" الصقيع" يدمر 1200 بيت محمي في القصيم ويلحق بالنخيل في حائل
دخلت أزمة المزارعين مع الصقيع منعطفا جديدا أمس، بعد أن أبلغ مزارعو نخيل عن تضررهم من الموجة، وكان هذا الاحتمال الأبعد على اعتبار أنها لا تتأثر عادة بذلك، في حين سجلت عدد من المناطق تدمير محاصيل البيوت المحمية خاصة في القصيم التي سجل فيها تدمير 1200 بيت محمي وحائل والجوف وتبوك.
في هذا الشأن تخوف معنيون بالقطاع الزراعي من تأثير هذه التطورات في الأسعار خلال الفترة المقبلة ما لم تتدخل الجهات الحكومية لمساعدة المزارعين على تحمل التكاليف وإعادة الزراعة مرة أخرى لتغطية أي طلب داخلي على الخضار والفاكهة.
ففي حائل باشرت أربعة أفرع لوزارة الزراعة العمل على رصد الأضرار ميدانيا من خلال فروع حائل، الخطة، بقعاء، والشنان، في الوقت الذي قالت مصادر قريبة من المزارعين إن بلاغات عن تضرر النخيل وصلت إلى فروع الوزارة وأنها بصدد التعامل معها.
وفي القصيم ونتيجة للصقيع فقد تأثرت المزارع بدرجة كبيرة خاصة مزارع البيوت المحمية والمكشوفة بدرجة كبيرة جداً مما تسبب في قلة إمداد السوق بالمنتجات الزراعية وبالتالي ارتفاع الأسعار إلى درجة الضعف تقريبا.
وقلصت الأضرار التي لحقت بأكثر من 20 مزرعة للبيوت المحمية للخضار في منطقة القصيم، المعروض في سوق الخضار المركزية في بريدة لتصل إلى أسعار قياسية مع بداية هذا الأسبوع حيث سجلت بعض الأنواع أكثر من 50 في المائة ارتفاع عن الأسبوع الماضي.
ومنيت أكثر من 20 مزرعة تحتوي على أكثر من 1200 بيت محمي لخضار متنوعة بخسارة كبيرة وصلت إلى أكثر من 7 ملايين ريال أثرت بشكل كبير في أسواق الخضار في السعودية بشكل عام والتي تعتبر منطقة القصيم من المصادر المهمة لكثير من الخضار. وبين عبد الكريم الصمعاني أحد المتضررين أنه يملك أكثر من 150 بيتا محميا زرع أنواع مختلفة من الخضار إلا أن موجة البرد والصقيع التي شهدتها المنطقة في الأسبوع الماضي أهلكت جميع البيوت المحمية لديه ومني بخسارة كبيرة تصل إلى أكثر من مليون ونصف وأشار الصمعاني إلى أنه لا يوجد أي حلول لإنقاذ المزرعة خصوصا وأن الأضرار تصل إلى 100 في المائة.
وأشار الصمعاني إلى أنه خلال جولته في اليومين الماضيين في عدد من مزارع البيوت المحمية وشاهد حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمزارعين مبينا أن السوق ستشهد ارتفاعا كبيرا يصل إلى أكثر من 130 في المائة خلال الشهر الحالي بعد أن تقلص المعروض بنسبة كبيرة.
وأشار إلى أن أسرع الخضار في الزراعة هي الكوسة حيث تنتج بعد 40 يوما من زراعتها والخيار أما الطماطم فإنه يلزمه وقتا طويلا يصل إلى أشهر لأنها تحتاج إلى شتل من موقع إلى آخر مما يعني أن الأسواق ستنتظر الزراعة الجديدة لأكثر من شهر ونصف.
من جانبه، بين خالد المشيطي مسؤول التسويق بمؤسسة المشيطي للتسويق الزراعي إنه لديه في المؤسسة أكثر من 46 مزرعة جميعها قل إنتاجها بنسب متفاوتة بين 70 و100 في المائة وأشار المشيطي إلى أن الإنتاج القليل الموجود في السوق الآن هو لبعض البيوت الزجاجية التي كانت الأضرار بشكل أقل أما البيوت المحمية خلال الأسبوع الماضي لم يتم عرض خضار من إنتاجها.
وبين المشيطي أن بعض عملائهم تم تصفية حساباتهم ليتم الزراعة من جديد فيما البعض الآخر لا يستطيع الزراعة بعد خسارة رأس المال وهو بانتظار لجان التعويض.
من جهته، أشار المهندس عبد المحسن بن فهد المزيني رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية في منطقة القصيم أن الأضرار التي لحقت بالمزارعين من أثر الصقيع وموجة البرد إلى الأخيرة هي محط اهتمام اللجنة مشيرا إلى أنه تم رفع خطاب إلى مديرية الزراعة في القصيم في هذا الخصوص ليتم النظر في الخسائر التي تعرض لها عدد من المزارعين.