تقنية النانو تضع تايوان في مقدمة الدول في براءات الاختراع

اشتهرت تايوان عالمياً بصناعاتها التقنية الدقيقة وخاصة الإلكترونية، وبشركاتها المتعددة التي أصبحت هي الأساس والأكثر شهرة عالميا تقريباً لتصنيع الرقائق متناهية الصغر التي تقوم باستخدامها شركات عالمية في تصنيع الألعاب والأجهزة التقنية الدقيقة، ومنذ سنوات بدأت الصناعة التايوانية تهتم بتقنية النانو المقصود بها القياسات المتناهية الصغر، وأصبحت واقعاً صناعياً منذ إنشاء مركز أبحاث تقنية النانو عام 2002 ثم ازداد الاهتمام بهذه التقنية بإطلاق برنامج عن علم النانو مدته خمس سنوات عام 2004م بميزانية بلغت 700مليون دولار ليقوم برسم خطة شاملة لابتكار تطبيقات علمية في المجالات الصناعية المختلفة وخاصة في صناعة التقنية المتقدمة والإلكترونيات والتقنية الحيوية، وهذا الاهتمام بتقنية النانو أحدث ثورة جديدة في تايوان بدءاً من الألياف والخزف ووصولاً إلى مستحضرات التجميل والثلاجات.
ويقول مسؤول التسويق والاتصالات في معهد أبحاث التقنية تريسي تساي لـ "الاقتصادية" إن أكبر المستفيدين من هذه الثورة الجديدة هي شركات التصنيع التقليدية التي بدأت في تطبيق تقنية النانو ضمن عمليات إنتاجها، فقد ارتفع الطلب بشدة على المبتكرات الحديثة مثل منتجات ألياف الكربون المنشطة بمقاييس النانو منذ عام 2003م بسبب تفشي وباء سارس SARS والخوف المتزايد من الرعب الحيوي. وأشار تساي إلى أن فرص الاستثمار الجديدة تكمن في قطاع التقنية المتقدمة في شاشات العرض والبصريات واللوحات المسطحة وتخزين البيانات والاتصالات والدوائر المتكاملة وخلافها من الصناعات العادية. وأضاف تساي أنه بسبب زيادة الاعتماد على هذه التقنية الجديدة تزايدت براءات الاختراع في مجال تطبيقات تقنية النانو إذ إنه بين الأعوام 1990 و1999 كان لدى تايوان 131براءة اختراع مقبولة في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم قفز هذا الرقم ليصبح 244بين عامي 2000 و2003 مانحاً تايوان المرتبة السادسة من ناحية براءات الاختراع المسجلة لدى الولايات المتحدة الأمريكية في تقنية النانو وتخطط تايوان بأن يصل حجم إنتاجها في مجال تقنية النانو إلى ما يقارب 29 مليار دولار أو 3 في المائة من السوق العالمية بحلول عام 2010. وقبل أيام أصبحت تايوان رابع دولة في العالم في عدد تسجيل براءات الاختراع.