حقٌ يُرادُ به حَقْ!

حقٌ يُرادُ به حَقْ!

[email protected]

منذ أن كنت طفلا رأيت في الصحافة شيئا مهما في الحياة، لتطور المجتمعات المدنية ورقيها، كنت أعتقد أن الصحافة هي الميزان الحقيقي لترتيب الفوضى التي يخلفها "متجاوزي القيم الأخلاقية"، على أساس أن أي "بني آدم" لا يرى نفسه منهم ولو كان كذلك! كبرت مع هذا التوجه ودخلت دهاليزها، واجتهدت قياسا على فهمي للاجتهاد، ولم أنته من معرفتها التي ترضيني حتى الآن، فذهبت إلى صواب وأصبته، وذهبت إلى صواب آخر وأخطأته، وبين الذهاب والوصول يحصل ما تتوقعه وما لا تتوقعه، فيقع "صح" لم يُقصد وقوعه ولكني أجني ثناءه، كما يقع "خطأ" لم يُقصد وقوعه وأجني سوءه وجزاءه!
مررت بأناس يتصنعون الحب مجاملة لاعتقادهم بتأثير العلاقات العامة على عمل الصحافي، وهو اعتقاد لهم الحق في اعتباره حقا ولي الحق في اعتباره باطلا، ومررت بآخرين يكرهون – فعليا لا تصنعا – لاعتقادهم بوجود النوايا السيئة من خلال "اختيار" ما يُطرح ولا يتناسب مع ما يريدون ولهم الحق في ذلك، كما للآخر الحق كل الحق بـ "تطنيش" مشاعر أناس مثله، رغم أنه بشر يحب أن يحبه الناس، ويكره أن يكرهوه، لكن لا مفر من تحمل ذلك!
مررت كذلك بانتصارات كثيرة من أحبة كثر، وخذلان كثير من أحبة كثر، تفاءلت وتشاءمت وارتفعت معنوياتي وانخفضت وتسامت روحي ونزلت، إلى أن وصلت إلى مرحلة ترى ما يدعوها للبكاء سابقا، صار يدعوها للابتسام والتهكم! وإن رأى أحدٌ عيبا في ذلك، فأنا أراه تصالحا مع نفسي، كذلك كنت وإلى "كذلك" صرت، ومن البداية وحتى الآن - وبإذن الله حتى موتي – لن يثني ما كنت أراه "صحافة" في طفولتي، كتابتي على الجدران في كبري، فما عرفت أن الصوت "ذبذباتً" تتواصل حتى تصل، بل هو عندي اتصال بالآخر أيا كانت الوسيلة! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأكثر قراءة