ربط 14 جهة حكومية كمرحلة أولى لمشروع شبكة التعاملات الإلكترونية

كشف الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجعفري، محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن مبادرات ومشاريع طموحة لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية في عام 2008 ومنها استكمال شبكة التعاملات الإلكترونية الحكومية بربط المجموعة الثانية من الجهات الحكومية بالشبكة التي تضم 14 جهة حكومية حالياً بنهاية 2007.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

كشف الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجعفري، محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن مبادرات ومشاريع طموحة لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية في عام 2008 ومنها استكمال شبكة التعاملات الإلكترونية الحكومية بربط المجموعة الثانية من الجهات الحكومية بالشبكة التي تضم 14 جهة حكومية حالياً.
وأضاف المحافظ في حوار خاص لـ "الاقتصادية" أن البرنامج يخطط لإطلاق عدد من المبادرات ذات العلاقة بمساندة التغيير في الجهات الحكومية من خلال برامج متخصصة لرفع المهارات الاختصاصية بإدارة مشاريع الخدمات الإلكترونية الحكومية، ونشر المعرفة التقنية والثقافة المعلوماتية على المستويين الاحترافي والأساسي وذلك لتمكين الجهات الحكومية من تطبيق مفاهيم التعاملات الإلكترونية الحكومية.
وأوضح د. الجعفري أنهم ينظرون من واقع أهمية المجتمع كمستفيد رئيس من البرنامج أن لكل مواطن ومقيم دورا بارزا في البرنامج بل يعتبر عضوا فيه ويسهم في إنجاحه حيث إنه هو المستهدف في المقام الأول من مجمل مخرجات البرنامج، لتسهيل تعاملاته مع الجهات الحكومية.

ما مفهوم الحكومة الإلكترونية؟ وهل "التعاملات الإلكترونية الحكومية" هي البديل لهذا المفهوم؟
دعني أولا أشيد بالدور القيادي المتميز الذي قام به من سبقوني في هذه الهيئة وهما وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن أحمد مــلا، و الدكتور محمد بن إبراهيم السويل. اللذان وضعا البناء والركيزة الأساسية للهيئة، وأود أن أصحح التعريف الذي أشرت إليه، فنحن في المملكة نستخدم تعريف "التعاملات الإلكترونية الحكومية"، عوضاً عن "الحكومة الإلكترونية"، فقد رؤي أن هذا الأخير ليس دقيقاً من الناحية اللغوية، والمقصود بهذا المفهوم هو التحول من الخط التقليدي، للحصول على الخدمات الحكومية إلى نمط حديث ومتطور يستفيد من تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة في تقديم الخدمات الحكومية والحصول عليها بأيسر الطرق إلكترونيا وبالدقة المطلوبة وبوسائل مدعمة بالحلول المتكاملة في نظم أمن المعلومات، وكما هي الحال في الخدمات البنكية المتطورة، حيث يمكن للفرد أو المؤسسة أو الوزارة أو الشركة أو الدائرة وكل من يطلب خدمة من الخدمات الحكومية أن يحصل عليها بيسر وسهولة دون العناء في مراجعة الدائرة الحكومية، من خلال مواقع على شبكة التعاملات الإلكترونية، فعلى سبيل المثال، أصبح بإمكان الطلاب التسجيل في الجامعات أو بعضها من خلال مواقع على شبكة الإنترنت وهم في بيوتهم، وهناك مؤسسات تجارية وصناعية تجدد إقامات الموظفين لوافديهم من مكاتبها دون مراجعة الدائرة المختصة في وزارة الداخلية، وبرامج يسّر هو البرنامج الذي أنيط به مهمة القيام بتطوير البنية التحتية ومساعدة الجهات الحكومية في التحول من النمط القديم إلى النمط الجديد في تقديم خدماتها، والهدف هو راحة المواطن والمقيم وتطوير خدمات الحكومة.

