ثقافة وفنون

«معلمة عود» سعودية .. الموسيقى لا جنس لها وملك لمن يثريها

«معلمة عود» سعودية .. الموسيقى لا جنس لها وملك لمن يثريها

«معلمة عود» سعودية .. الموسيقى لا جنس لها وملك لمن يثريها

غلا الدوسري.. اسم لفتاة سعودية لمع خلال الأيام الماضية بعدما انتشر لها مقاطع فيديوية تعزف على آلة العود، لتتجه لاحقاً إلى تعليم الفتيات العزف على هذه الآلة العربية الأصيلة.
(معلمة العود) كما تحب أن يطلق عليها، تحمل في قلبها شغفاً كبيراً للعود والموسيقى، وتعمل على نشر ثقافة العزف بحسب ما كشفته لـ "الاقتصادية"، وسط احتكار شبه كلي من الرجال لهذه الآلة الموسيقية.

طموح بافتتاح معهد
لقيت غلا تشجيعاً منقطع النظير، فالفتاة التي يتابعها نحو 6 آلاف متابع على تويتر، تحت اسم (معلمة عود)، تطمح لافتتاح معهد موسيقي على مستوى عالمي للتدريب على العود، ليتوج عملا متواصلا على مدار الساعة، يبدأ من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساءً، تدرب فيه الفتيات على شكل مجموعات أو أفراد.
تعلُّق غلا بالعود كان منذ نعومة أظفارها، فهي التي تعشق الموسيقى وتجيد العزف على البيانو، لتنتقل إلى آلة تشبع شغفها، "العود"، ومهارتها باتت تنمو يوما تلو الآخر بفضل دروس الإنترنت والتواصل مع الموسيقيين عبر مواقعهم، حتى اكتسبت أذنا موسيقية وأصبحت مدربة يشار إليها بالبنان، وبحسب حديثها لـ "الاقتصادية" فإنها تعمل على "تأنيث العود"، وكسر فكرة احتكار الرجال لهذه الآلة الموسيقية.

أفضل من الوظيفة
لم تندم غلا على تركها وظيفتها من أجل التفرغ لعشقها الأول "العود"، فالعود لم يخذلها يوماً، ويؤمِّن لها مردوداً مالياً أفضل من وظيفتها التي تركتها.تقول غلا إن المجتمع أصبح أكثر انفتاحاً من ذي قبل، فلم تواجه انتقادات بشأن اهتماماتها الموسيقية، واليوم؛ تسعى لنيل شهادة موسيقية من معهد معتمد، وأن تصل لمستويات احترافية في العزف الموسيقي.

استوديو منزلي
ترفض غلا أن يطلق على "شغفها" الموسيقي "هواية"؛ فمعلمة العود تعلمت المقامات الموسيقية من كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب، كما استفادت من دعم خالها العازف، الذي تصفه بـ"الأستاذ الأول"، بالإضافة إلى الدورات التي تلقتها عبر الإنترنت.
تعرّف غلا عن نفسها في تويتر: "‏‏‏‏‏‏‏معلمة للعود في الرياض (بنات فقط)، عضو في جمعية الثقافة والفنون، لست نصير شمه ولا رياض السنباطي ولا عبدالوهاب، أملك القليل من الموسيقى وسأعطيها لمن تستحقها".. وهو وصف يختصر كثيراً من شخصيتها.
نجحت "معلمة العود" في تحويل جزء من منزلها إلى استوديو موسيقي، تستقبل فيه الفتيات الراغبات في تعلم فنون العزف على آلة العود، وسط دعم كامل من أسرتها.
وحول إقامتها في مدينة الرياض، تكشف غلا الدوسري بأن للعاصمة دورا إيجابيا في تحقيق حلمها، حيث المجتمع أكثر تقبلاً للفكرة، فيما دعت مدربة العود المسؤولين والجهات المختصة إلى اعتماد معاهد متخصصة؛ تساهم في تقبُّل المجتمع وجود العازفة السعودية ضمن فرقة موسيقية.

45 خريجة
في هواية ارتبطت عادة في الأذهان بالرجل، كسرت غلا القواعد كافة، ونجحت في تعليم 45 سيدة، في برنامج تعليمي مرن وثري، يمكن للمتدربات فيه من اختيار أوقات التعلم، فيما لا يزال كثير من السيدات يتلقين تدريبهن حتى الآن.
المتدربات كُن من الأعمار كافة، استطعن خلال ساعات تدريبية قليلة أن يحصلن على دورة تدريبية للمبتدئين، وهي عبارة عن تمارين مكثفة تعتمد على مهارة الفرد ومدى سرعة تعلمه، فيما كشفت غلا أنها تعمل على توفير عود لمن لم تستطع توفيره للتدرب والتعلم.
العازفات يتعلمن خلال الدورة على جميع المقامات الموسيقية الأساسية، كما يتعلمن على أمثلة من الأغاني على هذه المقامات، بالإضافة إلى تمارين مكثفة للريشة واليد اليسرى، وتمارين أخرى للأذن الموسيقية، ويتعرفن على جميع الأساسيات التي تحتاج إليها عازفة العود لتصبح عازفة محترفة، فيما وصفت خلال حديثها لـ "الاقتصادية" بأن العازفات كُن مبدعات.
«ربع تون»
أطلقت غلا علامة "ربع تون"، وهي علامة خاصة بعملها، تسهم من خلالها في تعليم ونشر ثقافة الموسيقى، وأطلقت لها حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قالت لـ "الاقتصادية" إن طموحها هو نشر الثقافة لا أكثر.
حينما سألناها حول مشاركتها في حفلات موسيقية، أجابت غلا بكلمة اختصرت كثيرا، حين قالت إنها "معلمة وليست فنانة".
استطاعت معلمة العود أن تتجاوز مرحلة تعليم العزف على تلك الآلة الكُمثرية، بل حتى مساعدة المبتدئين على اختيار العود المناسب، وتحاول أن تبث حبها للموسيقى، وتنشر ثقافة الموسيقى الطربية والعزف على العود بين الفتيات السعوديات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون