خامس أكبر مستهلك للطاقة النووية يوقف أقدم مفاعلاته

خامس أكبر مستهلك للطاقة النووية يوقف أقدم مفاعلاته

قررت كوريا الجنوبية وقف عمليات إمداد الطاقة بشكل دائم لأقدم مفاعل نووي في البلاد، اعتبارا من أمس، طبقا لما ذكرته شبكة "كيه.بي.إس.وورلد" الإذاعية الكورية الجنوبية.
وبحسب "الألمانية"، فقد ذكرت الهيئة الكورية لتوليد الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية أنه كخطوة أولى نحو إغلاق دائم للمفاعل، أوقف المفاعل خط إمداد الطاقة "كوري1-" اعتبارا من السادسة مساء أمس.
وأضافت الهيئة أنه من المتوقع أن تنحفض درجة حرارة المفاعل لتصل إلى 90 درجة في منتصف اليوم، من 300 درجة حاليا وستنخفض بصورة أكبر بشكل تدريجي، والمفاعل النووي (كوري1-)، بالقرب من بوسان، الذي بدأ عمليات تجارية في عام 1978 هو أول وأقدم مفاعل نووي في كوريا الجنوبية.
وبذلك يصبح "كوري1-" المفاعل النووي الأول في البلاد الذي يتوقف عن العمل إلى الأبد، في ضوء خطط للتحول إلى الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة.
وتعد كوريا الجنوبية خامس أكبر مستهلك للطاقة النووية في العالم وإحدى الدول القليلة التي تصدر هذه التكنولوجيا، لكن تأييد الطاقة النووية انحسر بعد فضيحة شهادات مزورة للحصول على قطع غيار عام 2012 وكارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011، بينما تهدف الحكومة الجديدة التي تميل إلى اليسار إلى تسريع خطط الاستغناء عن الفحم والطاقة النووية.
ومن المقرر غلق 11 مفاعلا من بين 25 في كوريا الجنوبية بحلول عام 2030 مع وصولها إلى نهاية عمرها التشغيلي، لكن بعض المفاعلات قد تسعى إلى تجديد رخص تشغيلها.
وأشارت حسابات وبيانات من "مفوضية السلامة والأمان النووي" إلى أن المفاعل "كوري رقم 1"، أقدم مفاعلات كوريا الجنوبية، بدأ العمل في 19 حزيران (يونيو) 1977 بطاقة 587 ميغاواط، وولد كهرباء تكفي لتلبية احتياجات البلاد الحالية كافة نحو 100 يوم.
وقدر مسؤول في وزارة الطاقة أن تفكيك المفاعل «كوري رقم 1» بالكامل سيستغرق 15 عاماً على الأقل، ويكلف نحو 644 بليون وون (571 مليون دولار).
وقال لي تشانج كون الذي عمل مهندسا في المفاعل ويبلغ من العمر 88 عاما: "أشعر بالحزن.. كأنك تطلب مني أن أدفن ابني مع بلوغه سن الـ40".
وإجمالي الطاقة الكهربية المتولدة من محطات الطاقة النووية في كوريا الجنوبية هي 20.5 جيجاوات، وتصدر من 23 مفاعلا، ويمثل هذا 29.5 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربية المتولدة في كوريا الجنوبية، ولكنه يمثل أيضا 45 في المائة من إجمالي استهلاك الكهرباء و8.6 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة، ويحافظ قطاع الطاقة النووية في البلاد على عوامل القدرة والسعة لأكثر من 95 في المائة.
وتعتبر بحوث الطاقة النووية في كوريا الجنوبية نشطة جدا مع المشاريع التي تنطوي على مجموعة متنوعة من المفاعلات المتقدمة، بما في ذلك وحدات المفاعلات الصغيرة، وتحويل المعدن السائل السريع "المفاعل المُحوِل"، وتصميم مولد الهيدروجين عالي الحرارة، كما تم أيضا تطوير إنتاج الوقود وتكنولوجيات معالجة النفايات محليا.
وسعت كوريا الجنوبية خلال السنوات الماضية لتصدير تقنيتها النووية، بهدف تصدير 80 مفاعلا نوويا بحلول عام 2030، واعتبارا من عام 2010، وقعت الشركات الكورية الجنوبية اتفاقيات لبناء مفاعل أبحاث في الأردن، وأربعة مفاعلات في الإمارات العربية، كما يسعون إلى فرص في تركيا وإندونيسيا، والهند والصين وماليزيا.

الأكثر قراءة