أولويات القيادة الرشيدة

لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية لجنة توجيهية برئاستكم، نأمل في توضيح الدور الرئيسي الذي تقوم به هذه اللجنة؟
استنادا إلى التوجيه السامي الكريم الذي جعل من أولويات القيادة الرشيدة إعادة النظر في إمكانيات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ورفع جاهزيته وقدراته لاستيعاب النقلة النوعية التي تعيشها وتخطط لتبنيها المملكة في المستقبل، وما تحتمه من نقلة لمسايرة الركب العالمي في مجال الاتصالات وتقنية والمعلومات. توجت هذه الجهود بصدور الأوامر السامية الكريمة بوضع خطة تقديم الخدمات والمعاملات الحكومية إلكترونياً، واعتماد ثلاثة مليارات ريال لتنفيذها خلال السنوات الخمس الأولى بدءا من العام 1426هـ (2005م)، قامت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بإنشاء برنامج للتعاملات الإلكترونية الحكومية أطلق عليه اسم "يـسِّــر"، وتم تشكيل لجنة إشرافية عليا له بمشاركة كل من وزير المالية ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات ومحافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ويهدف البرنامج إلى تيسير تنفيذ توجه الدولة للتحول إلى تقديم الأعمال والخدمات الحكومية بشكل إلكتروني مبسط في متناول جميع فئات المجتمع، وبالنسبة للجنة التوجيهية والتي تتكون عضويتها من ممثلين من وزارة الاتصالات و تقنية المعلومات ووزارة المالية و هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. فتتمحور مهامها حول العمل بالقرارات الإستراتيجية الصادرة عن اللجنة الإشرافية العليا، كما تقوم اللجنة التوجيهية بإعداد البرامج الإستراتيجية اللازمة لتنفيذ هذه القرارات و الرفع بالمواضيع والتوصيات اللازمة إلى اللجنة الإشرافية العليا لإقرارها. وكذلك الإشراف المباشر على إستراتيجيات إدارة البرنامج وخطط العمل ومتابعة التنفيذ.

أهم إنجازات البرنامج

ما أهم منجزات برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسّر" في العام 2007م؟
بدأ برنامج التعاملات الإلكترونية ــ بحمد الله وتوفيقه ــ في الموعد المخطط له، وقد أنجز خطوات كبيرة نحو تحقيق العديد من الأهداف الوطنية الاستراتيجية التي تنطلق من دور البرنامج كممكن ومحفز وداعم للجهات الحكومية لتطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية وتقديم الخدمات إلكترونيا، ومن أبرز منجزات العام الماضي:
ـ إطلاق المرحلة الأولى للبوابة الوطنية للتعاملات الإلكترونية الحكومية www.saudi.gov.sa وهي موقع إلكتروني موحد على شبكة الإنترنت يهدف إلى تيسير تعامل المستفيدين من مواطنين ومقيمين وقطاع أعمال مع القطاعات الحكومية.
ـ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع قناة التكامل الحكومية حيث يهدف هذا المشروع إلى توفير البنية التحتية المشتركة لتمكين تقديم الخدمات الحكومية وتبادل البيانات إلكترونيا والقيام بعمليات التكامل اللازمة لقواعد بيانات الجهات الحكومية لتمكينها من تبسيط إجراءات خدماتها وتقليل متطلباتها وتقديمها إلكترونياً.
ـ الانتهاء من الإصدار الأول لمواصفات الإطار العام لتطبيقات التعاملات الإلكترونية الحكومية (يفي - 1) وهو عبارة عن إطار موحد ذي مواصفات فنية مشتركة يقوم بتعريف البيانات المشتركة بين الجهات الحكومية لتسهيل التكامل والترابط الإلكتروني بين الجهات الحكومية المختلفة.
ـ تم تجهيز وتشغيل مركز بيانات التعاملات الإلكترونية الحكومية لاستضافة الحلول المعلوماتية التي تخدم جميع القطاعات الحكومية مثل منظومة البوابة الوطنية، ومنظومة قناة التكامل الحكومية، وغيرها من متطلبات المنظومات المستقبلية.
ـ تدشين شبكة التعاملات الإلكترونية الحكومية لتعمل حلقة وصل بين مراكز الحاسب الآلي في الجهات الحكومية حيث تم ربط 14 جهة حكومية كمرحلة أولى من مشروع شبكة التعاملات الإلكترونية الحكومية.
ـ إعداد المواصفات المشتركة للأنظمة النمطية الحكومية والتي تعنى بتخطيط الموارد الحكومية Government Resources Planning GRP ويشمل ذلك المواصفات لعشرة أنظمة في هذا الجانب منها أنظمة شؤون الموظفين، والمالية، والرواتب، والمشتريات.
ـ إعداد ونشر ما يقارب عشرة أدلة استرشادية كمشروع شمل أفضل التجارب والممارسات العالمية في تقنية المعلومات حيث تم تطبيق أقل التجارب التي تستهدف مساندة إدارات الحاسب الآلي لتطبيق مفاهيم التعاملات الإلكترونية الحكومية.
ـ الوصول إلى مراحل متقدمة في تنفيذ مشروع تجهيز المركز الوطني للتصديق الرقمي وهو عبارة عن منظومة أمنية متكاملة تعتمد على أفضل المواصفات الفنية والأمنية وتهدف إلى الحفاظ على سرية وأمن المعلومات والتثبت من هوية المتعاملين إلكترونيا مع إمكانية إجراء التوقيعات إلكترونيا عليها، وسوف يستخدم هذا المركز في إدارة البنية التحتية للمفاتيح العامة في المملكة Public Key Infrastructure .

