هل نحن عاطفيون؟!

هل نحن عاطفيون؟!

قرأت أن أصحاب العيون الخضراء يوصفون بقوة الإرادة والعاطفة الجياشة وحب مساعدة الآخرين إلى أقصى حد، وهم أشخاص ذوو شخصية قوية، ولكن أهم ما يميز هؤلاء أنهم عاطفيون للغاية ويحملون كماً هائلاً من الحنان.
فهل عيوننا نحن المعلمين خضراء؟ لينظر أحدكم في المرآة وليتأكد، فكثيراً ما اتهمنا معشر المعلمين والمعلمات بأننا عاطفيون، وتحكمنا عواطفنا في الحكم على جميع أمورنا الحياتية والمدرسية خاصة.
لا أنكر بأن هذه الصفة تشملنا، فنحن في النهاية نعيش في مجتمع سعودي، تحكمنا العواطف وتؤثر فينا المواقف التي تعد عادية في مجتمع غير مجتمعنا، ففي الأفراح تجدنا مفرطين وعند الحزن مبالغين.
ولكن عندما تغرسين حب الوطن في نفوس التلميذات وحب الوالدين وحب الخير للناس، يقال لك إن هذا واجبك، وعندما تبتسمين أختي المعلمة وتظهرين الاهتمام بتلميذاتك ووليات أمورهن، وتشاركينهن أفراحهن المختلفة يقال عنك "صاحبة واجب" أو كما يقال عندنا.
أما حين يتعلق الأمر بتحسين مستواك الذي تستحقينه، وطلب نقلك إلى مكان أقرب لمقر سكنك، وعندما تسوقين الحجج، وتبررين الأسباب، تتهمين بأنك عاطفية، وتغلب عليك العاطفة، وعليك بالصبر وسيحقق الله الأماني.
إنني أقول لهؤلاء المسؤولين إذا كنتم تريدوننا عاطفيين في حقوقنا فمتى سنغلب صوت العقل والحكمة، مللنا الجدال والنقاش حول هذه المستويات والنقل لنتهم في الأخير بأننا عاطفيون، ما نريده هو حقوقنا ولا غيرها، فأنتم تريدوننا أن نحقق ونغرس في طلابنا وطالباتنا ما يريده مننا ديننا الحنيف أولاً، ثم ما ترسلونه لنا من تعاميم ثانياً، ونحن - الغالبية العظمى - مجتهدون لا شك ولن نألوا جهداً في سبيل تحقيق ذلك.
لن أتكلم عن حوادث زميلاتنا المعلمات رحمهن الله، ولن أذكر ببقاء المعلمات على بند محو الأمية لمدة تصل إلى 14 سنة أو أكثر، ولا أدري كيف يتم التعاقد مع معلمين ومعلمات سعوديين للعمل في مدارس سعودية حكومية.
ولكن عليكم أنتم أيضاً أيها المسؤولون أن تغلبوا صوت العقل والحكمة وأن تحاولوا إيجاد حل عاجل لنا، وستجدون إن شاء الله، ولا تكونوا أنتم العاطفيين.

* معلمة

الأكثر قراءة