دراسة: 47 % من الإعلاميين السعوديين لا يفضلون طرح قضايا المعوقين وتناولها
كشفت دراسة أجرتها أكاديمية سعودية متخصصة في مجال إعلام التربية الخاصة، أن 47 في المائة من الإعلاميين والإعلاميات في السعودية لا يفضلون طرح قضايا الفئات الخاصة وتناولها في الإعلام، بينما انحصرت نسبة الذين لديهم ثقافة عالية عن التربية الخاصة في 38 في المائة، ولا تتجاوز نسبة الإعلاميين الذين دائما ما يبادرون بالبحث لطرح مشكلات الإعاقة 33 في المائة، بينما يرى 17 في المائة من الفئات الخاصة، أن الإعلام دائما يطرح قضاياهم بشكل مناسب وهذه نسبة متدنية جدا.
وأكدت فردوس بنت جبريل أبو القاسم مديرة إدارة صعوبات التعلم (بنات) والإعلامية المتخصصة في مجال إعلام التربية الخاصة التي أعدت الدراسة، بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين، الذي يصادف اليوم، أنه من المأمول أن تضيف هذه المناشط والبرامج التربوية والاجتماعية المنظمة لتغيير اتجاهات ومفاهيم المجتمع في مثل هذه الاحتفالات العالمية لمناسبات الفئات الخاصة، حيث تهدف أغلبها إلى التعريف بالإعاقة والفئات الخاصة وطرق التعامل السليم معهم، ومثل هذه الفعاليات لا بد أن تعزز بقناعات. وأكدت أن المعوق يمكنه أن يتعلم ويعلم ويشارك في المنظومة الإيجابية للمجتمع، وأن الاحتفال لهذا العام بشعار "العمل المناسب للأشخاص ذوي الإعاقات"، فلا بد من تفعيل القرارات القاضية بتوظيفهم.
وتضيف بالقول: "من واقع معايشة أدرك ويدرك غيري أن المشكلة ليست في الإعاقة نفسها ولكنها في القناعة بالقدرة الإيجابية والكامنة للمعوق، وبوضوح أكثر نحن من نصنع الإعاقة ونحيطها بسياج الرفض".
ودعت إلى ألا يكون الاحتفال بيوم المعوق منحصرا في شعارات وبرامج تفقد تأثيرها بعد الحدث، بل إلى تواصل اجتماعي دائم للتفاعل الإيجابي معهم.
وأبانت أنها أجرت أخيرا دراسة خاصة تبحث في العلاقة بين الإعلام والتربية الخاصة من وجهة نظر متخصصة بحكم تخصصها الأكاديمي في التربية الخاصة من جهة، وخبراتها الإعلامية الطويلة من جهة أخرى. وأكدت أن تناول قضايا التربية الخاصة في الإعلام قاصر جدا أو لم يطرح بالكيفية والنوعية المناسبة.
وهدفت الدراسة التي أجرتها "ثقافة التربية الخاصة في وسائل الإعلام العام"، لقياس مدى وعي الإعلاميين بالتربية الخاصة وتناول موضوعاتها, ومدى تجاوب الفئات الخاصة مع الإعلام لطرح قضاياهم.
وتأتي أهمية الدراسة كون الفئات الخاصة ذات حقوق وواجبات اعتبارية في المجتمع, لذا كان من الأهمية طرح قضاياها في الإعلام بشكل مناسب وواقعي والعمل على سد فجوة الثقافة بين الإعلام والتربية الخاصة، فقضية الإعلام والإعاقة قضية عالمية وليست محلية أو إقليمية تناولها البعض في قوالب إعلامية متعددة.
وأوصت الباحثة في دراستها بضرورة أن يلعب الإعلام دوراً توجيهياً وتثقيفياً من خلال طرحه قضية الإعاقة عبر برامج مدروسة ومعدة، والأخذ بعين الاعتبار حق الأصم في الاطلاع على ما يجري من أحداث وخاصة النشرة الإخبارية، والعمل على توظيف أشخاص معوقين في وسائل الإعلام، وعلى وسائل الإعلام استشارة المختصين في المجال، وعلى أقسام الإعلام التربوي في الجهات التي تقدم خدماتها ورعايتها للفئات الخاصة أن تكثف جهودها للتعريف بهم، وتفعيل دور وسائل الإعلام من خلال التعريف بأهمية التربية الخاصة ودورها، باعتبارها أسلوباً فاعلاً في التخفيف من بعض المشكلات.
واستطردت قائلة: "إن التلفزيون حاز المركز الأول بالمتابعة في تصنيفات الفئات الخاصة، فلابد من إعداد برنامج تربوي تلفزيوني عن فئات التربية الخاصة موجه للأطفال، وآخر للكبار، حيث إن المتاح الآن هو برنامج "أبناء في القلوب" يعرض على القناة الأولى و"منارات" في الإخبارية".
واختتمت حديثها بأن الإعلام والتربية دعامتان يجب أن نجد لهما كل الوسائل التي تبنتها الدولة من أجل توجيه الأجيال الناشئة التوجه السليم الذي نرتضيه لأبنائنا ومجتمعنا مستفيدين من الروابط الوثيقة التي تجمع بين الإعلام والتربية والتعليم.