عمالة تشتري الدجاج من المناطق الموبوءة بنصف ريال وتبيعه في أخرى
عمالة تشتري الدجاج من المناطق الموبوءة بنصف ريال وتبيعه في أخرى
كشفت جولة لـ "الاقتصادية" على عدد من مزارع الدواجن في محافظة الخرج والتي ظهر فيها أخيرا عدد من الإصابات بفيروس إنفلونزا الطيور عالي الضراوة عن ظهور سوق سوداء أبطالها عمالة وافدة تشتري الدجاج بأبخس الأثمان من المزارعين يصل في أحيان كثيرة إلى نصف ريال للدجاجة وتبيعها لآخرين خارج المحافظة وذلك بعد تهريبها والادعاء أنها من إنتاج مناطق لم تصب حتى الآن بوباء الإنفلونزا.
واتضح من خلال جولة "الاقتصادية" مسببات جديدة لانتقال الوباء.. إذ أكد المزارعون الدور الرئيسي لوادي الصرف الصحي في الحاير الذي ينتهي في الخرج، وكشفوا عن وجود وادي صرف آخر في الثليماء شرق المحافظة وهو أكثر خطورة من وادي الحاير نظرا لمحتوياته القذرة وتأثيره في البيئة.
و خرجت الجولة بتأكيدات حول سلامة الخضراوات والمنتجات الأخرى من فواكه وتمور في ثلاثة آلاف مزرعة للخضراوات و1.5مليون نخلة و70 مشروعا للدواجن مرخصة ومثلها، تقدم أصحابها طالبين تراخيص.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
ثلاثة آلاف مزرعة للخضراوات و1.5 مليون نخلة و70 مشروعا للدواجن مرخصة ومثلها تقدم أصحابها طالبين تراخيص.. هذه إحصائية حصلت عليها "الاقتصادية" من مصادرها في الخرج .. ثروة زراعية تحتضنها المحافظة.
بعد الإعلان عن الإصابة بإنفلونزا الطيور في خمسة مشاريع صغيرة للدواجن في الخرج كان آخرها مزرعة (القصيم) للدواجن في هجرة البرة؛ أصبحت هذه الأرض الغنية محط أسماع المستهلكين وأنظارهم رهبة من وباء إنفلونزا الطيور.
ولمعايشة الواقع .. كان هذا التحقيق الثاني من الميدان، لتسليط مزيدا من الأضواء..
قامت "الاقتصادية" بجولة عشوائية شملت عددا من المزارع.. انتهينا إلى مزرعة للخضراوات.. والتقينا عددا من المزارعين، وتكشف لنا مزيد من المعلومات العجيبة.. من أبرزها: إجماع على خطورة العمالة المخالفة ودورها الجديد في تهريب الدواجن السليمة إلى مناطق أخرى من المملكة.
والدور الرئيسي لوادي الصرف الصحي في الحاير الذي ينتهي في الخرج، وكشف لنا مزارعون عن وجود وادي صرف آخر في الثليماء شرق المحافظة وهو أكثر خطورة من وادي الحاير نظرا لمحتوياته القذرة وتأثيره في البيئة. وأيضا الطيور الجارحة واختلاط إنتاج مزارع الدواجن الصغيرة بالمشاريع الكبيرة.
ومن أهم ما خرجنا به من تحقيق اليوم سلامة الخضراوات والمنتجات الأخرى من فواكه وتمور من هذا الوباء.. وهذا كان من محاورنا الرئيسة بعد انتشار شائعات تأثر الخضراوات بإنفلونزا الطيور. خصوصا وجود عدد من المزارع النموذجية أو النظيفة التي يعتمد في تكوينها على المواد العضوية ولا تدخلها أي مادة كيماوية. فيتم تسميدها عضويا.
مدخل
محافظة الخرج ملتقى أهم أودية عارض اليمامة وفيها أكبر روضة في نجد هي روضة السبهاء وفيها أوسع سهل زراعي في المنطقة، وهي سلة غذاء منذ أقدم العصور تقع في الجنوب الشرقي من مدينة الرياض على بعد 60 كيلو مترا.
الخرج في اللغة هو الوادي الذي لا منفذ له وهذا يصدق على هذه المحافظة، حيث إن الأودية التي تصب فيها تتجه شرقاً في روضة السهباء وتحجزها رمال الدهناء، والخرج على زنته أيضا المراد به الغلة مما يخرج من الأرض.
والخرج أكبر محافظات منطقة الرياض مساحة وسكانا، إذ تبلغ مساحتها نحو 150 كيلو مترا مربعا من الشرق إلى الغرب و130 كيلو مترا مربعا من الشمال إلى الجنوب، وعدد المدن والقرى والمراكز التابعة للخرج 50 مركزا وقرية.
