رسالة "حب"!

رسالة "حب"!

[email protected]

تشكل الفضائيات أداة مؤثرة على ثقافات الأفراد، سلباً أو إيجابا. في كثير من الأحيان ومع تكرار المشاهدة غير المنضبطة تتشكل لدى المشاهد - أيا كان - عدداً من الأفكار السلبية، خصوصاً إذا كان ما يعرض على الفضائيات لا يقتطع منه "المحظور".
يوجد كم كبير من البرامج والمسلسلات والأفلام، تعرض على مدار الساعة، فيها عدد غير قليل من المشاهد والأفكار السلبية، التي لا يظهر تأثيرها إلا على المدى البعيد، وبخاصة عند الأطفال أو من هم دون الـ 18 من العمر، بالتالي هذا التأثير يمتد إلى الأشخاص المحيطين بالطفل مع مرور الزمن، وعندما يكبر سيجد أن غالبية ما تلقاه عبر الإعلام الفضائي مخالف لبيئته وأحيانا لتعاليم لدينه، إذا كانت الأمور متصلة بـ "الجنس المقابل"، والحال ينطبق على الجنسين.
ما نحتاج إليه، ومع هذا الزخم الفضائي، وهو التحكم بـ "المشاهدة"، ولمن بيده الأمر عليه أن يدرس جيدا الأثر القريب ثم "البعيد"، قبل أن يعد ذلك ترفيها أو "تسلية"، أو أن هذه المشاهدة ما هي إلا تمضية الوقت، وهي بالفعل ربما تكون كذلك، لكن الفكرة السلبية التي يتلقاها المشاهد تؤثر بالفعل مع مرور الوقت دون أن يشعر، وقد لا يكون هذا الوقت طويلاً.
آلاف من رسائل "الحب" تأتي من الفضاء، وتدخل إلى البيوت دون إذن، ويتلقاها المتابعون "الكبار" بمزيد من الشغف، فيما يحاول الصغار فهمها، وفي أحيان كثيرة "تقليدها"، ربما للوصول إلى طريقة أفضل لاستيعابها، فتبدأ التصرفات "اللاإرادية" داخل إطار العائلة، أم خارجها، ربما يفضي إلى ما لا تحمد عقباه.
عدد من الفضائيات المشفرة تتيح للمشاهد التحكم فيما يعرض على الشاشة، وتعطيه خصائص لمنع أي برنامج أو فيلم يحتوي على مشاهد "سلبية"، قد تؤثر في المتابعين من العائلة، وهو أسلوب للحماية من الأفكار غير المرغوب فيها، لكن الخطر دائما يتركز على "الفضاء المفتوح"، الذي لا يمكن التحكم فيه. في بعض القنوات الغربية المفتوحة هناك تصنيفات للبرامج، تظهر قبل العرض، تحدد الأعمار التي يمكن لها مشاهدة البرنامج دون قيود.

صحافي من أسرة تحرير "الاقتصادية"

الأكثر قراءة