كلمة الشيخ إبراهيم الغيث الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - أصحاب السمو والفضيلة والمعالي ضيوفنا الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد..فنشكر الله - جلت قدرته - على نعمه الكثيرة والتي من أعظمها نعمة الإسلام والأمن والأمان الذي نعيشه في هذه البلاد المباركة وما ذاك إلا بتوفيق من الله - عز وجل - ثم بتطبيق شريعة الإسلام الغراء حيث إن النظام الأساسي للحكم في السعودية قائم على هذا الأمر - بحمد الله - كما في المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم ونصها "إن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم" والمادة السابعة أيضا ونصها "يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة". وانطلاقا من هدي رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - القائل "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" رواه أبو داود.
فإنني أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وحكومتهم الرشيدة على دعمهم المتواصل هذا الجهاز المبارك، فجزاهم الله خير الجزاء على ما يقدمونه من دعم مادي ومعنوي في سبيل رفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما لا أنسى أن أشكر صاحب المواقف المشرفة لدعم هذا الجهاز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وفقه الله راعي هذا الملتقى المبارك "ملتقى خير أمة" فقد عرفته منذ سنين طويلة عندما كنت بفرع الرئاسة في منطقة الرياض يقف مع هذا الجهاز بالتسديد والتصويب فقد كان - حفظه الله - كثير الاتصال والمتابعة لأعمال الهيئة في منطقة الرياض بل وجهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى الآن وما تشريف سموه لاختتام فعاليات "ملتقى خير أمة" في هذا اليوم إلا دليل واضح على الدعم اللا محدود لرسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سموه الكريم فلكم منا يا صاحب السمو الدعاء والشكر ولإخوانكم، أن يحفظكم الله ويسدد على طريق الخير خطاكم ويعز بكم دينه وينصر بكم كلمته ويجعلكم مباركين أينما حللتم وأينما اتجهتم إنه سميع قريب مجيب. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة أيها الإخوة الحضور.
لا يخفى على أحد أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكانته في الإسلام حيث قال عز من قائل "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" الآية 104 من سورة آل عمران وقال تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" الآية 110 من سورة آل عمران.
وقال عليه الصلاة والسلام:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، رواه مسلم.
وبقيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظ الله العباد والبلاد من الفتن ما ظهر منها وما بطن وبتركه تعم الفوضى ويتعرض المجتمع للهلاك والدمار نعوذ بالله من ذلك.
وقد لعن الله أمة تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون". الآيتان 78 و79 من سورة المائدة.
كما حذر - عليه الصلاة والسلام - أمته من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن من ترك القيام بهذا الواجب العظيم فهو معرض للعقوبة العاجلة أو الآجلة نسأل الله السلام والعافية.
فعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"، رواه أبو داود.
وفي الحديث "عن زينب بنت جحش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذا وحلق بإصبعه وبالتي تليها فقالت زينب يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال! نعم إذا كثر الخبث"، رواه البخاري والمراد بالخبث المنكرات.
وإن وجود هذا الجهاز "الرئاسة العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في هذه المملكة هو صمام أمان لهذه البلاد - حفظها الله وأدام أمنها واستقرارها.
حيث تقوم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - بحمد الله - وفق هدي كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم الأنظمة والتعليمات وينتشر بفضل الله في مدن ومحافظات وقرى المملكة أكثر من 500 مركز تؤدي رسالتها لأبناء هذا المجتمع بالنصح والتوجيه والإصلاح ومكافحة الجريمة قبل وقوعها مستخدمين في ذلك أفضل الوسائل وأنجحها مع إدخال التقنية الحديثة المتطورة المعينة بعد توفيق الله على أداء رسالة الهيئة التوجيهية والإصلاحية.
وتسعى الرئاسة عبر مراكزها إلى الستر على المخالفين ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، يدل على ذلك ما تضمنه التقرير الإحصائي للرئاسة لعام 1426 / 1427هـ حيث بلغ عدد المخالفات التي تم إنهاؤها وسترها داخل المراكز أكثر من 90 في المائة.
وهي مع هذا، وبتوفيق الله وعونه، ثم بتوجيهات ولاة الأمر - وفقهم الله - تأخذ على يد من يريد العبث بعقيدة وأخلاق وأمن هذه البلاد المباركة وذلك بالرفع عنهم لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق بطلب إحالتهم إلى المحكمة الشرعية لينالوا جزاءهم الشرعي. وتلقى الرئاسة - بحمد الله - من أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق كل دعم وتشجيع فجزاهم الله عنا خير الجزاء. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أيها الحفل الكريم، ولقد كان لهذه الرئاسة - بحمد الله - دور بارز في مكافحة الإرهاب والفكر المنحرف حيث إن الإخلال بالأمن من المنكرات الكبار التي يحرّمها ديننا الحنيف فقد تم طبع أكثر من مليوني رسالة توجيهية لأصحاب الفضيلة كبار العلماء في هذه البلاد المباركة التي تبين خطر هذا الفكر المنحرف وحرمة قتل الأبرياء وترويع الآمنين. كما تشارك الرئاسة في معارضها مع الجهات الحكومية الأخرى في توعية أبناء المجتمع وبيان خطر الفكر الضال على عقيدتنا وأخلاقنا وأمننا وأموالنا وأعراضنا.
كما يقام للأعضاء في هذا الجهاز في جميع مناطق المملكة دورات توجيهية شرعية يشارك فيها كبار العلماء والقضاة ورجال الأمن في مناطق المملكة تتضمن محاضرات عن بيان وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله ووجوب حفظ الأمن واستقراره.
فأسأل الله أن يحفظ أمن هذه البلاد المباركة فلولا الله ثم الأمن الذي نعيشه لما استطاع أحد أن يقيم شعائر الإسلام الظاهرة كالصلاة مع الجماعة وغيرها.
أخيرا يا صاحب السمو، أكدت هذه الدولة المباركة أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نظامها الأساسي للحكم كما ورد في المادة الـ 23 من النظام ونصها "تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله"، وهذه المادة مستمدة من هدي كتاب الله كما قال تعالى في كتابه العزيز"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" الآية41 من سورة الحج.
أسال الله - جلت قدرته - أن يجعلنا وإياكم من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وفق هديي كتب الله وسنة رسوله وأن يوفقنا جميعا لما فيه صلاح العباد والبلاد وأن يحفظ لهذه البلاد المباركة ولاة أمرها وأمنها واستقرارها ويكفيها وجميع بلاد المسلمين كيد الكائدين وحسد الحاسدين إنه مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.