أطفال يشهقون "الأرجيلة".. آباء يزفرون التخلف!

أطفال يشهقون "الأرجيلة".. آباء يزفرون التخلف!

أطفال يشهقون "الأرجيلة".. آباء يزفرون التخلف!

المشاهدة:
طفل يمسك بأنابيب "الأرجيلة" في يديه، يدخل أحد الأنبوبين في فمه، ويحاول بكل ما أوتي من "استنشاق" أن يدخل دخان الشيشة إلى رئتيه، لكنه يفشل في ذلك بسبب عدم وجود جمر على رأس "الشيشة" كما يسميها البعض، ثم يبدأ النفخ في محاولة أخرى، إلا أن الدخان لا يخرج كما يريد أو كما شاهد العملية عند مراقبته والده! عيناه تتجهان إلى الكاميرا بنظرة المفاجأة، ما يوحي بمعرفته أن هذا خطأ! يهرب من الكاميرا بأسلوب الخائف، وتنتهي اللقطة!

التعليق:
"هكذا وجدنا آباؤنا يفعلون" من اسم المشهد يوحى لنا بأن الطفل يقلد أباه الذي يفعل هذا الأمر، يدخن "المعسل" أمام أطفاله الذين يطلبون "التجريب" شأنهم شأن أي طفل في هذه المرحلة، لا يمكننا أن نلوم الأطفال على حب المعرفة والبحث عن الجديد في مراحل نموهم، هنا يجب أن نقف ونلوم الآباء غير المهتمين بفلذات أكبادهم! (فقط لا يدعو أحدكم على والده، فهو عندما قدم لنا هذا المقطع أبلغنا بتوبته عن الشيشة وملحقاتها، وليت البقية يفعلون ذلك).

اسم الملف هكذا وجدنا آباءنا يفعلون
الصيغة Video/ MPEG-4
الدقة 180 X 155
المدة 10 ثوان
السرعة 180 كيلوبت/ ثانية
الحجم 690 ك.ب
<a href="http://www.hayatannas.com/test/shysha.mp4" target="_blank">لتحميل المقطع أو مشاهدته .</a>

التقليد عند الأطفال
أوضح الدكتور منصور العسكر إخصائي تربوي أن ما يقوم به الأطفال من تقليد للغير أو ما يسمى في علم النفس بـ "التقمص" وهو أن يعمل الصغير مثل الكبير لكي يقنع نفسه أنه رجل كبير، وبالتالي فهو غير مدرك للسلبيات أو الخطأ الذي يقوم به، فالكبير هنا هو المسؤول عما يلقنه من معلومات وسلوكيات لهذا الطفل ما يؤثر بذلك سلبا في تربية الطفل وتنشئته، فالطفل من خلال تصوره عن هذه السلوكيات الخاطئة تعطيه دفعة أنه من خلال ممارستها سيكون رجل وهي تعد من الآثار السلبية عندما يتقمص الطفل شخصية أو سلوكيات والده السيئة.
كما أكد الدكتور خالد الخميس أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود أن أي إنسان سواء كان طفلا أو بالغا فهو يتعلم ما يسمى بنظرية "التعلم بالملاحظة" فالإنسان يكتسب من البيئة سلوكياته من خلال التعلم بالملاحظة، فهذا القانون "التعلم" ينطبق على كل إنسان بمن فيهم الطفل، وبين الخميس أن الطفل بسبب قلة خبرته في الحياة والتعامل معها فهو يميل إلى اكتساب خبرات من خلال محاكاته للآخرين أيا كان هذا السلوك الذي يحكيه فهو لا يعرف أو لا يميز إذا كان هذا السلوك جيدا أو غير جيد، فهو يحاكي والديه في كل ما يحدث في البيت عن طريق والديه من كلام وأفعال مما في ذلك العادات السيئة، فهو من هذا المنطلق لا يفرق بين العادات السيئة وغير السيئة، فهو فقط يحاكي ويطلق عليه "السلوك بالاقتداء" السلوك التقليدي أو ما يسمى "التعلم الاجتماعي" أو "التعلم بالملاحظة" وهو سلوك نموذجي يقوم الطفل بمحاكاته، فهو لا يدرك هذا السلوك الذي يتعلمه، فتلاحظ الطفل عندما يصلي والداه يقوم بتقليدهما وهذا سلوك حميد، بعكس السلوكيات السلبية كما في موضوع التدخين الذي نحن بصدده وهو من السلوكيات السيئة التي يقوم الطفل بمحاكاتها، فالطفل ليس لديه الشعور بالخطأ قبل أن يمارس هذا السلوك، فهو يحاكي والديه، فلا يعاب الطفل إطلاقا من خلال السلوكيات الخاطئة التي يقوم بعملها مثل شرب الدخان أو عادات سيئة فالذي يعاب ويتحمل مسؤولية هذا الخطأ هو أبوه والمجتمع الذي اكتسب من خلالهما هذه السلوكيات سواء المنزل أو المدرسة أو الشارع.