طموحنا لا حدود له

ما أهم المشاريع و المبادرات التي ستنفذ في عام 2008؟
طموحنا لا حدود له في ظل دعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومساندة عضده الأيمن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ـ حفظهما الله ـ، وسيحفل عام 2008 بالعديد من المشاريع والمبادرات ومن أهمها:
ـ تشغيل قناة التكامل الحكومية، ومـن المتوقع أن يبدأ تشغيل المرحـلة الأولى منها خلال عام 2008م.
ـ استمرار تقديم الدعم للمجموعة الثانية من مشاريع الخدمات الإلكترونية الحكومية لدى جميع الجهات الحكومية.
ـ استكمال شبكة التعاملات الإلكترونية الحكومية بربط المجموعة الثانية من الجهات الحكومية بالشبكة.
ـ كما يخطط البرنامج لإطلاق عدد من المبادرات ذات العلاقة بمساندة التغيير في الجهات الحكومية من خلال برامج متخصصة لرفع المهارات الاختصاصية بإدارة مشاريع الخدمات الإلكترونية الحكومية، ونشر المعرفة التقنية والثقافة المعلوماتية على المستويين الاحترافي والأساسي وذلك لتمكين الجهات الحكومية من تطبيق مفاهيم التعاملات الإلكترونية الحكومية.
ـ الاستمرار في دعم تمويل المجموعة الثانية من مشاريع الخدمات الإلكترونية في عدد من الجهات الحكومية من الميزانية الوطنية للتعاملات الإلكترونية الحكومية والتي خصصتها وزارة المالية لدعم مشاريع الخدمات الإلكترونية الحكومية للخطة الخمسية الأولى للتعاملات الإلكترونية الحكومية في المملكة. حيث يقوم البرنامج حاليا بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية الأخرى لدعمها من خلال استخدام البنية التحتية ليسر وتوفير عدد من الأدلة الاسترشادية لمساعدتها في تنفيذ عدد من الخدمات الإلكترونية خلال عامي 2008 و 2009 إن شاء الله.

التطبيق الشامل للبرنامج

ما دور برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسّر" لتهيئة المستفيد من الخدمات الإلكترونية الحكومية؟
لكل مواطن ومقيم دور بارز في البرنامج بل يعتبر عضوا فيه ويسهم في إنجاحه حيث إنه هو المستهدف في المقام الأول من مجمل مخرجات البرنامج، لتسهيل تعاملاته مع الجهات الحكومية.
ولنشر الثقافة المعلوماتية بين فئات المجتمع السعودي وزيادة استخداماتهم في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية، فقد أصدر البرنامج العديد من الكتيبات والمنشورات والأدلة الاسترشادية التي هدفت إلى رفع مستوى الوعي والاستيعاب لمتطلبات التعامل الإلكترونية، وصولاً إلى بدء التطبيق الشامل واستخدام الخدمات الإلكترونية الحكومية مستقبلا، ويتم نشر ما يصدر من مطبوعات عن البرنامج بشكل دوري على موقع البرنامج على شبكة الإنترنت (yesser.gov.sa).
وقد شرف البرنامج برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين ــ أيده الله ــ عند عقد المؤتمر الوطني الأول للتعاملات الإلكترونية الحكومية في مطلع عام 2007 م، حيث تخلل المؤتمر عدد من ورش العمل والمشاركة في عدد من المعارض والأنشطة الإعلامية الأخرى. كما سيستمر البرنامج بالتواصل مع المستفيدين من خلال نشرات إلكترونية ورسائل على البريد الإلكتروني لتوعية المواطنين بأنشطة البرنامج والخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية إلكترونيا. مواصلا جهوده بالعمل على دعم الجهات الحكومية المقدمة للخدمات إلكترونيا عبر حملات إعلامية وتسويقية يخطط لتنفيذها لتوعية المواطنين والمقيمين بتلك الخدمات وكيفية استخدامها عند إطلاق كل خدمة.
وأود أن أشير إلى الدور المهم لوسائل الإعلام ومساهمتها الفعالة في نشر الوعي وثقافة التغيير وتبني المفاهيم والتقنيات الحديثة، الدور الذي يُعول عليه كثيراً في مساعدة الجهات المنفذة للتعاملات الإلكترونية لرفع مستوى الاستخدام عبر القنوات الإلكترونية.
ولسمو الهدف، فإننا نتطلع إلى مشاركة وطنية من قبل وسائل الإعلام المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) وحشدها الطاقات المتخصصة من كتاب ومتخصصين وتكثيف الجهود للمساهمة بدور ملموس في رفع مستوى الوعي على جميع المستويات، والتركيز على إبراز الخدمات المتوافرة حالياً التي تقدمها الجهات الحكومية عبر البوابة الوطنية للتعاملات الإلكترونية، وإلقاء الضوء عليها لإطلاع المواطنين والمقيمين عليها وحثهم على التعامل معها لترسيخ مفهوم ثقافة المعلوماتية وتقنية المعلومات وبالتالي التحول إلى المجتمع الرقمي.