معلمي .. هذه ثمرتك
أعلم أنك تنتظر إلى من يستمع لشكواك، ويواسيك في همومك، وينظر في قائمة المطالب التي ضجت منها أوراقك التي كتبتها عليها قبل أن تضج أنت.
ومع كل هذا دعنا ننظر إلى الجانب الآخر من القمر، ذلك الجانب المضيء
ألست ترى ذلك الأكاديمي والخبير والمستشار، وتعرف ذلك الطبيب والصيدلي والإعلامي والمهندس والمعلم والضابط، أليسوا كلهم يقفون لك احتراما وتقديرا؟ للمساتك الظاهرة الجلية عليهم وعلى شخصياتهم.
انظر معي إلى أهدافك المرسومة التي تحققت في فلذات أكباد المسلمين
ألا تشعر بسعادة غامرة ؟ فحين يأتيك ولي أمر أحد طلابك يشكرك أو يستشيرك أو يطلب مساعدتك، ألا تفرح بذلك ؟
وحين يفاجئك أحد طلابك بقبلة على رأسك وأنت في مستشفى أو دائرة حكومية أو مكان عام، ألا تنسيك تلك القبلة تعب أعوام دراسية مرت ؟
وحين يخطئ تلميذك ويناديك بكلمة (بابا) أو (أبي) ويبتسم خجلا، ألا يسعدك هذا الموقف حين أحبك فأطلق عليك أغلى كلمة لأغلى شخص عنده؟ وحين يرن جوالك باتصال من طالب قديم أو ولي أمر لشكرك عندها ماذا سيكون شعورك؟ وحين تصلي في أحد المساجد وتفاجأ بأن إمامك الذي صلى بك كان في يوم ما تلميذا عندك.
وما شعورك وأنت تقرأ مقالا في جريدة وتجد أن كاتب ذلك الموضوع المنمق كان ممن تربى على يديك!
وحين تدخل في عيادة ما تشتكي ألما فيقوم ذلك الطبيب معانقا مسلّما
وحين تذهب بولدك إلى المدرسة المجاورة فتجد مديرها تعلم في فصلك المتواضع .و..و..إلخ
مواقف كثيرة يومية تشعرنا بالفخر والاعتزاز وتواسينا فلا تتجاهلها ووظفها لإسعادك.
فوق كل ذلك ألم تسمع بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنّ الله وملائكته، وأهل السموات، وأهل الأرض حتى النّملة في جحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلّم الناس الخير ".
فيا لها من بشارة كافية وجانب مشرق ينسيك التعب والنصب، فأخلص وجد واجتهد وراقب ثمراتك اليانعة وتفاءل خيرا، وانظر إلى الجانب المشرق في مهنتك السامية، واترك كل من وقف حجر عثرة في طريقك وإن كان أحد طلابك السابقين.