هل ستتحقق مطالبنا؟!

هل ستتحقق مطالبنا؟!

صحوت فزعة من نومي على صوت الهاتف المحمول، لأجد زميلتي في المدرسة تطلب مني بأن أدخل على موقع الوزارة الإلكتروني، وتبشرني بإضافة 117 مستوصفا ومستشفى جديدا إلى قائمة التأمين الصحي، الذي تطبقه علينا الوزارة منذ تعييننا، ويا لفرحي فمستوصف الحارة القريب ضمنها، فلن أحتاج إلى أن أذهب بعيدا بعد الآن.
في اليوم التالي ذهبت إلى مدرستي القريبة التي تعينت فيها منذ عامين، وبعد فراغي من شرح الدرس لتلميذاتي، وضعت قلم السبورة الذكية وطفقت أراجع بعض الواجبات التي وردت على "الإيميل" من صغيراتي.
يا الله لقد تذكرت فاليوم هو موعد الراتب وأحب أن أشتري بعض الهدايا والجوائز لتلميذاتي الصغيرات بمناسبة قرب انتهاء الفصل الأول وتسليم النتائج التي لا أحتاج معها سوى إلى نقرة من "الماوس" لأحدد مستوى كل تلميذة، الناجحة أو المتأخرة.
ذهبت إلى المديرة أستأذنها لأشتري هذه الجوائز لأقابل بالرفض القاطع من قبلها، معللة بأنه وإن كنت معينة على المستوى الخامس فالجوائز كثيرة في المخزن الخاص لها، وليس هناك حاجة لأن أشتريها فالوزارة ولله الحمد قد وفرت جوائز وهدايا كثيرة، ومنها ما هو إلكتروني حديث. طلبت مني المديرة الذهاب لآخذ ما أريد منها، في هذه الأثناء رسالة تردني التي على الجوال، أفتحها فإذا هي من وزارة التربية والتعليم تقدم فيها التهنئة بمناسبة قرب انتهاء الفصل الدراسي الأول، وتدعو لي بقضاء وقت ممتع أثناء عطلة الربيع، وترشدني إلى بعض البرامج والفعاليات التي تقيمها بالتعاون مع جهات أخرى ويمكن أن نستفيد منها بقضاء أوقات سعيدة.
وبينما أنا في غمرة البحث عن الجوائز الكثيرة والمتنوعة، إذا بيد تشدني إليها، أتدرون ما هي ؟!
إنها الخادمة توقظني، فالساعة الثالثة فجرا، ويجب أن أصحو من أجل الذهاب إلى مدرستي، فلو تأخرت قليلا ذهب "الباص" وتركني، فصديقاتي المعلمات لن يقبلن أن يتأخرن على حسابي، فالهجرة بعيدة وتحتاج إلى ثلاث ساعات حتى نصل.
فهل قدرنا نحن معشر المعلمات أن تستمر حياتنا العملية بهذا الشكل من الخطر وعدم الاستقرار وعدم الأمان الوظيفي، وهل قدرنا أن نعيش في الأحلام وننتظر الواقع الجميل المشرق الذي لن يأتي قريبا وربما لن يأتي، لقد مللنا الوعود وتشبعنا من الانتظار حتى مل الصبر منا، فهل من يد حانية تحنو علينا؟!   

الأكثر قراءة