التشكيلي فهد الحجيلان: "مد" رسالة وتجربة لونية جديدة أكثر منه فكرة.
يكتسب الفنان التشكيلي مساحة شاسعة داخل المشهد التشكيلي بجرأته وإصراره وتطلعاته ورغبته الملحة في تقديم أعمال تعكس تطوره من خلال علاقته باللون والفكرة والمعالجة، فيرسم له خطا وأسلوبا تستطيع العين أن تميز أعماله، وتتعرف عليها مهما تنوع تشكلها واختلفت أساليبها، الفنان فهد الحجيلان اسم وضع بصمته في الساحة التشكيلية السعودية من خلال ما يقدمه من أعمال إبداعية. وصف الحجيلان معرضه الذي افتتحه الشيخ عبد الله سالم باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري يوم الأحد 8/11/1428هـ في صالة الخزامى في الرياض بأنه رسالة وتجربة لونية جديدة أكثر منه فكرة جاءت تحت اسم "مد"، ويضيف قائلا: هذه الأعمال هي البداية لمشروع قادم حيث سأركز فيه على الموضوع فمن خلال البحث اللوني الذي مارسته في هذا المعرض استطيع أن أقدم الفكرة بشكل قوي وبالتالي لا تطغى المعالجة اللونية على الفكرة الأساسية ففي هذا المعرض حاولت أن استحضر و أقدم علاقات لونية جديدة لتخدمني في أعمالي القادمة، وحول الرموز المستخدمة وسبب عدم إظهار العناصر بشكل واضح ومباشر أجاب بقوله: أصبحت أكثر اختزالاً للمفردات، ولأعطي المتلقي فرصة لإعادة صياغة اللوحة واكتشاف مكنوناتها ومعانيها وعوالمها والجماليات التشكيلية الموجودة بين خطوطها وألوانها فأنا لا أريد أن أفرض شيئاً معيناً على المتلقي أو أن أقدم شرحاً محدداً لكي لا أفسد عليه المتعة، إضافة إلى أنني أريد أن يستمتع المتلقي بالعمل الفني دون فرض وصاية عليه فأترك له حرية التحرك داخل مساحاتها اللونية. وحول المعرض تحدث الدكتور أسعد أبو سعود بقوله : هذا المعرض قفزة نوعية فنية للفنان فهد الحجيلان، الذي أعطى لمحة تعبيرية ممزوجة بالانطباعية تعبر عن الجو الشعبي للأسواق، والمحلات والحارات. فنرى خطوطا تؤلف وتبني أشخاصاً محافظين، فالنساء يرتدين العباءة بألوانها المختلفة والملابس نجدها تخفي جزءا كبيرا من الجسد، هذه الشخوص غير الواضحة جاءت بشكل خطوط رئيسية لملامح الجسم أو الشكل أو الرأس، قدم الحجيلان ذلك بأسلوب يتميز بخفة اللون والعفوية كعفوية الموضوع نفسه، كما نلاحظ اختفاء أشعة الشمس وزوال الظلال، وهذه قدرة فنية وأسلوب جميل تجاوز من خلاله مرحلة المحلية، فلم يقيده الخط والظل والحجم، بل عبر برؤيته الفنية، فيحق لتلك الأعمال أن تُعرض في أرقى الصالات العالمية.
الفنان فهد الحجيلان يرصد ومن خلال 40عملاً تشكيلياً الجسد الغائب، ويقدم بياناً بصرياً لا نهاية له، يتركها للمتلقي ليكمل اللوحة حسب رؤيته وفكرته وفلسفته، ينثر ألوانه ويمزج عناصره، يكسر المقاييس اللونية، فهو في بحث دائم لاكتشاف علاقات لونية جديدة، تمتاز أعماله بصدق المشاعر، ورغبة في التعبير عن الحالات الإنسانية، فالكتل اللونية تبعث في المتلقي معاني ومفاهيم لا حدود لها فتجربته اللونية تدل على مقاصد الأشياء وليست صدفية الأشياء. الجدير بالذكر أن الفنان فهد الحجيلان حاصل على دبلوم التربية الفنية، وعمل مدرسا وإخصائيا لبرنامج الكشف عن الموهوبين وحصل على عدد من الجوائز آخرها الجائزة الثانية في مسابقة السفير التشكيلية ويعد أحد رواد الرسم الصحافي المحلي ومن مؤسسي جماعة الرياض للفنون التشكيلية و أبرز فنانيها، له حضور فني متميز وله مقتنيات داخل المملكة وخارجها وهو حاليا متفرغ للفن منذ عام 1999م. وسوف يستمر المعرض لمدة أسبوعين.