تحرك المجتمع
كما شدد الدكتور العسكر على أن المجتمع مطالب سواء عبر مؤسساته الرسمية وغير الرسمية بتكوين طفل سوي ومتزن في شخصيته سواء من قبل المدارس أو وسائل الإعلام والمساجد، فكل له دوره في التربية، ولعل للأسرة هي المسؤول الأول في تربية الطفل وتكوين سلوكياته، فالأطفال هم لبنة المجتمع وجيل المستقبل، فمتى ما كانت شخصيتهم مهتزة ويمارسون سلوكيات خاطئة وغير محمودة كان هذا تأثيره في المدى البعيد على المجتمع.
كما أكد الدكتور العسكر أنه ينبغي تطبيق قوانين في مجتمعنا تختص بمنع شراء الأطفال للدخان بمختلف أنواعه، ففي الدول الغربية لا يسمحون للأطفال بشراء مواد التدخين بل إنهم مقننون السن التي يسمح فيها بشراء الطفل للدخان وهو سن 18 فما دون، هذه السن يمنع, فمن باب أولى في مجتمعنا أن تتخذ مثل هذه القرارات التي تصب في النهاية لمصلحة أبنائنا ومجتمعنا.

دور الوالدين في التربية
نوه الدكتور العسكر إلى المسؤولية العظيمة التي يحملها الوالدان تجاه أبنائهما وهي الأمانة التي أوكلوا بها في تربية الأبناء، فمتى ما استشعر الآباء بمسؤولية تربية أبنائهم وغرس سلوكيات حميدة فيهم كان لدينا مجتمع قوي وصلب وكان له أثاره الإيجابية حتى في المدارس وينشأ جيل قوي يسهم في الابتكار فلا شك إن الآباء مسؤوليتهم كبيرة وهم مطالبون بأن يكون سلوكهم حميدا أمام أبنائهم ويحاولون غرس السلوك النبيل المستمد من تعاليم الدين وتقاليدنا العريقة في قضية تنشئة هذا الجيل الصلب والقوي.
كما ذكر الدكتور الخميس أن الأب الذي يضرب ابنه كونه اقترف خطأً كاقترابه من الشيشة والأب يمارس مثل هذا السلوك فسيتولد من خلال هذا نوع من التناقض عند الطفل بأن هنالك سلوكا أمامه ويمارسه الآخرون ويأمر هو وحده بأن لا يمارس هذا السلوك فهو لا يشعر بمدى تأثير التدخين الصحي، بينما يتولد بذهنه عندما يرى الآخرين يدخنون بأن هذا شيء آمن كونهم يمارسونه، فهذا هو المنطق عند الطفل, وأضاف الدكتور الخميس أن هنالك سلوكيات يتجنبها الطفل إذا أدرك خطرها كالأشياء الساخنة، فعندما يتعرض لخطرها في المرة الأولى تجده تبرمج تلقائياً على الابتعاد عنها في المرات المقبلة، بينما هنالك سلوكيات لا يدرك خطرها كالشيشة وممارسة التدخين.

الحلول
شدد الدكتور الخميس أنه ينبغي على الأسرة أن تعي وتدرك أن هذا السلوك الذي يقوم به الطفل هو محاكاة لهم، فالذنب ذنبهم وليس ذنب الطفل نفسه.
وأضاف الدكتور الخميس أنه ينبغي ضرورة التوعية والرقابة والتنبيه من الأسرة للطفل وبصفة متكررة للتحذير من هذه السلوكيات السيئة، وحتى يقتنع الطفل بضرر هذه السلوكيات يحتاج إلى تكثيف للتنبيه بمخاطرها وخاصة السلوكيات التي لا يعي مخاطرها كالتدخين فالتي فيها ضرر ويعيه كالأشياء الساخنة وغيرها يتجنبها تلقائيا بنفسه. كما أوضح الدكتور العسكر من جانبه أن على المؤسسات الاجتماعية أن تسهم وتلعب دورا مهما في تكوين أسر سليمة ومن ذلك التأكيد على حضور دورات تأهيلية للشباب المقبلين على الزواج والتي من خلالها يتم تعليمهم أهمية تربية الأبناء وعدم إهمالهم.

إحصائيات
أكدت جمعية مكافحة التدخين في المملكة وفاة 12 ألف سعودي سنويا بسبب التدخين أي بمعدل ألف شخص خلال الشهرو33 خلال اليوم الواحد، مستندا إلى إحصائية المكتب التنفيذي لوزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي الجديدة عن عدد المتوفين في السعودية من جراء التدخين المباشر والتدخين السلبي.

الأكثر قراءة