منطقة زراعية .. مهددة بالأوبئة
في 11 ذي القعدة 1428 هـ كشف تقرير لمديرية الزراعة في محافظة الخرج عن ظهور إصابات مرضية بـ 13 من إبل أحد المواطنين في المحافظة أدى إلى نفوق خمسة رؤوس، فيما تماثلت أربع حالات للشفاء إثر استجابتها للعلاج الذي أشرفت عليه مديرية الزراعة، ضمن متابعتها للبلاغات الخاصة بنفوق الإبل.
وكانت وزارة الزراعة قد أكدت في بيان لها أواخر شهر شعبان الماضي أن "النخالة" هي سبب نفوق الإبل، مشيرة إلى أنها احتوت على أدوية مضادة تستخدم للدواجن وفطريات سامة ومبيدات حشرية.
في مطلع شهر ذي القعدة 1428هـ، أصدرت وزارة الزراعة بياناً جاء فيه :
إنه إثر تلقي مديرية الزراعة في محافظة الخرج بلاغا من إدارة أحد مشاريع الدواجن لإنتاج أمهات الدجاج اللاحم يوم الإثنين بتاريخ 2/11/1428هـ عن نفوق عدد 1500 طير من إجمالي عدد الطيور في المشروع البالغ عددها 50 ألف طير، وعلى الفور توجه فريق بيطري من المديرية وقام بأخذ عينات من الطيور النافقة وإرسالها إلى مختبر التشخيص البيطري في الرياض.
وقالت الوزارة إنه في يوم الثلاثاء 3/11/1428هـ، أظهرت نتائج التشخيص لهذه العينات إيجابيتها لفيروس مرض إنفلونزا الطيور عالي الضراوة H5N1 وذلك بعد إجراء اختبار البلمرة العكسية (بي سي آر) PCR، إضافة إلى اختبار تلازن الدم ومنع تلازن الدم.
وأضافت أنه بناء على ذلك تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة والاحتياطات الضرورية حسب خطة الطوارئ لهذا المرض، حيث تم إعدام جميع الطيور الموجودة والتخلص منها بالطرق الفنية السليمة المتبعة وتطهير الموقع، كما تم القيام بمسح شامل للمنطقة المجاورة للمشروع للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى. وجار استكمال إجراءات الاستقصاء الوبائي لمعرفة مصدر هذه الإصابة، وتم إبلاغ جميع الجهات ذات العلاقة في المحافظة، حيث وجد المختصون من فرع الشؤون الصحية في الموقع لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيث تم التأكد من سلامة الأشخاص المخالطين لهذه الطيور، وكذلك البلدية في المحافظة للدعم والمساندة.
وأكدت الوزارة على مربي الدواجن ومنتجيها بتكثيف تطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية للأمن الوقائي.
ودعت المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي حالة اشتباه أو نفوق للطيور من خلال الاتصال بغرفة العمليات في الوزارة هاتف (014030911) أو أقرب فرع لوزارة الزراعة والتذكير بضرورة التقيد بعدم صيد الطيور المهاجرة بجميع أنواعها بأي وسيلة كانت تلافيا للاحتكاك والمخالطة بطيور قد تكون مصابة.
كما تود وزارة الزراعة التأكيد أن هذه الإصابة لا تمثل أي خطر أو ضرر في استهلاك الدواجن التي تنتجها مشاريع الدواجن في المملكة، والتي تخضع دائما للمتابعة والرقابة.
عملت وزارة الزراعة طوقاً على مزرعة المستقبل في طريق الخرج القديم، وبدأت بإعدام 50 ألف طير لإصابتها بفيروس مرض إنفلونزا الطيور عالي الضراوة.
وكان فرع وزارة الزراعة في الخرج قد تلقى بلاغاً يفيد بوجود نفوق عدد كبير في طيور المزرعة، وتم عمل زيارة للمزرعة من قبل فريق بيطري، وأظهرت النتائج إيجابيتها لفيروس مرض إنفلونزا الطيور عالي الضراوة H5N1. وتعد مزرعة المستقبل من أهم المزارع التي تزود باقي مزارع المنطقة بالدجاج اللاحم.
معرفة مسبقة بالوباء .. ولكن دون تفعيل الوقاية!
