أطفال ينتصرون؟
أطفال ينتصرون؟
الأسبوع الذي يسبق الاختبارات في كل فصل دراسي يشهد فشل وزارة التربية في ضبط الحضور في هذا الأسبوع، وهو في الحقيقة يمثل انتصار إرادة أطفال المدارس على إرادة وزارة كبيرة بحجم وزارة التربية والتعليم، وهذا الانتصار مرده إلى أن الوزارة لا تتعامل أحياناً بواقعية، وتعيش بمنأى عن الميدان التربوي، وتفرض إرادتها بعنجهية!
تبدأ المهزلة بتصاريح إعلامية سخيفة تحذر من الغياب في الأسبوع الأخير من الدراسة، وترسل إلى الميدان عبر مديري التعليم خطابات تهديد لمن يتغيب وضرورة الرفع بأسماء المتغيبين، وتوصي أحياناً بوضع اختبارات أعمال السنة في الأسبوع الأخير لكي تجبر الطلاب على الحضور!
ثم تكون النتيجة مخيبة للآمال فلا يحضر إلا أعداد قليلة من الطلاب وتكون المدرسة مرتعا خصبا للتخريب والعبث بالممتلكات.
ويخرج الطلاب من المدرسة في وقت مبكر يتسكعون فيه عند المطاعم والمحال التجارية فتكثر في هذا الأسبوع معدلات الجريمة واختلاط الصغار بالكبار وما هو معروف من إشكالات لا تخفى.
ولا شك أن بقاء الطلاب في بيوتهم أسلم من ذهابهم إلى المدرسة،وكان الأجدر بوزارة التربية والتعليم أن تقوم بدراسة جادة لهذا الأسبوع تشخص الخلل وترسم الحلول المناسبة.
وفي بعض الدول المجاورة يتم تشكيل لجان تقوية اختيارية في المدرسة لمن يرغب الاستفادة منها، على أن يتم التسجيل فيها مسبقاً فلا يحضر على الأقل للمدرسة إلا الجاد في الاستفادة ومن فضل الجلوس في البيت لمراجعة دروسه فله ذلك؟
عموماً قد تتعدد الحلول والاختيارات والمهم أن تكون وفق دراسة واقعية
تقضي على أشكال الفوضى الحادثة في هذا الأسبوع، وطابت أيامكم.