تطبيقات أخرى حتى على الأرض اليابسة في المناطق الصعبة الرملية أو الطينية السبخة كالربع الخالي والمستنقعات.. وستدخل مشاريع المخططات السكنية الجديدة, فتقدم أنفاقا رخيصة التكلفة تمدد تحت وسط الشوارع لتكون ملاذا لجميع الخدمات أو ملاجئ ومخازن عند الحاجة.. وستنقل مياه التحلية من السواحل إلى المسافات الداخلية بشكل أنهار صناعية رخيصة أو أنها تخزن كميات غير محددة من المياه العذبة تحت سطح ماء البحر.

الوصف العام للفكرة
قبل سنوات عدة عرضت إحدى الشركات النرويجية أن ترسل الماء العذب إلى دول الخليج في أكياس نايلون قوية عملاقة طافحة في البحر تقطرها ناقلات النفط الفارغة الراجعة إلى دول الخليج.. ولم اقرأ أو أسمع شيئاً عن الموضوع بعد ذلك.. ثم ظهر استعمال لهذه الأكياس شديدة القوة في تحرير السفن مهما كان وزنها إذا كانت عالقة في الشعب المرجانية أو غيرها, وذلك بوضع كيس صغير في موضع مناسب تحت جسم السفينة ثم نفخه بالهواء بقوة تدريجياً حتى يرفع جسم السفينة وتنطلق, والآن تستعمل بعض محطات الوقود وتصليح السيارات هذه الأكياس لرفع جسم السيارة بالهواء المضغوط بسهولة, وهذه الطريقة أكثر سلامة للعمال الذين يدخلون تحت السيارات لتصليحها.
والآن في الإمكان صنع أنبوب تقوى جدرانه بشبك نابض معدني spring حتى لا "ينصفط" تحت ضغط الماء، هذا الأنبوب من مادة النايلون النفطية شديدة القوة نفسها, قطر الأنبوب لا يقل عن بضعة أمتار ولا حدود لطوله إنما حسب الحاجة, فإذا مد هذا الأنبوب مغلقا وفارغا فوق قاع البحر المستوية من الساحل حتى جزيرة قريبة فما الفوائد؟
سيكون الأنبوب نفقاً تحت سطح الماء مستقراً كلفته زهيدة وفوائده جمة ومن ذلك تصميم وتنفيذ سكة حديد لقطار كهربائي ينقل البضائع بين أي جهتين في حاويات مغلقة أو أي بضاعة أخرى, ومن ذلك إمكان نقل التربة أو الرمل أو الأسمنت في حزام ناقل يسلك النفق بسهولة, ولا مانع من تصميم عدة أنفاق متجاورة لأغراض شتى, فإنها مثلا ستخفف من الزحام على جسر الملك فهد (جسر البحرين).. ويمكن تطبيق هذا مسبقاً في جسر قطر – البحرين الذي يجري تنفيذه وغيرهما.. أنفاق يمكن إنجازها في أسابيع إذا خلص العزم.
يكمل مشروع الأنفاق الصناعية تطبيقات أخرى لاستعمال الأكياس شديدة القوة ذلك إن تصمم بشكل "طابوق" (متوازي مستطيلات) داخلة يقوى بقضبان معدنية قوية لا تصدأ تمتد بين الزوايا, يملا "الطابوق" بالماء تماما ويغلق من فتحة ليس لها بروز خارجي.. ولا حدود لحجم "الطابوق" أو أشكاله فيمكن تبليط مسار الأنفاق منه على قاع البحر وكذلك داخلها.. هذا "الطابوق" سوف يفتح مجالاً واسعاً لاستعماله في تبليط شوارع المدن والطرق الخارجية.. وتنفيذ جدران السدود المائية ودعامات جسور وأنفاق تبنى فوق سطح الماء وعلى اليابسة واستعمالات أخرى.
ستكون الأنفاق الصناعية حلاً ناجحاً لربط المضايق والمسافات القصيرة وستحدث ثورة اقتصادية وسياحية للسواحل والجزر القريبة.. وبعد ذلك ستمدد الأنفاق الصناعية مسافات طويلة موازية للسواحل أو داخل المياه الدولية, تتخطى مشكلات النقل البري وستنقل ماء التحلية وكيابل المواصلات والكهرباء بسهولة وأمان وقلة تكلفة وزمن قياسي, وستعمل التكنولوجيا الحديثة بتقديم وسائل المراقبة الدائمة داخل الأنفاق على طول مسارها كما يمكن تهوية الأنفاق بمراوح كهربائية حسب الحاجة. حينئذ تصبح صالحة للنقل البشري.

أفضل من العبارات
نشرت جريدة "الشرق الأوسط" في 22/12/2007م أن حكومة دبي تنظر في استعمال الطاقة الشمسية لتسير محركات عبارات الركاب التي تستعمل الديزل في خور دبي, وهي فكرة اقتصادية طيبة عديمة التلوث.. لكن اعتمادها على الشمس يقلل من كفاءتها أضف إلى ذلك حركة الماء في المد والجزر التي تعرقل الحركة.
إن فكرة الأنفاق الصناعية المشروحة أعلاه تقدم حلاً أكثر كفاءة وأقل تكلفة وتفتح الباب لكل أنواع المواصلات بين الجهتين: المشاة والسيارات والقطارات, يمكن تنفيذ أعداد منها في فترة قصيرة ولا مشكلات في صيانة أو استهلاك وقود وستحقق مزيداً من الثورة الاقتصادية لاستثمار البحر الذي سبقت فيه دبي كثيراً من البلدان.

الأكثر قراءة