من الواضح أن هناك احترازات مسبقة (قبل عام) من انتشار الوباء بالشكل الأخير.. فقد سبق أن أعلن في 29 ذي الحجة 1427هـ عن انطلاق حملة إرشادية للتوعوية بالأمن الوقائي للدواجن وإنفلونزا الطيور نظمتها مديرية الزراعة في محافظة الخرج في الثاني من المحرم1428هـ، في مقر جمعية البر الخيرية في الخرج واستمرت لمدة ثلاثة أيام بحضور وكيل الوزارة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية ومشاركة الدوائر الحكومية في محافظة الخرج، وقال مدير عام الزراعة في محافظة الخرج إبراهيم بن سعد الداعج حينذاك، موضحاً أن الحملة شاركت فيها إدارة الثروة الحيوانية في الوزارة ومديرية الزراعة في الخرج عن الأمن الوقائي وإنفلونزا الطيور، ودور الوزارة حسب الخطة والإجراءات التي وضعتها للتصدي لهذا المرض ومنع دخوله إلى المملكة، وكذلك دور وزارة الصحة والبلدية ووضع لوحات إعلانية في الشوارع والميادين، وإصدار مجلة بهذه المناسبة، وقد تم اختيار شعار الحملة (تأكد)، وهدفت الحملة إلى نشر الوعي والإرشاد بجميع جوانبه ويصاحب الحملة معرض زراعي.
لكن .. هل حققت النتيجة؟
نعتقد ما تم اكتشافه وظهوره في ذي القعدة من هذا العام 1428هـ .. أي بعد عام من تلك الحملة يؤكد ضعف المتابعة!
ظهور بؤر في الحاير والرياض
وكشفت الإدارة العامة لصحة البيئة في الرياض عن ظهور بؤر جديدة لإنفلونزا الطيور في سوق الإبل في الحاير جنوبي الرياض، حيث سارعت فرق المكافحة و مجموعة من الأطباء البيطريين، وفرق من وزارة الصحة والبلدية، لتطويق السوق، واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة. وأكد مسؤول مكافحة الحشرات في إدارة الوقاية الصحية في أمانة الرياض محمد الحمد أنهم قاموا بعدة عمليات رش عبر سبع سيارات تحتوي كل منها على 400 لتر مطهر، واستخدام أجهزة حديثة، ومبيدات شديدة السمية.
منعت أمانة منطقة الرياض تنقل الدواجن الحية داخل مدينة الرياض، واستحدثت غرفة عمليات لمساندة الجهات المختصة في وزارة الزراعة للتصدي لوباء "إنفلونزا الطيور". وأكد وكيل أمانة منطقة الرياض المهندس عبد الرحمن الزنيدي عدم اكتشاف طيور مصابة بالمرض داخل الرياض، وطمأن أهالي الرياض، مشيراً إلى أن ما تقوم به الأمانة، إنما هو إجراءات وقائية ومساندة للجهات المختصة في وزارة الزراعة تحوطاً ضد الوباء.
الوزير يأكل الدجاج والبيض
في لقاء مباشر في التلفزيون السعودي منتصف الأسبوع أكد الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة أن أول حالة سجلت كانت يوم الإثنين الماضي 4 ذو القعدة على حدود الخرج - الرياض، ويؤكد بدء المواجهة لهذه الكارثة بشيء من الوعي فيما حرص على ألا يهلع المواطن من وجود المرض بقدر ما، أن يواجهه بشيء من الحذر المتوازن وأكد أهمية تعاون الجهات الأخرى والقطاعات الحكومية.
واعترف الوزير بوجود مخالفات كبيرة في المزارع، وهو الآن يقوم بالتدقيق بشكل أكثر بالتعاون مع الجهات المختصة كما أكد أنه يحق لنا إقفال جميع المزارع القريبة من الإسكان بناء على الاتفاق مع وزارة البلديات، وأكد أن هناك عمالة وافدة تزرع بشكل مخالف في المزارع وتبيع بشكل عشوائي، في حين أكد أن هناك إجراءات صارمة لمثل هذه المشكلات.
الجولة ميدانية
البداية كانت في إحدى أسواق الرياض (شمال العاصمة) جذبني عامل في محل لبيع الدجاج والبيض ينادي على أن دجاجاته في المحل: دجاج ليس من إنتاج الخرج!!
شعرت لحظتها أن التسويق للدجاج أخذ منحى آخر. وأصبحت محال الدواجن تروج للناس بشكل مختلف عن السابق.
إذا .. أنت تريد دجاج . فابتعد عن منتجات مزارع الخرج!
الموضوع خطير.. إصابة خمسة ملايين من الطيور في خمسة مشاريع للدواجن في الخرج بإنفلونزا تنسحب على 37 مشروعا شاملا .. بل 70 مشروعا للدواجن على اعتبار أن هناك مشاريع كبرى لها فروع متعددة من المشاريع.
