هوليوود في ورطة!
هوليوود في ورطة!
هوليوود في ورطة حقيقية هذه الأيام وذلك بسبب الإضراب الذي بدأه 12 ألف كاتب سيناريو منذ الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، والسبب قلة العائد الذي يجنيه الكتّاب من إنتاج المسلسلات والبرامج الواقعية.
يذكر أن نسبة ما يجنيه الكتاب عادة تراوح بين 0.3 في المائة و 0.5 في المائة من العائد الكلي لعرض المسلسل(أو الفيلم)! لكن هذه النسبة عندما توضع في مقارنة مع عوائد العرض ومبيعات الدي في دي والإنترنت تصبح ضئيلة جداً، لهذا يصرّ الكتاب على تغيير نسبة ما يجنونه وبأسرع وقت نظراً لانتشار ظاهرة قرصنة الإعلام الإلكتروني والخسارة المضاعفة التي سيعانونها.
بالعودة إلى العام 1988م أظهرت الإحصائيات أن الخسائر التي تكبدتها شركات الإنتاج وقنوات الكيبل نحو 500 مليون دولار أمريكي بسبب 22 يوماً من الإضراب! يحتج الكتّاب على كونهم شخصيات خفية لا يعرفها المشاهدون، بينما ينال الممثلون الشهرة و النجاح بناءاً على أداءهم لأدوار كتبت من قبلهم.
حاليا لم يعطِ الكتاب أي تاريخ محدد لانتهاء فترة إضرابهم ولكن مخزون السيناريو الذي تحتفظ به هوليوود للمسلسلات الجماهيرية يوشك على النفاذ، وستبدأ القنوات بإعادة عرض حلقات (سابقة).
هذا الإضراب لن يؤثر في المشاهدين فقط، بل سيمتد للتأثير في العاملين في حقل الإنتاج ولا نقصد بذلك الممثلين أو المخرجين بل حتى الشركات التي توفر المواد الغذائية للاستوديوهات وشركات الديكور والأثاث وصولاً إلى موظفي الأمن والصيانة!
العرض الذي تقدّمت رابطة الكتّاب ينص على تخصيص 2.5 في المائة من عائدات الإنتاج لهم، وهذا جزء صغير من الكعكة على حدّ قولهم. فالتجارة السينمائية والتلفزيونية تمدّ اقتصاد أمريكا بنحو الــ80 مليون دولار يومياً. ما يحصل اليوم في هوليوود يذكرنا بجدية العمل الذي يقومون به هناك في مجال الإنتاج الإعلامي عموما والتلفزيوني بشكل خاص.
يذكرنا بالإنتاج العربيّ وبإضرابات أخرى ينبغي التفكير فيها، منها على سبيل المثال لا الحصر إضراب المنتجين عن تبني أي سيناريو "تافه" لا يحمل بداخله فكرة مبتكرة، وهذا ينطبق على غالبية المسلسلات العربية التي تكاد تفيض بها شاشاتنا كل عام بحكاياتها المكررة وسقطاتها.
أو يضرب المشاهد من متابعة أي مسلسل يمسّ ذائقته ويمارس عليه سياسة "الدراما التسويقية" ليصبح ما تتابعه "كتالوج" تلفزيوني يعرض آخر صيحات الموضة والتقليعات الغريبة على المجتمع، من قبيل تنبيه من لم ينتبه! ويمكن جداً أن تقوم القنوات الفضائية بثورة إعلامية عندما ترفض المسلسلات الشبيهة بالوجبات السريعة التي تكتب وتصوّر قبل موسم عرضها بأيام. الإعلام صناعة ضخمة استفادت منها غالبية دول العالم وحان الوقت للنظر إليها بجدية أكبر!