في حالة ثبات حدوث ركود اقتصادي فإن التوقعات ستزداد بخفض البنك المركزي للفائدة
كما توقعت استكملت سوق الأسهم الأمريكية هبوطها الذي بدأته منذ نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، علماًً بأنه كان أسبوعاً قصيراً بسبب عطلة عيد الشكر Thanksgiving، حيث أغلق السوق يوم الخميس الماضي وعاود تداولاته يوم الجمعة بارتفاعها بقوة، وتوقعت أن يكون أداء السوق هادئاً لكنه هبوط بقوة، ثم بدأ يتذبذب في حركته، ويبدو أن الأمر خرج عن سيطرة المُتداولين إذا زاد الخوف في نفوسهم منذ أسبوعين بشأن الركود الاقتصادي بعد صدور بيانات تدل على ضعف مبيعات التجزئة وقلة إنفاق الفرد، وتتجدد هذه المخاوف لتُضيف خوفاً إلى خوف المتداولين السابق بسبب ضعف سوق المساكن وأزمة الرهن العقاري، ومن هنا أصبح من الطبيعي إغلاق السوق على انخفاض نهاية الأسبوع الماضي بنسبة 1.5 في المائة لمؤشري "داو جونز" و"ناسداك"، أما مؤشر S&P 500 فانخفض بنسبة 1.2 في المائة.
من أهم البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوع الماضي يأتي هبوط المؤشرات القيادية بنسبة 0.5 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) حتى وصل إلى أقل مستوى له منذ سنتين وكذلك هبط مؤشر ثقة المُستهلكين حتى 76.1 نقطة في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد أن كان 80.9 نقطة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولا ننسى أنه صدر مُلخص تقرير اجتماع البنك المركزي وكذلك تبين أن البنك المركزي خفض توقعاته حول معدل الناتج المحلي الأمريكي GDP في عام 2008 وهذا التوقع أيقظ تفاؤل المُراقبين بتوجه البنك المركزي نحو اتخاذ قرارات بخفض الفائدة في المُستقبل.
على صعيد نتائج الشركات للربع الثالث التي صدرت في الأسبوع الماضي كانت مُربكة وأولى هذه الشركات Low's لبناء المساكن مُعلنة عن تطابق نتائجها مع توقعات المُحللين إلا أنها توقعت انخفاض سوق المساكن، ومن ثم أعلنت شركة Target لمبيعات التجزئة عن نتائج أقل من توقعات المُحللين ومثل هذه النتيجة تزيد من خوف المُستثمرين والاقتصاديين من ضعف إنفاق المُستهلك.
الأسبوع الحالي
بعد انتهاء عيد الشُكر يتوق المُستثمرون والاقتصاديون إلى معرفة حجم مبيعات شركات ومخازن التجزئة للتعرف على قوة إنفاق المُستهلكين وهل هي على قوتها السابقة، إذ يُعقد عليها آمال كثيرة كل عام في أن تُنعش السوق ويستعيد الجميع ثقتهم بقدرة المُستهلك على الإنفاق في موسم العيد بالرغم من تضخم الأسعار وارتفاع سعر الوقود.
سيصدر عدد من البيانات الاقتصادية من ضمنها مبيعات المساكن الحالية المُستخدمة لتشرين الأول (أكتوبر) وذلك يوم الثلاثاء وكذلك بيان عن مبيعات المساكن الجديدة يوم الخميس معها نتيجة القراءة الجديدة لمُعدل الناتج المحلي GDP للربع الثالث، ويُتوقع ارتفاعها حتى 4.6 في المائة كقراءة مبدئية ستتم مراجعتها لاحقاً، وأما الأربعاء فسيصدر تقرير عن حجم طلبات السلع المُعمرة لشهر تشرين الأول (أكتوبر) الذي قد يستقر عند مستواه الحالي دون تغيير على عكس ما حدث في تشرين الثاني (نوفمبر) من أيلول (سبتمبر) من انخفاض.
التحليل الفني
بينت في التقارير السابقة أن مؤشر "ناسداك" محصور بين متوسطيّ حركة 50 يوما عند مستوى 2720 نقطة الذي يعمل كمقاومة وبين متوسط حركة 200 يوم عند مستوى 2584 نقطة الذي يعمل كدعم، علماً بأن مؤشر "ناسداك" أغلق حالياً عند 2596 نقطة وهناك متوسط عشرة أيام سيعمل كمقاومة قريبة جدا عند مستوى 2613 نقطة.
بالنظر إلى مؤشر RSI واحتمال توجهه لأعلى وكذلك مؤشر "ماكد" الذي هو في طريقة لتكوين قاع كإشارة على انتهاء فترة الصعود فإني أتوقع أن يُصارع "ناسداك" متوسط حركة عشرة أيام ويصعد فوقه ليُمهد لحدوث موجة صعود قصيرة لا تُشكل فرصة كبيرة للمُضارب ولكن تُعطي فرصة لترتيب الأوراق ودراسة الاختيارات، ومن أراد الشراء عليه دراسة السهم جيداً ومن لا تتضح له الصورة فأنصحه بالمراقبة والانتظار حتى يتضح مسار السوق على الأجل المتوسط.