"وقع الحوافر" لا يسمع له صوت على شاطئ الراحة!

"وقع الحوافر" لا يسمع له صوت على شاطئ الراحة!

"وقع الحوافر" لا يسمع له صوت على شاطئ الراحة!

يقع الحافر على الحافر أحياناً، ويعذر الشعراء في ذلك، فالحياة واحدة والمعطيات واحدة والمؤثرات "غالباً" واحدة، ولكن ما يثير الاستغراب ويجعل الدهشة تعلو كبالون هواء هو الحافر الذي يقع على الحافر دون أن نسمع "أّنّة" أو يلتفت أحد لمثل هذا الوقوع الحافري! في مسابقة شعر يتابعها الملايين ويرتعد الشعراء فيها وهم يلقون قصائدهم أمام "خمسة" قضاة يفرغون في نهاية الأمر "صك" الشاعرية للشاعر أو يقومون بطلب إثبات وربما شهود ومعرفين على صحة الصورة وجمال الحبك!، كذلك هناك سبب آخر يدفع ببالون الدهشة إلى السماء، وهو أن وقوع الحافر على الحافر في زمنٍ واحد بل في لحظةٍ واحدة إن نحن قسنا أزمان الشعر بالمجايله، فخلف مشعان مثلاً يعتبر من جيل ضيدان بن قضعان ومن زملائه في المرحلة وإن فرقت بينهما سنتان أو ثلاث، خلف الذي أثار هذا الموضوع وأجبرنا على جمع هذه المادة بدءاً من النسخة الأولى وانتهاء بمشاركته هو في الأسبوع الماضي قام بتضمين "فكرة" رائعة كان قد قالها الشاعر ضيدان بن قضعان من قبل، ولأن القصيدة في شاعر المليون تلقى على الأسماع فلا مجال أمام الشاعر ليذكر الأقواس أثناء إلقائه قصيدته، ولكن كان عليه على الأقل "إن كان يعترف بالتضمين" أن يذكر أن هذه الفكرة وبناءها هي للشاعر ضيدان بن قضعان، ولكن خلف لم يقل ذلك، حيث إن ضيدان بن قضعان قد قال "منذ مبطي":
لو كل من سمى "نبيل" يصير مثل اسمه نبيل
سميتها "ليلى" على ليلى.... وانا معشوقها
فيما قال خلف المشعان في "موقعة" الحوافر:
لو كل من اسمه جميل مـن العـرب يطلـع جميـل
كان اكثر اسماء العرب تحمل صفات اصحابها
واللجنة الموقرة لم تنتبه لذلك، ويبدو أن اللجنة لا تعلم شيئاً عن تاريخ الشعراء المعاصرين أو حتى السابقين، ففي العام الماضي مرر الشاعر عبدالرحمن عادل الشمري عليهم الكثير من هذه "الحوافر" و"التضمينات" وأيضا هي جاءت غير مقوّسة، فلم ينتبهوا أن الشاعر الكبير عبد الله بن عبار العنزي قد قالها وبناها قبل ذلك بكثير، يقول ابن عبار في ديوانه"نظم القيفان":
قال الذي ينظم بديعات الأشعار
أبيات شعرٍ صاغها من ضميره
وعبد الرحمن يقول على شاطئ الراحة:
قال الذي ينظم بديعات الألحان
أبيات شعرٍ صاغها من ضميره
ثم في شطرٍ آخر من قصيدةٍ أخرى يقول بن عبّار:
لافارق ما بين حضرٍ وبدوان
ويقول عبدالرحمن الشمري في نفس قصيدته على مسرح "شاطئ الحوافر":
لا فارقٍ ما بين حضرٍ وبدوان

ويقول عبدالله بن عبّار العنزي:
ويلان من ويلان من ساس ويلان
فيقول عبدالرحمن الشمري:
جربان من جربان من ساس جربان
أيضاً يقول بن عبّار:
كانوا وما زالوا للأمجاد عنوان
ويقول الشمري:
كانوا وما زالوا للأمجاد عنوان

هذا التطابق التام بين الشاعرين يحسمه التاريخ فعبدالله بن عبّار العنزي شاعرٌ كبير في سنه وله ديوان يتضمن القصيدتين اللتين وقع فيهما التشابه مع قصيدة عبدالرحمن الشمري التي ألقاها العام الماضي على شاطئ الراحة.
لكن السؤال الدائم هو للجنة شاعر المليون التي خيبت آمالنا كثيراً فيما يخص "الذائقة" وهاهي تخيّب آمالنا مرةً أخرى في حفظها لحقوق الآخرين، عتبنا يكبر حين نوجهه لتركي المريخي الذي نعلم أنه صاحب ذائقة "كلاسيكية" كان من الواجب عليها أن تمتلئ بالنص الأصلي الذي يحمل جماليات شعرية كثيرة رغم كلاسيكيته، لتستطيع الفرز حين تمر النسخة الأخرى لها.

الأكثر قراءة