سوق الأسهم الأمريكي يرتفع مُُراهناً على خفض الفائدة هذا الأسبوع وتوقعات بمزيد من الصعود

سوق الأسهم الأمريكي يرتفع مُُراهناً على خفض الفائدة هذا الأسبوع وتوقعات بمزيد من الصعود

[email protected]

بالرغم من المخاوف المُتعلقة بأزمة الرهن العقاري وهواجس الركود الاقتصادي نجد سوق الأسهم يرتفع مرة ثانية هذا الأسبوع نتيجة تجدد الأمل لدى الجميع بأن يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة مرة أخرى في اجتماعه الذي سيُعقد غداً الثلاثاء، ومثل هذه الآمال كفيلة برفع معنويات المُتداولين لذا نجد من الطبيعي ارتفاع المؤشرات الرئيسية للسوق بقوة وأكثرها ارتفاعاً مؤشر "داو جونز" بنسبة 1.9 في المائة ومؤشري "ناسداك" وS&P 500 بنسبة 1.7 و1.6 في المائة لكل منهما على التوالي.
ظهرت بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية في الأسبوع الماضي وأهمها تلك المؤشرات التي بينت استقرارا في أداء النشاط الصناعي ومنها مؤشر ISM للصناعة، حيث وصلت قيمة المؤشر في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 50.8 بينما كانت في تشرين الأول (أكتوبر) 50.9 وما دامت قراءة المؤشر فوق مستوى 50 فهو أمر يدعو للاطمئنان، ومن أهم البيانات الاقتصادية التي ينتظرها البنك المركزي حتى يُقرر بخصوص خفض الفائدة ظهور تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) حيث وصلت إلى 94 ألف وظيفة جديدة وبقيت نسبة البطالة عند نسبتها المعروفة وهي 4.7 في المائة.
الارتفاع في السوق بدأ يوم الأربعاء الماضي مع ظهور مؤشرات اقتصادية أظهرت أن الإنتاجية ارتفعت بنسبة 6.3 في المائة للربع الثالث، وكذلك ارتفع الطلب على منتجات المصانع بنسبة 0.5 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) ولكن عند استبعاد الطلب على السيارات فإن الطلب ازداد بنسبة 0.6 في المائة، وانخفض مؤشر الخدمات ISM حتى 54.1 نقطة وهو أقل من توقعات المُحللين، وعندما ينخفض النفط حتى 88.28 دولار أي بنسبة 0.5 في المائة فإن هذا كفيل بدعم ارتفاع السوق، كما لا ننسى أن إعلان الرئيس بوش عن وجود خطة لدى حكومته لتلافي آثار أزمة الرهن العقاري ساهم في دعم السوق يوم الخميس.

الأسبوع الحالي
ينتظر المُستثمرون بفارغ الصبر عقد اجتماع البنك المركزي يوم الثلاثاء بعد الظهر حيث من المُتوقع بل يكاد يكون مؤكداً قيام البنك المركزي بإصدار قراره بخفض سعر الفائدة مرةً أخرى قبل نهاية العام الحالي ومثل هذا القرار كفيل برفع معنويات المُستثمرين ومعه مؤشرات السوق، يذهب البعض إلى التأكيد على أن البنك المركزي سيُخفض الفائدة بربع نقطة على الأقل ولكن إن قام بتخفيضها نصف نقطة لتصل الفائدة إلى 4 في المائة فإن هذا كفيل بدفع السوق عالياً. جدير بالذكر أنه تم خفض الفائدة 0.75 في المائة في اجتماعيه السابقين، وأنوه بأنه من فرط التفاؤل يذهب العديد من المُحللين إلى أنه سيتم خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مرتين في شهر كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) المقبل من عام 2008.
كما ستصدر بعض البيانات والمؤشرات الاقتصادية من أهمها تلك المؤشرات ذات العلاقة بالتضخم مثل مؤشر أسعار المُستهلكين CPI ومؤشر أسعار المُنتجين PPI حيث يُتوقع ارتفاعهما 0.6 و1.5 في المائة على التوالي وفي الجدول المرفق الكثير من التفاصيل عن البيانات والمؤشرات التي ستصدر هذا الأسبوع ولكن نُسلط الضوء على تقرير مبيعات التجزئة الذي سيصدر يوم الثلاثاء ويرتفع بنسبة 0.3 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد أن كان 0.2 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتأتي أهمية مثل هذا التقرير في مثل هذه الأوقات نظراً لبدء موسم الأعياد مع حلول عيد الشكر فيما سبق ويتلوه عيد رأس السنة، وفي مثل هذا الوقت تزيد مبيعات الشركات ولكن العبرة في مقارنة الاقتصاديين لمبيعات هذا العام بمبيعات العام الذي قبله ليتعرفوا على مدى تأثر إنفاق المُستهلك بأحوال الاقتصاد الأمريكي ومدى حجم هذا التأثر إن كان سلبياً.

التحليل الفني
بينت في تقرير الأسبوع الماضي والتقرير الذي قبله أن "ناسداك" سيرتفع وأنها مسألة وقت لا أكثر وبينت أن متوسط حركة 50 يوما عند 2718 نقطة هو عقبة قوية ستُعوق صعود السوق قليلاً ولكنه سيتجاوزها بسبب اختراق متوسط حركة عشرة أيام مُتوسط حركة 20 يوما الذي تحدثت عنه في التقرير السابق وحدث في الأسبوع الماضي كما في شكل (1)، وبعد هذا الاختراق فإن الصعود سيستمر وفي أسوأ الأحوال سنرى "ناسداك" يتحرك بين 2625 و2725 نقطة حتى يأتي الوقت الذي يخترق في متوسط حركة 20 يوما لمتوسط حركة 50 يوما ليخلق زخما كبيرا في التداول ويحدث موجة صعود أخرى.
كما أن الوضع على الأجل الطويل يدعم توقعنا بصعود "ناسداك" بعد أن وجد الدعم من متوسط حركة مائتي يوم قبل أسبوعين كما في شكل (2) وكذلك بعد إغلاقه في الأسبوع الماضي فوق متوسط حركة عشرة أسابيع الأسي، ومع قرب إعطاء مؤشر "ماكد" إشارة ارتفاع مع قرب اختراق مؤشر الماكد السريع مؤشر الماكد البطيء، ومن هنا يجب عدم الخوف والارتباك مع أي هبوط يحدث إذ إن النظرة متفائلة، ولكن من المُهم مراقبة وتحليل الوضع الفني للسهم الذي تملكه أو تنوي شرائه.

الأكثر قراءة