زهورٌ أزهقتها طرق
أيتها المعلمات ..
يا زهورا نبتت في تراب هذا الوطن ..
ونشأت وتفتحت على حبه ..
أهداها هذا الوطن روعة الطفولة وأمانها ..
وأهدتهُ ابتسامتها الساحرة ..
نمت وما زال ينمو حبه في عروقها ..
حتى ارتوت من حبه ..
وأخذت تنثر أريجها في أرجائه ..
وتعطر آفاقه بشذاها المرتوية منه ..
بعد أن استوت واكتملت ..
أرادت أن ترد الجميل ..
فإذا بها تجد لوناً من الحياة مغايراً لما اعتادت عليه ..
مسكينةٌ أيتها الزهور ..
لابد لكِ من الابتعاد والتعب قليلاً ..
لا ضير .. من أجل الوطن ألا يستحق الوطن .. بلى ..
فاصبري (تعزي نفسها) فالفرج قريب ..
اطمأنت الزهور أنها مازالت في تربة الوطن الغالي ..
واستأنفت نشاطها ورونقها ..
رغم ما تعانيه كل صباح وظهيرة ..
من ثعابين تمر عليها وتضايقها ..
وتحاول اغتيالها يوماً بعد يوم ..
وتخطف أرواح مجموعةٍ منها بين فينةٍ وأخرى ..
وفي كل يومٍ فجيعةٌ بزهرةٍ جديدة ..
وها أنا أقف في الحديقة لأرى ذبول الزهور وخوفها من ثعبان الغد الذي يتربص بها ..
وأرى البستانيَ قد أهمل دوره، ولم يأبه بالأمانة الملقاة على عنقه
آه يا بناتنا وأخواتنا .. ما أحد نصل الفراق وما آلم الفجيعة .. نبكيكن أيتها الزهور.. بين فترة وفترة ..
نتحرق ونتجرع وجع موتكن بهذه الطريقة ..
نعلم الداء ونعلم أيضا الدواء ....
ولكن البستاني ما زال مكتوف الأيدي لم يحرك ساكناً ..