البنوك الأوروبية تجاهد للخروج من أزمة الرهن العقاري
قال بنك يو بي إس أكبر ضحايا أزمة الرهن العقاري الأمريكية في أوروبا إنه سيقلص حجم أنشطته في مجال العمليات المصرفية الاستثمارية ويخفض عدد العاملين ويقلل استثماراته في المجالات مرتفعة المخاطر بدرجة كبيرة.
وقال مارسيل رونر الرئيس التنفيذي للبنك السويسري في مذكرة للعاملين إن البنك سيفصل أصوله في مجال الأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية في محفظة خاصة تنشأ لتصفية المراكز في إطار إعادة هيكلة وحدة العمليات المصرفية الاستثمارية المتعثرة.
وقال رونر إن البنك سيخفض عدد العاملين في مجال التوريق العقاري إلى النصف. وتأتي هذه الخطوات في أعقاب جهود ضخمة لإعادة هيكلة الأنشطة المصرفية والاستغناء عن آلاف العاملين بين البنوك الكبرى في الصناعة المصرفية الاستثمارية بما في ذلك "سيتي جروب" و"ميريل لينش".
وتكبد يو بي إس نفقات خاصة قيمتها 14.5 مليار دولار بسبب خسائر استثماراته في الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة وفي الشهر الماضي أعلن زيادة رأسماله بقيمة 13 مليار فرنك سويسري (11.82 مليار دولار) من خلال إصدار أسهم لصندوق حكومي في سنغافورة ومستثمر من الشرق الأوسط.
وأدت خسائر البنك الضخمة إلى مطالب بأن يتخلص من وحدة العمليات الاستثمارية ويركز على أنشطة إدارة الثروات الناجحة. وقال رونر أيضا في المذكرة، إن البنك يريد خفض تركيز المخاطر في قوائمه المالية وتبسيط العمل بوحدته الائتمانية.
من جهة أخرى، انتعش الدولار مقابل الين في التعاملات الآسيوية أمس، بعد أن غيرت الأسهم اليابانية مسارها من الهبوط إلى الصعود مما دفع المستثمرين لتقليص مراهناتهم على أن العملة اليابانية سترتفع بسبب تنامي اتجاه العزوف عن المخاطرة بين المستثمرين.
وانخفض مؤشر نيكي الرئيس للأسهم في طوكيو بنسبة تصل إلى ثلاثة في المائة في أوائل التعامل ليسجل أدنى مستوى منذ عامين اقتداء بالخسائر التي منيت بها الأسهم الأمريكية أمس الأول مع تنامي المخاوف من انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى الكساد.
وانتعشت الأسهم القيادية مما ساعد المستثمرين على العودة للمخاطرة.
وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، إنه ربما تكون هناك حاجة إلى المزيد من التخفيضات لأسعار الفائدة مع تدهور التوقعات للاقتصاد الأمريكي.
وفي شهادة أدلى بها أمام لجنة الميزانية في مجلس النواب يوم الخميس جدد برنانكي توقعاته المتشائمة لقوة الاقتصاد الأمريكي التي عبر عنها الأسبوع الماضي.
وفسر المستثمرون تعليقات برنانكي بأنها إشارة إلى أن البنك المركزي مستعد لإحداث خفض كبير لسعر فائدة الأموال الاتحادية القياسي من مستواه الحالي البالغ 4.25 في المائة في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي أواخر المعاملات الآسيوية سجل الدولار 107.10 ين مرتفعا نحو 0.25 في المائة عن مستواه في أواخر التعاملات في نيويورك الليلة الماضية وذلك بعد انخفاضه في وقت سابق إلى 106.35 ين في التعاملات الإلكترونية على نظام إي بي إس.
وساهم طلب من المستوردين اليابانيين أيضا في بقاء الدولار أعلى من مستوى 105.92 ين الذي انخفض إليه يوم الأربعاء وكان أدنى مستوى منذ عامين ونصف العام.