ناهيك عن مشاريع الألبان .. إذ تضم المحافظة ما يزيد على 12 مشروعا للأبقار منها أكبر مزرعة للأبقار متكاملة في العالم. والمحاصيل الزراعية الأخرى وعلى رأسها النخيل، إذ يبلغ عدد ها في الخرج أكثر من مليون ونصف المليون نخلة.. كما أكد أحد المسؤولين لـ "الاقتصادية".
وأكد ذلك المسؤول ما نقلته له عن معاناة المزارعين في مجال تسويق التمور، إذ يتم البيع وتصريف الإنتاج على الأرصفة في المحافظة، نظرا لعدم وجود سوق للتمور يمكن فيها تصريف الإنتاج ومتابعته لضمان سلامة الإنتاج.
ووسط هذا الإهمال والفوضى في السوق والإنتاج الزراعي في الخرج (دواجن ومحاصيل زراعية ) شجع العمالة المخالفة، التي تعيش فوضى الإقامة أن تغزو المزارع للعمل فيها أو تشتري المحاصيل وتسوقها في أنحاء المملكة وحتى في خارج المملكة، إلى أسواق الخليج واليمن!
فخطر العمالة ليس في نشر الأوبئة بين المزارع فقط، بل في منافستها الشرسة المواطن الذي ليس أمامه إلا الاستسلام الخامل أمام إصرار عمالة تتصيد مخارج المال بأي طريقة ومن أي ثقب، وطبعا الاهتمام بالصحة والسلامة آخر ما تفكر فيه تلك العمالة.
فلا تتوانى في نقل وترويج المنتجات وبيعها عبر منافذ البيع، الأسواق والمطاعم في العاصمة أو غيرها من المدن الأخرى.
وأكد لي عدد من المواطنين والمزارعين في الخرج وجود سوق سوداء في المحافظة هذه الأيام يتم فيها تهريب الدجاج إلى خارج المحافظة قبل وصول فرق المكافحة.
يقول أحدهم: لقد وصل سعر الدجاجة إلى نصف ريال من المزرعة قبل إعدامها!!
يؤكد آخر وهو مزارع معروف في المحافظة بالقول: كما أشارت "الاقتصادية" في تحقيقها الأول .. نعم العمالة وأسباب أخرى وراء انتشار المرض، موضحا أن معظم العمالة في المزارع هو مخالف لنظام الإقامة والعمل ويتعمد أصحاب المزارع جلبهم إلى مزارعهم لرخص رواتبهم، فكل واحد من أولئك لا يتعدى راتبه 600 ريال، فيما راتب العامل النظامي يراوح من 800 إلى 1800 ريال. والكثير من أولئك المخالفين هم يملكون الدواجن، وغيرهم مخالفون يشترون إنتاج النخيل والخضراوات ويتاجرون بالفلاح والإنتاج الزراعي .. وهؤلاء وراؤهم كثير من الأمراض الأمنية والأوبئة التي ظهر منها إنفلونزا الدجاج.
جولة أخرى في المحافظة
من الواضح أن تأثير الصدمة بدأ يتقلص، ولكن مازالت هناك بقايا رهبة، لقد عزف الناس في المحافظة عن تناول الدجاج.. مواطن يقول: تخيل أن إحدى الأسواق الكبيرة في الخرج تعرض دجاجا للبيع وقد كتب لوحة صغيرة في المحل تقول (هذا الدجاج ليس من إنتاج الخرج!!).
حول هذا الموضوع تحدث عثمان القحطاني وهو أحد سكان الخرج وإعلامي قائلا:
إن وزارة الزراعة تتحمل ظهور المرض وتبعاته .. ويتساءل: الثروة الحيوانية والزراعية في الخرج ألا تستحق من الوزارة حتى الاهتمام بإنشاء مختبر بالمحافظة؟!.. تصوروا أن العينات تؤخذ من الخرج ليجري تحليلها في الرياض؟!
ويؤكد: لا يوجد كوادر في مديرية الزراعة يمكنها أن تغطي الرقابة.
وتخيل أنه يتم الاستعانة بصهاريج الدفاع المدني لتطهير المزارع نتيجة الفقر في إمكانيات المديرية.
ولكنه أشار إلى نجاح الوزارة في التخفيف من وطأة الوباء بعد ظهوره.
أسباب أخرى وراء الوباء
كشف عدد من المواطنين القريبين من مزارع الدواجن الموبوءة أن من أسباب انتقال المرض؛ الطيور الجارحة!!
