الاسكوا تجدد الدعوة للتصدي للجهل والفقر والمرض في العالم العربي

الاسكوا تجدد الدعوة للتصدي للجهل والفقر والمرض في العالم العربي

الاسكوا تجدد الدعوة للتصدي للجهل والفقر والمرض في العالم العربي

أشارت دراسة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا
( الاسكوا ) إلى أن 7.5 مليون طفل في العالم العربي محرومون من التعليم، يعيش ثلثاهم في الدول الأقل نمواً، حيث يعاني شاب (أو شابة) لكلّ ثلاثة شباب (أو شابات) الأمية. وعلى الرغم مما سبق، سجّلت نسب التعليم ارتفاعاً إيجابياً، فوصلت إلى 83.4 في المائة ، ما يعزز الأمل في حدوث تغيير.وكشفت الدراسة عن التحسن الكبير في تعزيز المساواة بين الجنسين في مراحل التعليم كافة، رغم أنّ تعليم الفتيات ما زال غير كافٍ في بعض البلدان العربية كموريتانيا والمغرب مثلاً. وفي حين انعكس هذا التحسن على مجال التعليم، لم يجد صدى كافياً في قطاع العمل، حيث تتأثر النساء أكثر من الرجال من اقتطاع الوظائف والأجور. أما بالنسبة للمشاركة السياسية للمرأة ، فهي إلى ازدياد. وقد حققت النساء إنجازات مذهلة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي كالكويت مثلاً، حيث لم يعد المعترك السياسي محظوراً عليهنّ. أما في مجال الحقوق، فقد وقّع 18 بلداً من أصل 22 على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، مشرّعين أبواب المجالس النيابية أمام الجنس اللطيف. ولكن مشاركة المرأة في البرلمانات العربية لا تزال الأقل في العالم.
 
ووفقا لدراسة بعنوان: "الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية 2007: فقد شهدت المنطقة أيضاً انتشاراً شبه كامل لحملات التحصين ضد مرض الحصبة. حيث يموت أكثر من طفل من أصل عشرة أطفال قبل أن يبلغوا الخامسة من العمر في الدول الأقل نمواً، حيث التقدم بطيء في هذا المجال، ما عدا جزر القمر. وقد نجحت بعض البلدان كمصر في خفض وفيات الأطفال بنسبة 68 في المائة وهو رقم بعيد المنال للأسف بالنسبة لبعض البلدان الأخرى التي ما زالت في دائرة النزاعات، كالعراق مثلاً.
 وأشارت الدراسة إلى انخفاض نسبة وفيات الأطفال حيث شهدت المنطقة العربية تقدماً ملحوظاً في هذا المجال، حيث انخفضت نسبة وفيات الأمهات بنحو 34 في المائة . وقد توصّل العالم العربي إلى هذه النسبة بفضل انخفاض نسبة حمل المراهقات ووجود عدد أكبر من المولّدات التقليديات الماهرات. ولكن تبقى بعض البلدان كالسودان مثلاً، في مواقع متأخرة بالنسبة لهذا الموضوع، إذ سجّل هذا البلد نحو 509 حالات وفيات بين الأمهات لكلّ 100 ألف ولادة في عام 2000. ولم تشهد المنطقة العربية بالإجمال تقدّماً ذا شأن في الحدّ من الفقر في العقد المنصرم. فبينما انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الوطني بدرجة بسيطة في معظم بلدان المشرق والمغرب، ما زالت الدول الأقل نمواً تعاني نسبا مرتفعة في هذا المجال. وفي المقابل سجّلت نسبة الأشخاص الذين يعانون الجوع ونسبة الأطفال ناقصي الوزن انخفاضاً طفيفاً.

وإن لم تتخذ خطوات جذرية للحدّ من الفقر والقضاء على الجوع، فالهدف الإنمائي الأول في خطر . وارتفع معدّل التسجيل في المراحل الابتدائية بنسبة 10 في المائة في المنطقة العربية إجمالاً، فيما تحسنت درجة المساواة بين الجنسين في التعليم، وانتسب أكثر من 90 في المائة من أطفال المشرق والمغرب إلى المدارس الابتدائية. ولكن رغم كل الجهود المبذولة . وأشارت الدراسة إلى محدودية انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في البلدان العربية عامةً، ولكنّه للأسف إلى ارتفاع منذ سنتين تقريباً. واستجابة منها لهذا الخطر، اعتمدت البلدان العربية خططاً وطنية استراتيجية في عدة قطاعات لمواجهته، ولكن يجب بذل المزيد من الجهود، إذ إنّ 5 في المائة من المرضى فقط حصلوا على العلاج في 2005.

من جهة أخرى، يبقى مرضا الملاريا والسلّ خطراً كبيراً في الدول الأقل نمواً، حيث انتشر الأول بين 3313 شخصاً من أصل 100 ألف في 2005 وسجّلت 56 في المائة من كل حالات المرض الثاني. وأوضحت الدراسة أنّ السعودية وحدها أسّست أكبر محمية في العالم (محمية برية تبلغ 64 مليون هكتار، وتقلّصت رقعة الأماكن المحمية للأسف في الدول الأقل نمواً، التي تتمتع بأكبر نسبة من التنوع البيئي. وبين عامي 1990 و2004، حيث اقتطع العالم العربي الغابات من جهة وزادت رقعة المحميات من جهة أخرى بشكل عام. كما تعاني البيئة في العالم العربي أيضاً الزيادة السكانية، والارتفاع الكبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمواد المضرة بالأوزون مقابل زيادة استهلاك الطاقة. في المقابل، ظلّت نسبة الأشخاص الذين يحصلون على مياه صالحة للشرب على حالها، فيما ارتفعت فرص الحصول على منشآت صحية نظيفة، وإن كان بشكل بسيط.
 
وأظهرت المقارنة في معدّلات التجارة بين الدول العربية فروقاً شاسعة، في حين لا تسهم هذه المنطقة في التجارة العالمية سوى بجزء يسير. وتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بالقسم الأكبر من نسب الاستيراد والتصدير، مقابل جزء لا يذكر للدول الأقل نمواً. وفي الوقت نفسه، ما زال الشباب يعانون ارتفاع نسب البطالة وصعوبة ظروف العمل. أمّا بالنسبة للتقنيات الجديدة، فقد وصلت إلى جزء أكبر من السكان، ولكن الدول الأقل نمواً ما زالت تعاني الهوة الرقمية.

الأكثر قراءة