هونج كونج تعول على مناورة الصين لجذب "البترودولار" الخليجي الإسلامي

هونج كونج تعول على مناورة الصين لجذب "البترودولار" الخليجي الإسلامي

إذا ذكرت كلمة صكوك لأحد سكان هونغ كونغ، فسوف ينظر إليك نظرة تخلو من التعبير. ذلك أن الإسلام موجود على أطراف هذه المقاطعة الصينية الغنية، وإلى عهد قريب لم تكن هناك حاجة للسندات الإسلامية.
ولكن الصكوك يمكن أن تجد طريقها إلى أسواق هونج كونج إذا تم تنفيذ الخطة الطموحة التي وضعها الرئيس التنفيذي دونالد تسانج. فقد أعلن تسانج أخيرا أن هونج سوف تفتح سوقاً للسندات الإسلامية بغية جذب الأموال الإسلامية إلى هذه المقاطعة وكذلك كطريقة لتنويع أسواقها المالية.
وبعد أيام من هذا الإعلان، أقدم بنك هانج سينج، على إطلاق مؤشر للأموال الإسلامية الصينية الذي يوفر للمستثمرين الشرق أوسطيين فرصة لشراء الأسهم الصينية وأسهم هونج كونج المتفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
يأتي توجه هونج كونج إلى صناعة الصيرفة الإسلامية بعد سنوات من الخطوات المشابهة التي اتخذتها ماليزيا التي تفاخر الآن بكونها أكبر سوق للصكوك في العالم.على أنها لم تصل إلى مركز القطبية إلا بعد عقدين من إرساء أساس الصيرفة الإسلامية لبنة لبنة.
إذن هل بدأت هونج كونج في اللحاق بالركب في وقت متأخر جداً؟ وكيف تستطيع أن تنافس في هذا المجال؟
في سبيل جذب الأموال الإسلامية، تعول سلطات هونج كونج على سمعة هذه المقاطعة باعتبارها واحداً من أكثر الاقتصاديات تحرراً في العالم، وعلى نظامها المصرفي الغربي، ، وسيولة السوق، والأهم من ذلك على مكانتها الخاصة باعتبارها المركز المالي الرئيسي في الصين.
إن مناورة الصين يمكن أن تجعل هونج كونج جذابة للمستثمرين المسلمين. ويأتي دفع هونج كونج بهذا الاتجاه في وقت يتزايد خروج الشركات العربية من مناطق راحتهم عبر الاستثمار في أسواق أقل ألفة لهم. ومع ضعف الدولار الأمريكي، توفر هونج كونج التي ترتبط عملتها بالدولار مقصداً استثمارياً بديلاً ومقدوراً عليه للثروة العربية المرتبطة بالدولار.
وربما كانت هونغ كونغ" جاهزة نفسياً" للبدء بأعمال الصيرفة والتمويل الإسلامية، ولكن على الصعيد العملي، ما زال أمامها طريق طويل قبل أن توجد بيئة يشعر فيها المستثمرون الإسلاميون بالراحة حقاً.
ويترتب على هونج كونج أن تدخل التمويل والصيرفة والأحكام الشرعية الإسلامية في نظامها المصرفي الحالي. وكما فعلت ماليزيا في ثمانينيات القرن الماضي، يتوجب على هونج كونج أن تؤسس أنظمة مصرفية ومحاسبية وضريبية تحكم الاستثمارات الإسلامية.
ولكن إذا كان هناك شيء تجيده هونغ كونغ، فهو قدرتها على استغلال الفرص لجني الأرباح. وقد تكون ماليزيا رائدة في مجال الصيرفة الإسلامية في آسيا اليوم، ولكنها ليست قريبة بأي شكل من اقتصاد الصين الذي ينمو بسرعة.
إن هونج كونج تشبه الجسر الذي يربط بين منطقتين لهما تأثير كبير هما: الصين التي تنمو بسرعة والشرق الأوسط الغني بسبب ثرواته النفطية. وإذا نجحت هونغ كونغ، فقط إذا نجحت، فسوف تصبح أخيراً مركزاً مالياً عالمياً بحق، وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه منذ زمن طويل.

الأكثر قراءة