فعمال مزارع الدواجن عادة يقومون برمي مخلفات الدجاج والطيور النافقة في محيط المزرعة، وهذه محطة جذب للطيور الجارحة التي تتنقل بين المزارع بمخلفاتها وما علق بها من أمراض، وهذه الطيور بأعداد كبيرة تجوب المحافظة دون مكافحة.
وجبة عشاء من اللحم والدجاج في الخرج
في ختام جولتنا الميدانية أصر أحد المزارعين على تناول طعام العشاء في مزرعته
وافقت بشرط أن يكون الدجاج هو الوجبة الرئيسية.
الرجل قدّم لنا طبقا من الأرز واللحم والدجاج والخضراوات واللبن ..
زميلي المصور كان متخوفا في البداية، إلا أنه تشجع والتهمنا ما قدم لنا بشهية. فلم يكن هناك داع للخوف.. فقد تم السيطرة على الوباء والدواجن لا تزال بخير ما دامت الحيطة متوافرة عند الطبخ، وقبل ذلك شعرت أنه من الأفضل الثقة بجهود الوزارة بثرواتنا الحيوانية التي يجب ألا تتأثر، ولا نتأثر ونعمم الرؤية لتتحول إلى رهبة شاملة لكل الإنتاج.
ولكن يجب أن يتوافر الحذر وتتوافر الوقاية.
المطاعم تنتظر الفرج!
أحد أصحاب المطاعم في الرياض. سألته عن آثار إنفلونزا الطيور في المطاعم في مدينة الرياض.
قال أبو سعيد: تأثر البيع قليلا، ولكن المسألة لن تطول .. فعشرة أيام كافية لكي ينسى الناس الموضوع!
أيضا كلام أبو سعيد مهم للغاية .. هل دائما الأيام تنسينا المأساة .. وهل النسيان نتيجة القضاء على الوباء.
أي هل تكفي عشرة أيام للقضاء على المرض وطمأنة الناس؟
هذا السؤال نقلته إلى وزارة الزراعة، تحديدا إلى الدكتور خالد الفهيد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الزراعة فقال: نعم مسيطرون على الوضع، ولكن لا نستطيع تحديد فترة للقضاء على المرض، فالجهود تتطلب تكاتف العديد من الجهات وكذلك تعاون المواطنين والمقيمين.
من الخلاصة
من التحقيق نخلص إلى رؤية مهمة: ضرورة العقاب والرقابة بعد الوقاية والعلاج .. ومن العلاج متابعة العمالة .. ونعتقد أن الدور الرئيسي على وزارة الزراعة والجهات الأمنية بمعالجة أوضاع العمالة في المزارع .. وبالمناسبة كشف مواطن يعمل إلى جانب تلك العمالة المخالفة، أن معظم أولئك العمال الهاربين من كفلائهم الأصليين هو بسبب جريمة ارتكبوها، إما ضرب الكفيل فعل مشين في المنزل أو سرقة. والحال هذا هو في التوعية والتثقيف وطمأنة المواطن والمقيم أن الوضع مسيطر عليه تماما ويتم علاج ما تم اكتشافه بصرامة.
وكل ذلك من أجل إعادة الثقة إلى المستهلك حتى لا يخسر أصحاب المشاريع السليمة.
بقي لنا أن نطرح سؤالا: كيف يتم إعدام الدجاج؟
للأسف لا نستطيع الإجابة لأنه تم منعنا من دخول المزارع مع لجان الإعدام لنقل ما يجري؟!
أخيرا .. في المملكة - حسب إحصائية وزارة الزراعة - 410 مشاريع دجاج لاحم
و104 مشاريع لإنتاج البيض. نتمنى من وزارة الزراعة المزيد من الاهتمام في الناحيتين الرقابية والوقائية، سواء في المشاريع الداخلية أو على المستورد. ومن أهم المتطلبات تكثيف الأطباء البيطريين والمتخصصين في الثروة الحيوانية. أيضا إقامة المختبرات الحديثة القادرة على اكتشاف الأوبئة في وقت مبكر. فليس من المعقول أن تكون محافظة كالخرج تنتج كماً هائلا من الدواجن والخضراوات والألبان ولا يوجد فيها مختبر زراعي ولا إمكانيات بشرية أو مادية في فرع الزراعة تمكن من إحكام الرقابة والسيطرة والدعم للمزارعين بالتوعية والتثقيف. في الوقت الذي يبحث فيه الشباب المتخصص عن وظائف.
وأخيرا يجب أن نضع للخوف والرهبة حدا: لا يتعدى الحيطة عند الطبخ، والإبلاغ عند الاشتباه والثقة بإرشادات وزارة الزراعة.