شركات أمريكية تتوجه لتأسيس صناديق إسلامية باسم "رأس المال الجريء"
أظهرت بعض شركات الاستثمار الأمريكية توجهاً جديداً يتمثل في استهداف مجموعة واسعة من أصحاب المشاريع الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط الذين يعانون من شح تمويل مشاريعهم، وذلك عن طريق تأسيس صناديق باسم "رأس المال الجريء".
ويهدف مؤسسو الصناديق إضافة إلى الربح المادي ـ إلى محاربة الفقر في تلك الدول، وتوفير وظائف للعاطلين عن العمل في الدول المستهدفة.
وتهدف شركة نور Nur الاستشارية التي تتخذ من "شيكاغو" مقراً لها إلى خدمة قطاع المشاريع الصغيرة عن طريق تأسيس "صناديق خيرية ذات رأسمال جريء"، وتوجيه الاستثمار مبدئياً للشركات القائمة والتي سيتم تأسيسها في باكستان ومصر.
وقال كافيلاش تشاوالا، الذي يعمل مديراً في الشركة المذكورة لـخدمة داو جونز الإخبارية، "لقد جعلت الاحتياطيات النفطية الهائلة لبعض الدول الإسلامية خاصة الخليجية منها تنعم بثراء واسع، كما أن الكثير من المسلمين في العالم الذين يبلغ عددهم 1.5 مليار شخص ما زالوا يرزحون تحت نير الفقر بسبب افتقارهم إلى الأموال التي تمكنهم من مساعدة أنفسهم".
ولم تكن ثقافة شركات رأس المال الجريء منتشرة في المجتمعات الإسلامية في الماضي بسبب تدني روح المبادرة إلى تأسيس تلك المشاريع، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب أن القلة القليلة من قادة الأعمال المنتظرين لجأوا إلى شبكاتهم الاجتماعية من أجل الحصول على الأموال.
وقد بدأ هذان التوجهان بالتغير الآن، ذلك أن تأكيد الإسلام على المساواة الاجتماعية يقتضي أن يسهم المسلمون في أعمال الخير ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، كما أن الكثير من الأغنياء غير المسلمين حريصون على تقديم الدعم الاجتماعي المسؤول للمجتمعات الفقيرة.
وقال تشاوالا:" إن الطريقة الوحيدة التي تمكننا من محاربة الفقر بفعالية تكون عبر إيجاد الوظائف والربح في نهاية اليوم، ويجب أن يكون ذلك مستداماً ومدراً للربح وإلا لن يحالفه النجاح. وفي اعتقادي أن السواد الأعظم من الناس يرغبون في المساعدة، ويريدون فعل الخيرات، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة معقولة ومستدامة، وبالنسبة للصندوق الذي يعتبر الأول من نوعه، فستكون له حصص في الشركات الصغيرة القائمة أو التي يتم التخطيط لتأسيسها شريطة أن يكون للقائمين عليها سجل ساطع على صعيد تأسيس المشاريع".
وأضاف تشاوالا:" إنها صناديق برأسمال مغامر صغير، وفي الوقت نفسه تضع لنفسها استراتيجية خروج من المشروع الاستثماري في حالة نجاح أصحاب المشاريع، بشرائهم وبشكل تدريجي حصصا معينة في هذه الصناديق، الأمر الذي يمكن هذه الصناديق من الاستثمار في شركات أخرى".
وحيث إن هذه الصناديق مهيكلة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، فإنه يمكن هيكلة هذه العملية كشراكة متناقصة، وستتقدم شركة نور بطلب للحصول على موافقة رسمية على الصندوق باعتباره متمشياً مع أحكام الشريعة الإسلامية بعد أن يتم الانتهاء من جميع التفاصيل".
وتعكف شركة نور الاستشارية في الوقت الراهن على دراسة المكان الأفضل لتأسيس الصندوق فيه كهدف أولي، ذلك أن قيود البنية التحتية وأهمية الشبكات الاجتماعية تعني أن الاستثمارات ستستهدف مجتمعات معينة لا أن تكون منتشرة على نطاق واسع.
وقال تشاوالا:" إننا نأمل، بعد أن يكون لدينا نموذج قائم وعامل وبعد أن نصيب بعض النجاح مع بعض المجتمعات المحددة في باكستان، في التوسع إلى مختلف المجتمعات، ومن ثم القيام بجمع بعض الأموال من بعض الأفراد الأثرياء في بلدان مجلس التعاون الخليجي".
يذكر أن فكرة هذا الصندوق ولدت من ملاحظات تكونت لدى الشركة عندما قامت في أمريكا بجمع الأموال لمساعدة ضحايا الزلزال الذي ضرب كشمير في تشرين الثاني (أكتوبر) من عام 2005.