المعلم ومعوقات التعليم

المعلم ومعوقات التعليم

يعتقد البعض أن المعلم ينعم بالراحة في عمله, من خلال أنه يستهلك وقتا أقل في العمل، وينعم بالراحتين النفسية والمادية، غير الإجازات السنوية التي تكون أكثر من غيرهم من موظفي الدولة.
ولكن الواقع غير ذلك تماما، فعندما ننظر إلى حال المعلمين في وقتنا الحاضر نجد أنهم يعانون الكثير في عملهم، وإن كان المعلمون في الماضي قد وجدوا راحة (إن صحت هذه المقولة) فإن الحاضر يختلف, وهناك متغيرات طرأت على التعليم أثّرت في المعلم وفي عمله.
كما هو معلوم أن الموظف متى ما تهيأت له سبل الراحة, وشعر بها في مكان عمله فإنه سينتج ويؤدي عمله بالشكل المطلوب.
ومع أن المعلم يحمل أمانة عظيمة على عاتقه كما يعلم الجميع, إلا أن هناك صعوبات وعوائق تظهر في طريقه، قد تعوقه عن أداء تلك الأمانة بالشكل المطلوب.
ومن هذه العوائق:
المستوى الوظيفي المستحق
يعاني بعض المعلمين في الوقت الحالي عدم تعيينهم على المستوى الذي يستحقونه, وينتظرون سنة تلو الأخرى لعل وعسى أن (تتعدل) مستوياتهم .. يسمعون عن (تحسين) المستويات وبعضهم ينسى أن هذا التحسين إنما هو تعديل مستحق لهم, وليس تحسينا.
بينما يرون أغلب الموظفين الذين يمتهنون مهنة غير التعليم يحصلون على المستويات التي يستحقونها بل إن بعضهم يحصل على مكافأة.
 
نصاب المعلم
لا أعلم عن السبب الذي يجعل نصاب المعلم 24 حصة في الوقت الحالي, ففي السابق لم تكن هناك أعداد كبيرة من الطلاب مثل هذا الوقت، إذ يوجد في بعض المدارس أكثر من 40 طالباً في الفصل الواحد, أضف إلى ذلك استحداث برنامج للإشراف المتنوع كما هو الآن والذي زاد من أعباء المعلم حتى أنه أصبح معلما ومشرفا على زملائه المعلمين في حصصهم في آن واحد!
وبدلا من تقليل النصاب .. يزداد مع حصص الإشراف المتنوع؟؟
 
اللائحة السلوكية للطلاب
يوجد بعض النقاط في تلك اللائحة قد يتسبب في ضياع هيبة المعلم ومنها: أن الطالب إذا اعتدى على المعلم بتلفظ أو غيره فإنه يتم فصله من المدرسة لمدة أسبوع, وبدل أن يتم نقله إلى مدرسة أخرى  فإنه يعود إلى نفس مدرسته وفصله ...ومعلمه!
وعندما ننظر إلى السابق نجد أن الطالب إذا اعتدى على المعلم يتم تطبيق عليه أقصى العقوبات عليه بالفصل أو النقل إلى مدرسة أخرى لكي ترتدع بقيّة الطلاب, ولكي تحفظ هيبة المعلم!. الذي لو أخطأ على الطالب بضرب أو غيره  ربما كلّفه ذلك خسارة وظيفته أو النقل.
وهناك عوائق أخرى لا يتسع المجال لذكرها, ولكنني أحببت أن أوجه رسالة إلى (المجتمع) لكي يعرف ما يعانيه بعض المعلمين من صعوبات تعوقهم عن أداء رسالتهم السامية في ميدان التربية والتعليم.

كلمة أخيرة لأخي المعلم
تذكّر دائماً أنك تحمل أمانة عظيمة ورسالة نبيلة فعملك يعد من أشرف الأعمال وأجلها, ومتى ما أخلصت النية لله ـ سبحانه وتعالى ـ وكانت عندك رغبة صادقة وعزيمة راسخة وإيمان بأهمية مهنة الأنبياء والمرسلين لتوصيل خلاصة عملك بأسلوب تعليمي حديث، وطريقة تربوية بناءة، فإنها ستسهل عليك تلك الصعوبات وستتحمل المشاق ـ بإذن الله تعالى.
 

- معلم

الأكثر قراءة