كبار المسؤولين الأوروبيين يبحثون مع الصين خفض اليوان

بدأ كبار المسؤولين الاقتصاديين الأوروبيين أمس في بكين زيارة غير مسبوقة تهدف إلى بحث الخلل في العلاقات التجارية الصينية الأوروبية واحد أسبابها الرئيسية وهو سعر صرف العملة الصينية. وباشر رئيس مجموعة وزراء مالية بلدان منطقة اليورو جان كلود يونكر وحاكم البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه والمفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية يواكين المونيا زيارتهم بمحادثات مع حاكم البنك المركزي الصيني تشو هسياوتشوان.
وسيلتقي المسؤولون الثلاثة اليوم وزير المالية تشي تشورن ورئيس الوزراء ون جياباو، على ما أفادت مصادر أوروبية. وقال مسؤول طلب عدم كشف اسمه أن هذه الزيارة أحيطت بتكتم إعلامي لأنها تهدف إلى "مناقشة مواضيع جدية في محادثات مباشرة وليس عبر تصريحات صحافية". ويرتدي مبدأ المحادثات المباشرة هذا اهمية متزايدة بنظر الاوروبيين الطامحين إلى إقامة حوار اقتصادي استراتيجي على غرار الحوار الذي أقيم بين الصينيين والأمريكيين عام 2006، من أجل تسوية المشكلات الثنائية القائمة.
وقال المسؤول إن هدف زيارة الترويكا إلى بكين "يتخطى سعر الصرف ليشمل مجموعة من القضايا المتعلقة بالاقتصاد الشامل". وفي طليعة المشكلات القائمة قضية العجز في الميزان التجاري الأوروبي مع الصين المرتبط بشكل وثيق بسعر الصرف. وبعدما بلغ هذا العجز نحو 130 مليار يورو العام الماضي، توقع سفير الاتحاد الأوروبي في الصين سيرجابو أن يسجل ارتفاعا بنسبة "20 أو 25في المائة" هذه السنة، مشددا على أن "لا يمكن أن يستمر في التزايد إلى ما لا نهاية".
وكان المفوض الأوروبي لشؤون التجارة بيتر ماندلسون عبر أخيرا في واشنطن عن ضخامة هذا العجز من خلال استخدام صورة مدهشة إذ قال إنه "يزداد بمقدار 20 مليون دولار في الساعة". وفي وقت تعاني الصادرات الأوروبية ارتفاع سعر اليورو، تواجه مزيدا من العوائق بفعل سعر مخفض لليوان يشجع حركة استيراد المنتوجات الصينية بحسب بروكسل. وتريد دول منطقة اليورو أن تجعل الصين تدرك أن وزنها الاقتصادي بات يلقي على عاتقها مسؤولية متزايدة على صعيد السياسة النقدية الدولية. وهذا ما سعى إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد والإثنين خلال زيارته إلى بكين حيث دعا إلى رفع سعر اليوان معتبرا أن "دولة كبرى يجب أن تكون عملتها قوية". ولفت ساركوزي متحدثا أمام الرئيس هو جينتاو إلى أن الدول الكبرى تترتب عليها "مسؤوليات وواجبات في جميع المجالات".