وارتفع اليورو الأوروبي 0.2 في المائة إلى 156.75 ين بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى منذ أربعة أشهر عند 155.69 ين في وقت سابق من جلسة التعامل.
واستقر اليورو عند 1.4640 دولار ليظل فوق أدنى مستوى له في أسبوعين البالغ 1.4589 دولار الذي سجله في الجلسة السابقة.
وفي السياق ذاته، انخفضت الأسهم الأوروبية في أوائل المعاملات أمس، استمرارا للبداية الهزيلة التي شهدتها في العام الجديدة إذ أثرت المخاوف من الكساد سلبا في أسهم البنوك وشركات النفط رغم أن ما يتردد من أحاديث عن عمليات اندماج واستحواذ دعم أسهم شركات التعدين.
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا أثناء تداولات أمس بنسبة 0.4 في المائة إلى 1369.26 نقطة رغم ارتفاع الأسهم الآسيوية وسط آمال بأن تحمي خطة مالية ينتظر أن يعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش الاقتصاد الأمريكي من الكساد.
وقال ادموند شينج من بي إن بي باريبا اربيتراج في باريس "يبدو أننا دخلنا سوقا نزولية".
وفي قطاع النفط تراجعت أسهم "بي بي" و"رويال داتش شل" بنحو واحد في المائة مع تأرجح أسعار النفط حول مستوى 90 دولارا للبرميل.
وانخفضت أيضا أسهم بنوك باركليز ورويال بنك أوف سكوتلند وسانتاندر وإي إن جي، لكن سهم ريو تينتو بقطاع التعدين ارتفع اثنين في المائة بفعل ما يتردد عن أن شركة بي إتش بي بيليتون تستعد لتحسين عرضها لشراء الشركة.
وأعلن بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أمس أن خسائر سوق الرهن العقاري الأمريكية بلغت 100 مليار دولار حتى الآن.
وأبلغ برنانكي لجنة الميزانية في مجلس النواب "في سوق الرهن العقارية مرتفعة المخاطر أهناك نحو خمسة ملايين رهن عقاري قيمتها الإجمالية تريليون دولار حاليا، 20 في المائة من هذه الرهون العقارية متأخرة السداد. إذا افترضنا أن كل هذه الرهون العقارية تنتهي إلى نزع الملكية وهذه مبالغة, فإن هذا يعطينا حتى الآن 100 مليار دولار.
وأطاحت أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر التي ظهرت في آب (أغسطس) الماضي بعدد كبير من البنوك والشركات المالية في أمريكا وأوربا وآسيا. وأعلنت مجموعة ميرل لينش المصرفية الأمريكية أمس وصول خسائر تشغيلها خلال العام الماضي إلى 6.8 مليار دولار نتيجة التراجع الكبير في مصادر الدخل الثابت وتجارة العملة وتجارة السلع وعمليات شطب القروض خلال النصف الثاني من العام الماضي مقابل أرباح بلغت 1.7 مليار دولار عام 2006.
وكان بنك سيتي جروب قد سجل أول خسائر فصلية له منذ تأسيسه عام 1998 بعدما تضرر من شطب أصول بسبب أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر بقيمة 18.1مليار دولار وديون خطرة أخرى. وكان محللون قد توقعوا أن يصل حجم شطب الأصول إلى 20 مليار دولار.
وبلغ صافي خسائر أكبر مؤسسة مصرفية في الولايات المتحدة 9.83 مليار دولار أي 1.99 دولار للسهم. وحقق البنك صافي أرباح في الفترة المقابلة من العام الماضي بلغ 5.13 مليار دولار أي 1.03 دولار للسهم.
وارتفع مؤشر نيكي الرئيسي للأسهم اليابانية بعد هبوطه في الصباح لينهي جلسة التداول في بورصة طوكيو للأوراق المالية مرتفعا 0.6 في المائة أمس.